أعلنت حركة "فتح" أمس أن وفداً رفيعاً سيمثلها الى حوارات القاهرة الثنائية التي يعقدها حالياً مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان مع ممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية كافة بغية بلورة رؤية نهائية في شأن انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"رئيس لجنتها القيادية العليا في قطاع غزة زكريا الآغا ان وفد الحركة"سيلتقي عددا من المسؤولين المصريين في القاهرة في 22 الجاري". وأشار الى إن"الوفد يضم كلاً من عضو اللجنة المركزية المقيم حالياً في القاهرة الدكتور نبيل شعث رئيساً للوفد، والأغا، ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزّام الأحمد، وعضو اللجنة القيادية العليا للحركة في غزة عضو المجلس الثوري إبراهيم أبو النجا، ومحافظي الوسطى وخان يونس على التوالي عبدالله أبو سمهدانة والدكتور أسامة الفرا". ويبدو أنه تم اختيار الفرا المعتقل لدى جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في حكومة هنية منذ أكثر من شهر، لاحراج الحكومة وحركة"حماس"التي تقودها. ومن المرجح أن تطلق حكومة هنية الفرا قبل حلول موعد سفره الى القاهرة للمشاركة في الحوار، خصوصاً أنها افرجت خلال الايام القليلة الماضية عن أكثر من 20 من كوادر"فتح"وانصارها من سجن تابع لها في غزة استجابة لمطلب اللجنة الوطنية لإنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتبر اللجنة الوطنية اطلاق المعتقلين من الطرفين واغلاق ملف الاعتقال السياسي والتزام تهدئة اعلامية متبادلة، مقدمة ضرورية لتهيئة المناخ المناسب للحوار والمصالحة. ودعا الأغا المسؤولين المصريين الى"العمل على إنهاء حال الانقسام، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه"قبل سيطرة حركة"حماس"على القطاع بالقوة في 14 حزيران يونيو 2007. وطالب"حماس"ب"التزام الإجماع الوطني الفلسطيني، وإعادة اللحمة الى الشعب الفلسطيني والوطن". يذكر أن اللواء سليمان شرع قبل نحو اسبوعين في عقد جلسات من الحوار بدعم عربي بهدف التوصل الى"خريطة طريق"جديدة من شأنها أن تُنهي الانقسام وتعيد الوحدة الوطنية وتوحيد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة موحدة واعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية. مناشدة أسرى"حماس" الى ذلك، دعا أسرى"حماس"في سجون الاحتلال الاسرائيلي كلاً من حكومتي اسماعيل هنية وسلام فياض الى"وقف نهج الاعتقال السياسي، وإغلاقه إلى الأبد باعتباره جرحا يُدمي الخاصرة الفلسطينية". وجاء في بيان الاسرى أمس إن"أبناء شعبنا عانوا من الاعتقال في سجون الاحتلال دفاعا عن قضيتهم الوطنية العادلة، وضرب الأسرى داخل سجونهم أروع الأمثلة في الصمود والصبر والثبات والتوحد، لكن الوطن لا يقبل أن يستمر هذا الجرح الدامي خارج السجون". وأضاف:"على رغم ما ألم بساحتنا من حال تمزق وتشرذم، بقيت الساحة الاعتقالية بستاناً للوحدة الوطنية يجمع الإخوة من أبناء فتح بالمجاهدين من حماس والجهاد الإسلامي والرفاق من أبناء الشعبية والديموقراطية مع غيرهم من مناضلي بقية القوى والفصائل والمستقلين، على قاعدة أن الوطن للجميع، وهو أكبر من الجميع". وشدد أسرى"حماس"على أن"المطلوب الآن وفي شكل عاجل وقف سياسة الاعتقال كي يتسنى بعدها الانتقال إلى حال مصالحة وطنية عامة تُنهي الانقسام وتُعيد للشعب وحدته في وجه المؤامرات".