سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطات تؤكد مطالبة الخاطفين بفدية لإطلاق الرهائن والحادث يذكر باستهداف الأصوليين للسياحة . "ملثمون" يخطفون 11 سائحاً و4 مصريين قرب الحدود مع السودان وليبيا
عادت الحوادث التي تستهدف السياحة في مصر الى واجهة الأحداث مجدداً بعدما خطفت "مجموعة من الملثمين" 11 سائحاً على الحدود الجنوبية لمصر في منطقة تدعى"الجلف الكبير"قرب محافظة الوادي الجديد الحدود المصرية - الليبية - السودانية. وفي وقت تبذل السلطات المصرية جهوداً حثيثة للعثور عليهم، أعلن وزير السياحة زهير جرانة أن مفاوضات تُجرى مع الخاطفين لإطلاق رهائنهم خمسة ايطاليين وخمسة ألمان وسائح روماني إضافة إلى أربعة مصريين في مقابل فدية. لكن الحادث الجديد أطلق التكهنات على مصراعيها في شأن إمكان تورط عناصر تنتمي إلى"تنظيم القاعدة"أو متشددين إسلاميين في هذا الحادث. غير أن الطريقة التي استخدمها الخاطفون في العملية ومطالبتهم بفدية جعل الترجيحات تذهب في اتجاه أن الحادث جنائي وربما تكون له أبعاد طائفية. وخفت وطأة الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأجانب في السنوات الماضية وكان آخرها سلسلة تفجيرات استهدفت منتجعات سياحية في طابا ودهب وشرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء بين عامي 2004 و2006، واتهمت السلطات مجموعة أطلقت على نفسها"التوحيد والجهاد"بتنفيذ الهجمات بالتعاون مع مجموعة من البدو يتبنون فكراً إسلامياً متشدداً. وقال وزير السياحة المصري إن عملية الخطف تمت الجمعة الماضي ولم يتم معرفة ذلك إلا بعد اتصال صاحب الشركة السياحية منظمة الرحلة للسياح بزوجته لإبلاغها بالفدية المطلوبة لإطلاقهم. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن الفوج السياحي المكون من 11 سائحاً وصل إلى مصر يوم 13 من الشهر الجاري وكان من المقرر أن يغادرها يوم 25 الجاري، وأفادت مصادر مطلعة أنه في أثناء قيام الفوج السياحي برحلة سفاري يوم 17 الشهر الجاري في مدينة سيوه يرافقهم مرشدان سياحيان وسائق الحافلة إضافة إلى صاحب الشركة السياحية قام أربعة، ملثمون ومسلحون، بمهاجمة أربع سيارات كانت تقل الفوج وهددوهم بالسلاح وخطفوهم واقتادوهم في اتجاه الأراضي السودانية. وأضافت المصادر أن صاحب شركة"اجيبتوس للسياحة"مقلة الفوج إبراهيم الصابر أحمد عبدالرحيم أجرى اتصالاً هاتفياً بزوجته أول من أمس وأبلغها بتعرض الفوج للخطف فقامت زوجته ألمانية الجنسية بإبلاغ السفارة الألمانية في القاهرة بالحادث. وأطلق الخاطفون سراح صاحب الشركة مساء أول من أمس قرب العلامة الدولية الرقم 25 على بعد 200 كلم من الحدود السودانية وطالبوه بإبلاغ السلطات بطلبهم فدية 3 ملايين دولار لإطلاق الرهائن. وذكرت المصادر أن المخطوفين هم روماني يدعى اونان أيريناكاس و5 ألمان هم كريستوفر باركليز وفروج هيديوت وبادير هاليما ولوبيب ايرنو ورول هيد و5 ايطاليين هم ميشيل باروك وجيوفارنا كوجيليا وملتير بروتو وسيدتان هما ماينا دليك ولوريلا بنجانيس، إضافة إلى إثنين من المرشدين السائحين وصاحب شركة السياحة المقلة للفوج إبراهيم احمد وسائقين. وقال التلفزيون المصري إن من بين المصريين المخطوفين ضابطاً في قوات حرس الحدود. ولم يستبعد محامي الإسلاميين في مصر منتصر الزيات تورط تنظيم"القاعدة"في عملية الخطف إذ قال"لا يمكن أن نتجاهل تهديدات القاعدة بل لا بد أن نتعامل بأنها ممكنة الحدوث". وأضاف:"كل الاحتمالات ممكن، فهناك محمد الحكايمة من أسوان وهو كان منتمياً إلى الجماعة الإسلامية قبل أن ينشق عنها وينضم إلى تنظيم القاعدة... والحكايمة خبير بمدينة أسوان ودروبها ويعلم الطرق المؤدية إلى السودان، وكل هذا يفتح الباب أمام إمكان تورط عناصر للقاعدة أو مؤيدين لأفكارها في الحادثة". لكنه أشار إلى أن أسلوب العملية بطلب الفدية"بعيد عن الأساليب"التي انتهجها من قبل الأصوليون في عملياتهم ضد السياحة. كذلك قال:"لا ينبغي أيضاً أن نغفل طلب إسرائيل لمواطنيها مغادرة الأراضي المصرية بسبب معلومات عن عمليات اختطاف قد يتعرضون لها". غير انه قال:"لا يجب استباق التحقيقات. ينبغي أن نعطي الجهات المختصة الوقت لفك طلاسم هذا الحادث". وقالت مصادر سياحية تقوم برحلات سفاري في المنطقة نفسها إنها ممنوع دخولها إلا بتصريح من الأمن ولا بد من وجود مرافق ودليل لقربها من الحدود. وأحياناً يتواجد مع الفوج ضابط من حرس الحدود. وتحدثت المصادر عن كون الحادث في هذه المنطقة لم يكن الأول إذ تم توقيف سياح في أوقات سابقة وسرقتهم. وقرر محافظ الوادي الجديد أحمد مختار تشكيل غرفة عمليات برئاسته والمعنيين بشؤون السياحة لمتابعة موقف الحادث. وقالت مصادر في وزارة السياحة إن منطقة الحادث"الجلف الكبير"تم إعلانها منطقة طبيعية العام الماضي وتبعد عن أقرب مدينة للوادي الجديد مسافة 1000 كلم من خلال الطرق الوعرة وتشترك في الحدود مع ليبيا والسودان وتشاد وتنتشر فيها آثار الإنسان ما قبل التاريخ وبعض الحيوانات، وأضافت: تشهد المنطقة بصفة مستمرة محاولة التسلل غير الشرعية عبر دول الجوار. وصرح الناطق باسم الحكومة الدكتور مجدي راضي بأن السلطات المصرية تجري اتصالات مع الجانب السوداني لإطلاق المخطوفين. وقال في مؤتمر صحافي عقد أمس إن المعلومات الواردة ان الخاطفين هم أربعة أشخاص يمثلون تشكيلاً عصابياً إجرامياً هدفه الحصول على فدية. وأضاف أن جنسية الخاطفين غير معروفة.