حصلت روسيا على دعم حلفائها في منظمة"شنغهاي"لموقفها في القوقاز، وظهرت دعوات خلال قمة دوشانبه لتعزيز التعاون في إطار المنظمة الآسيوية وإنشاء نظام موحد لمراقبة الحدود. وخففت موسكو من أهمية تلويح بلدان غربية بعقوبات محتملة ضد روسيا وحضت الغرب على العودة للحوار من أجل تسوية الموقف في القوقاز، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي انه يفكر في فرض عقوبات على موسكو. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه يأمل في أن يكون"الموقف الموحد"الذي تم التوصل اليه في قمة دول آسيا الوسطى، مؤشراً جدياً للذين يحاولون تحويل الأسود الى ابيض". وفي تصعيد للضغوط على روسيا, قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً، ان دول الاتحاد تستعد لفرض عقوبات على موسكو. ويلتقي القادة الأوروبيون في قمة طارئة في بروكسيل الاثنين، للمطالبة بسحب مزيد من القوات الروسية من جورجيا. ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات كوشنير، وقال انها نتاج"خيال مريض". وابلغ لافروف الصحافيين في اجتماع في طاجيكستان:"أعتقد أن هذا يظهر ارتباكاً تاماً". وعلى رغم اللغة التي أستخدمها لافروف، دعا في المقابل"الزملاء في الغرب"إلى الشروع في حوار هادئ للتوصل إلى تسوية الموقف. وأعلن أمس أن روسيا"لا تنوي إبقاء قوة حفظ السلام الروسية في جورجيا إلى الأبد". وكما كان متوقعاً، حمل البيان الختامي الصادر عن قمة منظمة شنغهاي دعماً مباشراً لتحركات روسيا في منطقة القوقاز، ومن دون أن يشير إلى اعتراف موسكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية شدد المجتمعون في بيانهم الختامي على"دعم الدور الروسي النشط لإحلال السلام في المنطقة"وزاد:"يحيي رؤساء البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو على المبادئ الستة لتسوية النزاع في أوسيتيا الجنوبية، ويؤيدون موقف روسيا الفعال في مجال حفظ السلام والتعاون في المنطقة". وأعرب رؤساء بلدان المنظمة عن"القلق بسبب التوتر حول مسألة أوسيتيا الجنوبية"، ودعوا"الأطراف المعنية"الى حل المشكلات سلمياً، ومن طريق الحوار، وبذل الجهود لتحقيق المصالحة ودعم المحادثات. وتضم منظمة شنغهاي للتعاون كلاً من روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وتتمتع الهند وإيران ومنغوليا وباكستان بصفة مراقب في هذه المنظمة. وظهرت خلال القمة اقتراحات ، منها مبادرة الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف حول إنشاء منظومة موحدة لمراقبة الحدود في إطار منظمة شنغهاي للتعاون. وكشف نزاربايف أن الرئيس الأميركي جورج بوش كان على معرفة بالتطورات منذ اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن أنباء التوغل الجورجي في أوسيتيا نقلت إلى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين"خلال لقاء كان يجمعنا في بكين. وتوجه بوتين على الفور إلى بوش الذي رد قائلاً:"لا أحد يريد حرباً". وشدد الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف على أن بلاده تعتبر روسيا"شريكاً إستراتيجياً موثوقاً". أما الزعيم الصيني هو جينتاو، فأشار إلى أن"التطورات الأخيرة أظهرت أهمية وضعنا كقوة موحدة"، وأضاف أن بلاده تولي أهمية كبرى لوحدة جهود بلدان المنظمة و"الدعم المتبادل في مسائل الأمن والسيادة والملفات الحيوية وخصوصاً في الأوقات الحساسة". وسعت موسكو فوراً إلى استثمار الموقف الداعم في دوشانبه. وأكد الرئيس الروسي أن"الموقف الموحد لبلدان منظمة شنغهاي للتعاون تجاه مهمة حفظ السلام الروسية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يجب أن يمثل إشارة مهمة للذين يبررون تصرفات جورجيا". في مينسك، صرح الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو ان روسيا لم يكن لديها"خيار آخر"سوى الاعتراف باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين في جورجيا. إدانة غربية جاء ذلك بعدما دانت الدول السبع الصناعية الكبرى بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان والولاياتالمتحدة أول من امس، اعتراف روسيا باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين. وأمس، دعا وزير خارجية المانيا فرانك والتر شتاينماير موسكو الى السماح بإجراء تحقيق دولي في مزاعم بحدوث انتهاكات. ورفض حلف شمال الأطلسي أمس الاتهامات الروسية بأنه يحشد قوات بحرية في البحر الأسود. وقالت الناطقة باسم الحلف كارمن روميرو عقب تحذير روسيا بالرد:"لا حشد للحلف في البحر الأسود كما تزعم السلطات الروسية في وسائل إعلامها". وأكد الحلف تواجد خمس سفن حربية تحمل علمها في البحر السود لإجراء مناورات روتينية خطط لها منذ فترة, وأوضح انها حصلت على تصريح من خلال القنوات المناسبة في حزيران يونيو للتواجد في تلك المياه. وأول من أمس، أعلن ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين ان روسيا تتخذ"تدابير وقائية"حيال وجود القوات البحرية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود وتأمل الا يؤدي ذلك الى"مواجهة". جورجيا واتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي روسيا بالتخطيط"لإعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة"بعدما أرسلت قوات الى اقليمين جورجيين انفصاليين، فيما رأى الرئيس الجورجي السابق ادوارد شيفاردنادزه ان القادة الروس سيندمون"طوال حياتهم"على اعترافهم باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، لانها مبادرة ستشجع الحركات الانفصالية في روسيا ذاتها. وأعلنت وزيرة الخارجية الجورجية ايكا تكيشيلاشفيلي في فيينا امام المجلس الدائم لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ان"التطهير الاتني"الذي مارسته القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية"انتهى تقريباً". وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من احتمال امتداد النزاع الجورجي الى اوكرانيا واذربيجان. وما يشير في شكل ملموس الى هذا القلق، الجولة التي تقود نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الأسبوع المقبل الى جورجياواوكرانيا واذربيجان. ووصف تشيني تصرفات روسيا في جورجيا بأنها"هجوم غير مبرر"وتعهد بضمان سلامة أراضي ذلك البلد الصغير الحليف". وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند انه لا مجال لشن"حرب شاملة"ضد روسيا لكنه ادان"غزو"موسكولجورجيا. تجربة صاروخية في غضون ذلك، أجرت روسيا تجربة على صاروخ"توبول"القادر على اختراق نظام دفاعي مضاد للصواريخ كما أعلنت وكالات الأنباء الروسية، نقلاً عن القوات الاستراتيجية النووية. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن الناطق باسم القوات الاستراتيجية الكسندر فوفك قوله ان"القوات الاستراتيجية النووية والقوات الخاصة اجرت... انطلاقاً من قاعدة بليستسك شمال غرب تجربة روتينية على صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز بي سي-12 ام توبول". جاء ذلك فيما قال مدير هيئة الأمن الفيديرالية الروسية الكسندر بورتنيكوف ان عصابات مسلحة تنوي استغلال الوضع في القوقاز من أجل تدبير أعمال إرهابية على أراضي روسيا. وكشفت صحيفة روسية عن تجربة فريدة روسية على أول قنبلة تتم صناعتها بالاعتماد على تقنيات الناتو، تمت في بحر بارينتس قبل أيام. ومعلوم أن كتلة هذه القنبلة تتراوح بين 500 كيلوغرام و8000 كيلوغرام بينما تعادل قوتها التدميرية قنبلة ذرية تكتيكية.