لم تفلح الاجتماعات المكثفة بين الكتل السياسية العراقية، والتي شارك في بعضها السفيران الأميركي والبريطاني وممثل الأممالمتحدة في بغداد، ورغم الضغوط الأميركية، في توصل الأطراف العراقيين الى اتفاق على قانون انتخابات مجالس المحافظات، خصوصاً الفقرة المتعلقة بكركوك، الأمر الذي يرجح تأجيل الانتخابات الى السنة المقبلة. وفوجئ المراقبون بإلغاء رئيس البرلمان محمود المشهداني الجلسة الاستثنائية أمس، من دون تحديد موعد آخر، في انعكاس لعمق الخلافات، علماً أن الأجواء التي سادت في اليومين الماضيين، خصوصاً صباح أمس، كانت تشير الى قرب الاتفاق على حل. إلا ان رئيس الكتلة البرلمانية ل"التحالف الكردستاني"فؤاد معصوم أعلن مساء أن الكتل السياسية تواصل مشاوراتها للوصول إلى حل لقانون الانتخابات، معرباً عن أمله في أن يتمكن البرلمان من إقرار مشروع القانون في جلسة اليوم. وكان الرئيس جلال طالباني أعلن، قبيل مغادرته بغداد مساء السبت الى الولاياتالمتحدة للعلاج، ان"الكتل السياسية توصلت إلى حلول مرضية اتخذت بالإجماع لحل المسائل العالقة"في اشارة الى حل قضية كركوك. كما كشف القيادي في"المجلس الأعلى الاسلامي العراقي"الشيخ حميد المعلة ل"الحياة"عن"اتفاق الكتل البرلمانية على معالجة 7 نقاط خلافية في قانون الانتخابات، وبقيت 3 نقاط لم يتم التوصل الى توافق بشأنها"، أبرزها"مطالبة كتلة التحالف الكردستاني بأن لا يخالف عمل لجنة تقصي الحقائق في كركوك عمل اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140 من الدستور". وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، الموجود في بغداد منذ الاسبوع الماضي، اجتمع في خطوة مفاجئة أمس مع ممثلي الكتل البرلمانية وممثلين عن التركمان والاكراد والعرب في مدينة كركوك بحضور مبعوث الاممالمتحدة ستيفان دي مستورا والسفير الاميركي رايان كروكر، في محاولة اخيرة لحسم الخلافات والاتفاق على تمرير القانون بصيغة توافقية. ودخل الرئيس جورج بوش على خط الازمة. ودعا، في اتصالين هاتفيين منفصلين مع مسعود بارزاني ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، الفرقاء العراقيين الى اعتماد الحوار للخروج من الازمة الحالية. وعلمت"الحياة"ان اجتماعا موسعاً عقد مساء اول من امس ضم لجنة"خلية كركوك"وممثلين عن الكتل السياسية وممثل الامين العام للأمم المتحدة والسفيران الاميركي والبريطاني في العراق في محاولة لايجاد حل للأزمة الا انه فشل في تحقيق هدفه المنشود. وابلغ احد المجتمعين"الحياة"أن"لجنة"خلية ازمة كركوك توصلت الى خطوات متقدمة في شأن القانون ولكنها تعثرت عندما اصر التحالف الكردستاني على اقحام المادة 140 من الدستور". واشار المصدر الى ان"المجتمعين فوجئوا بطريقة كلام السفير الاميركي الذي تكلم بلغة التهديد وخارج الاطر الرسمية والديبلوماسية... ما دعانا الى رفضها وخروجنا من الاجتماع".