حذرت الخارجية الروسية الولاياتالمتحدة من اي دعم تقدمه الى جورجيا من شأنه ان يؤدي الى"تكرار السيناريو المأسوي"في أوسيتيا الجنوبية، فيما قصدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس فرنسا أمس، والتقت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير، في حصن بريغانسون، المقر الصيفي للرئاسة الفرنسية على ساحل البحر المتوسط. وانتقلت رايس في ما بعد الى تبليسي للقاء الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي. ومع استمرار الوضع الأمني في القوقاز بالتدهور، ليس واضحاً متى ستنسحب القوات الروسية من أوسيتيا الجنوبية، وفقاً لنائب رئيس الأركان الروسي الجنرال أناتولي نوغوفتسين. وأضاف نوغوفتسين أن خطة الانسحاب يجب أن توافق عليها وزارة الدفاع الروسية، قبل أن يوقعها الرئيس ديمتري ميدفيديف. وقال:"ليس من السهل الالتفاف حول القوات الحالية 180 درجة". يأتي ذلك فيما عادت القوات الروسية الى مرفأ بوتي غرب، وعززت وجودها في مدينة غوري. وأعلن الناطق باسم الداخلية الجورجية ان القوات الروسية"تدمر"كلاً من مدينة غوري ومرفأ بوتي على البحر الأسود. وقال شوتا اوتياشفيلي ان"القوات الروسية تدمر غوري. هناك دوي انفجارات. انهم يفخخون المدينة". وأضاف:"انهم يدمرون كل شيء في مرفأ بوتي... يدمرون الطرقات الجديدة التي تم إنشاؤها في غرب جورجيا". وسمع دوي سلسلة من الانفجارات الناجمة عن سقوط قذائف مدفعية، وتصاعدت أعمدة دخان حول مدينة غوري. جاء ذلك فيما قال شاهد ان اكثر من مئة مركبة روسية، تجمعت على مسافة كيلومترين من وسط مدينة زوغديدي، في غرب جورجيا. وتضم القافلة قاذفات صاروخية وغيرها، وترفع أعلاماً روسية. تزامنت هذه الأنباء مع موافقة البرلمان الجورجي على الانسحاب من كومنولث الدول المستقلة، وهو تجمع فضفاض للدول السوفياتية سابقاً تقوده روسيا. دعم انفصال الإقليمين وأكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان روسيا"ستدعم"و"ستضمن"أي قرار تتخذه جمهوريتا أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتان في شأن مستقبلهما. واثر استقباله في الكرملين رئيسي جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا سيرغي باغباش وادوار كوكويتي، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف:"سندعم كل قرار يتخذه شعبا أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا طبقاً لشرعة الأممالمتحدة والمعاهدة الدولية للعام 1996 وإعلان هلسنكي حول الأمن في أوروبا, ولن ندعمه فحسب بل سنضمنه سواء في القوقاز أم في العالم اجمع". ووقع الزعيمان الانفصاليان خطة السلام التي اتفقت عليها موسكو وتبليسي بوساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وأكد ميدفيديف أهمية عقد اتفاق بين أوسيتيا الجنوبية وجورجيا لإعادة الأوضاع إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت. وأعلن رئيسا جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في مؤتمر صحافي مشترك تصميم الجمهوريتين على نيل استقلالهما. وقال كوكويتي ان"تطلع شعب أوسيتيا الجنوبية الى الاستقلال لم يتبدل. نسعى الى الاستقلال بما يتوافق تماماً مع قواعد القانون الدولي"، فيما صرح الرئيس الأبخازي سيرغي باغباش"في ما يتصل باستقلالنا ... لن توقفنا أي قوة. الهدف تم تحديده وسنسير نحو هذه الغاية معاً". واستعرض ميدفيديف خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سبل تطبيق مبادئ الاتفاق الذي توصلا إليه خلال لقائهما في موسكو الثلثاء الماضي. خطة السلام ودعت فرنسا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى تبنى مشروع قرارها الذي يتضمن الاتفاق بين روسياوجورجيا, من اجل ترسيخ وقف إطلاق النار"بأسرع وقت ممكن". وصرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية فريديريك ديزانيو:"قدمت فرنسا مشروع قرار الى مجلس الامن يتضمن الاتفاق المنجز بين روسياوجورجيا". وقال ان"تبني الاممالمتحدة للقرار بسرعة سيسمح بترسيخ اكبر لوقف اطلاق النار". وأضاف:"لذلك نبذل حالياً كل الجهود للحصول في اسرع وقت ممكن على تأييد كافة أعضاء مجلس الأمن الدولي لمشروعنا". وأشاد المرشحان الديموقراطي والجمهوري الى البيت الأبيض باراك أوباما وجون ماكين بقرار الرئيس جورج بوش إرسال مساعدات إنسانية الى جورجيا. وبدأت الطائرات العسكرية الأميركية تسليم مساعدات الى جورجيا، مع تكثيف واشنطن جهودها لدعم وقف إطلاق نار هش مع القوات الروسية المتمركزة في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وأعلن المسؤول الأوكراني عن اللجنة الفرعية المكلفة شؤون الأسطول لدى اللجنة الحكومية الروسية - الأوكرانية فيكتور سيمينوف ان سفن الأسطول الروسي المتمركزة في البحر الأسود، التي نشرت خلال النزاع في جورجيا يجب ان تحصل على إذن من كييف كي تعود الى موانئها في بحر القرم. ونفى ساكاشفيلي أنباء عن وقف إسرائيل إمداد جورجيا بالعتاد الأمني، بما في ذلك طائرات استطلاع من دون طيار. نقلت صحيفة"هآرتس"عن ساكاشفيلي قوله:"لم أسمع أي شيء عن هذا، ولم يتسنّ لي التفكير في الأمر في الأيام الأخيرة". جاء ذلك بعدما أبلغت وزيرة الخارجية الجورجية إيكا تكيشلاشفيلي أن إسرائيل انضمت ل"خيانة الغرب"لجورجيا لأن الحكومة الإسرائيلية أمرت شركات أمنية إسرائيلية بالتوقف عن تزويد جورجيا بالسلاح. تحقيقات على صعيد آخر، أفاد مسؤول في لجنة التحقيقات في النيابة العامة الروسية ايغور كوميساروف، ان القضاء الروسي فتح تحقيقاً في عملية"إبادة"بعد العملية العسكرية الجورجية في أوسيتيا الجنوبية. وأرسل القضاء الروسي الى أوسيتيا الجنوبية حوالى مئة محقق مكلفين جمع معلومات حول الوقائع التي تتعلق بجنود حفظ السلام الروس ومدنيين على حد سواء. وتتحدث السلطات الروسية عن إمكان إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين الجورجيين المتهمين"بالإبادة"في أوسيتيا الجنوبية.