نفى جبار ياور، الناطق باسم وزارة "البيشمركة" في حكومة اقليم كردستان/ العراق، أمس، صحة الأنباء عن دخول قوات كردية الى الموصل 400 كم شمال بغداد واتهم نواباً بمحاولة إثارة نزاعات كردية عربية. وقال ياور ل"الحياة"إن"لا صحة للأنباء التي تحدثت عن انتشار قوات"البيشمركة"في الموصل"، وأكد ان الاكراد"يبذلون جهوداً حثيثة لتعميق أواصر الاخوة بين مكونات الشعب العراقي". وأضاف ان هذه الجهود"تصطدم بمحاولات يشترك فيها بعض النواب من خلال اختلاق روايات تحاول الاساءة الى هذه العلاقة". وتابع:"ليس هناك اي داع لنقل قوات من"البيشمركة"الى الموصل، فما من مشكلة أمنية فيها، كما ان الجيش العراقي لم يطلب أي اسناد"، مشيراً الى ان هناك"فرقاً عسكرية كاملة تابعة للجيش العراقي في الموصل التي تضم ايضاً مقر القيادة الشمالية للجيش الاميركي". وكان النائب عن الكتلة"العراقية"اسامة النجيفي، أكد دخول قوات من"البيشمركة"الى الموصل، واصفا هذا التحرك ب"الخطير والمخالف لسيادة الدولة". وتشهد محافظة نينوى 405 كم شمال بغداد، عملية عسكرية واسعة، بدأت في 10 أيار مايو الماضي، لملاحقة المسلحين، خصوصاً الذين ينتمون الى"تنظيم القاعدة". وكانت اطراف شعبية وعشائرية في الموصل تحركت للمطالبة بتطبيق قرارات نشر الجيش بدلاً من"البيشمركة"الكردية، في بعض بلدات الموصل على غرار بلدة خانقين في ديالى. وتنشر قوات"البيشمركة"الكردية وأخرى تابعة للجيش العراقي كل عناصرها من الاكراد في عشرات البلدات والقرى التابعة لمحافظة نينوى ومركزها الموصل، بينها سنجار وسهل نينوى حيث الأقليات المسيحية والأزيدية. وعقد سياسيون وشيوخ عشائر عرب من الموصل اجتماعات واصدروا بيانات تؤكد انتشار"البيشمركة"من خلال فرقتين تابعتين رمزياً للجيش العراقي لكنهما تتلقيان الأوامر من قيادات"البيشمركة". وأفاد شهود أن منشورات ولافتات انتشرت في شوارع الموصل تطالب الحكومة بإبدال تلك القوات بأخرى من وسط العراق. وكانت الحكومة افادت قبل ايام أن أي عنصر من"البيشمركة"، يعبر"الخط الأزرق"سيلاحق. و"الخط الأزرق"هو خط العرض 36 الذي حددته الولاياتالمتحدة عام 1991، لحظر الطيران العراقي من التحليق فوق المناطق الواقعة ضمنه، لحماية الاكراد. وقال ياور إن الاكراد"هم اولاً أحد مكونات الشعب العراقي، وقوات"البيشمركة"جزء من قوات الدفاع الوطني العراقية، وهم الاكراد يسعون بكل قواهم الى عدم تأزيم الاوضاع، وايجاد حلول مناسبة للمشاكل العالقة". وأضاف أن"الانتساب الى الجيش العراقي يتم من خلال التطوع، والجيش يضم في صفوفه جنوداً من كل مكونات الشعب العراقي، وهناك فرقتان عسكريتان في الموصل هما الثانية والثالثة، تضمان جنوداً وضباطاً اكراداً يتلقون أوامرهم من وزارة الدفاع ولا علاقة لهم بقوات البيشمركة". وتصاعدت حدة التوتر بين الحكومة المركزية واقليم كردستان في الآونة الأخيرة، إثر دخول قوات الأمن التي تنفذ عملية"بشائر الخير"في ديالى قضاء خانقين، وطلبها من قوات"البيشمركة"المتمركزة هناك اخلاء مواقعها خلال 24 ساعة.