رأى مراقبون في إسرائيل أن اختيار وزير النقل شاؤول موفاز بدء معركته الانتخابية على زعامة حزب "كديما" الحاكم لخلافة رئيس الحكومة إيهود أولمرت، بزيارة الزعيم الروحي لحركة"شاس"الدينية الشرقية المتشددة الحاخام عوفاديا يوسف لنيل بركته، ثم تدشينه حملته الانتخابية في اجتماع عقده في فندق قبالة أسوار القدسالمحتلة والتزامه أن"أحافظ على القدس موحدة عاصمة إسرائيل الأبدية"، رسالة واضحة إلى اليمين الإسرائيلي بأنه واحد منهم، ما يؤكد مجدداً أنه الوحيد بين مرشحي"كديما"الأربعة على زعامة الحزب القادر على تشكيل حكومة واسعة تضم أحزاباً من اليمين المتشدد. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى تركيز موفاز في تصريحاته على الملف الأمني الذي يريد من خلاله، بصفته قائداً سابقاً للجيش ووزير دفاع سابقاً، إبراز تفوقه على وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي ترشحها استطلاعات الرأي للفوز بزعامة الحزب في الانتخابات التي تجري في 17 أيلول سبتمبر المقبل. ولفتت صحيفة"يديعوت أحرونوت"إلى أن موفاز كرر كلمة"أمن"22 مرة في خطابه الذي افتتح حملته الانتخابية. وقال إن"الأمن هو الأساس لواقع حياتنا... مريح أحياناً أن نخطئ في وهم موقت، خصوصاً في فترات التهدئة النسبية، وكأن القضايا الأمنية ليست ملحّة ولا على رأس سلّم اهتماماتنا، لكن هذا الأمر خطير". واعتبر أن الخبرة في المجال الأمني"ليست مجرد أفضلية... بل هي ضرورة بالغة الأهمية بالنسبة إلى كل رئيس حكومة في إسرائيل". وأضاف أن"تشكيل حكومة قوية ومستقرة ضروري"في الوقت الحالي. وتوجه إلى الكتل البرلمانية المختلفة بنداء قال فيه:"أتوجه إلى حسّ المسؤولية لدى قادة الأحزاب المختلفة لأؤكد لهم أن قوتنا في وحدتنا". وتابع أن حكومة برئاسته"ستخلق زعامة مشتركة وطاقماً قيادياً يربط بين النواب من اليمين واليسار لحكومة وحدة وطنية". وختم موجهاً كلامه إلى أنصاره:"امنحوني دعمكم من أجل تعزيز الأمن ومن أجل توحيد صفوف الشعب ومن أجل قوة إسرائيل ومستقبلها". وقال موفاز لصحيفة"هآرتس"إنه في حال فوزه في الانتخابات وتشكيله حكومة جديدة فإنه سيقود بنفسه المفاوضات مع الفلسطينيين،"وسأرمي بكل ثقلي وسأعمل في هذا الاتجاه بصورة شخصية". لكن الصحيفة نقلت عن"مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية"قولها إن فوز موفاز برئاسة"كديما"سيكون"كارثة لعملية السلام". وأضافت هذه المصادر أن فوز موفاز بزعامة الحزب ثم ترؤسه حكومة جديدة سيقودان إلى جمود تام في الاتصالات السياسية،"ويمكن القول عندها: ليرحم الله العملية السلمية". وتابعت أن هذه المصادر ترى أن"الخطة الأميركية - الفلسطينية"للتقدم في المحادثات حول قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تعتمد على فوز ليفني بزعامة"كديما". وعقّب موفاز على التحفظات الفلسطينية بالقول إنه يتعهد تحقيق نتائج من خلال مفاوضات يقودها هو مع الفلسطينيين. وأضاف:"أنا جلست معهم أي مع الفلسطينيين ليالي كثيرة وحللت قضايا أمنية واقتصادية وإنسانية، سواء عندما كنت رئيساً لأركان الجيش أو وزير الدفاع". وأضاف أنه في إمكان كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن يقرّوا ويشهدوا بأنه نفذ كل ما وعدهم به،"أنا لست سهلاً في المفاوضات، لكنني لست رجل كلام وإنما رجل أفعال. وأنا أعد بأن أحقق نتائج".