سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مطرقة" الكونغرس للسياسة الخارجية نائباً لأوباما على البطاقة الرئاسية الديموقراطية . إختيار جوزيف بايدن يكرس نهج الواقعية والانخراط أكثر في معالجة قضايا المنطقة
اكتملت صورة المشهد الانتخابي للحزب الديموقراطي الأميركي أمس، بعد اعلان مرشحه الرئاسي السناتور باراك أوباما اختياره جوزيف بايدن نائبا له. ويكرس اوباما باختياره الشخصية الاكثر خبرة في السياسة الخارجية في الحزب خطوط المدرسة"الواقعية"والعودة الى نهج الديبلوماسية والانخراط في ملفات المنطقة وأزماتها، من ايران الى سورية فعملية السلام، في حال وصول الديموقراطيين الى البيت الأبيض. وأكد ل"الحياة"مستشارون لأوباما أن مواقف بايدن المؤيدة لتقسيم العراق لا تعكس سياسة الحملة، ولن يتبناها المرشح. راجع ص 7 وأعلن فريق المرشح أمس، في رسالة عبر الهواتف الخليوية وزعت على مناصريه، اختيار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور عن ولاية ديلاوير للمنصب، قبل توجههما سوياً الى مهرجان انتخابي في مدينة سبرينغفيلد ولاية ايلينويز، النقطة التي اطلق أوباما منها حملته الرئاسية العام 2007. ورأى معلقون أن الخيار يعكس تركيز أوباما على عامل الخبرة التي تنقصه، بعدما أعطت استطلاعات جديدة للرأي وول ستريت - أن بي سي منافسه الجمهوري جون ماكين قفزة بنسب 28 و25 و10 في المئة في مسائل الحرب على الارهاب والسياسة الدولية والعراق. ورأى المبعوث السابق الى الشرق الأوسط، مستشار أوباما للسياسة الخارجية، دنيس روس في اتصال هاتفي مع"الحياة"، أن بطاقة أوباما - بايدن ستعني في حال فوز الديموقراطيين في تشرين الثاني نوفمبر عودة"زاخرة"للديبلوماسية الأميركية في المنطقة و"دوراً أكثر فاعلية لواشنطن في معالجة الملفات"الرئيسية، مثل ايران وعملية السلام والعراق. ويعتبر بايدن من المؤيدين لفتح حوار مباشر مع ايران لمعالجة أزمة ملفها النووي من دون استبعاد الخيار العسكري، والتشدد في مسألة العقوبات، واعتماد نهج أقوى لاحتواء نفوذ طهران في المنطقة. كما يشجع السناتور الديموقراطي انخراطاً أكبر مع سورية"رغم وجود أسباب لعدم الثقة"بها، ويعتبر دمشق"القاسم المشترك لمشكلات في لبنان والأراضي الفلسطينية، والى حد ما في العراق"، الى جانب كونها"الحليفة الأقرب لايران، وهي ضعيفة ومعزولة أساساً". بالتالي، يرى بايدن فرصة لفك الارتباط السوري - الايراني من خلال الانفتاح على دمشق، كما يعتبر أن"من الخطأ منع اسرائيل من اجراء محادثات سلام مع سورية"ويرى أن الأمر"يستحق الاستكشاف". لكن مواقف سناتور ديلاوير المثيرة للجدل حول اتباع نظام فيديرالي في العراق وتقسيمه الى ثلاث كونفيديراليات شيعية وسنية وكردية في ظل ضعف السلطة المركزية، وتأييده التدخل العسكري الأميركي في السودان تحت مظلة الأممالمتحدة، تحدد أطر الخلاف بينه وبين أوباما. وكان المرشح الرئاسي الديموقراطي أكد أنه يرحب بجدل سياسي صريح في البيت الأبيض والاستماع الى مواقف مغايرة له من طاقمه أو نائبه. وأكد روس التزام أوباما وحدة العراق، مشيراً الى انه سيكون في حال فوزه صاحب القرار وواضع السياسات في هذه الملفات. ويؤيد بايدن ضخ مزيد من الجهود في عملية السلام بين الاسرائليين والفلسطينيين، كما يعتبر من أبرز النواب المؤيدين للدعم الأميركي للبنان، وهو تبنى قرارات في الكونغرس تدين الاغتيالات وتدعم المحكمة الدولية. وبايدن، الذي يعود تاريخه السياسي الى العام 1972 عند انتخابه نائباً وهو في ال29 من عمره، معروف بلسانه السليط، وقوته في المناظرات السياسية، وهما صفتان سيحتاجهما أوباما في المرحلة المقبلة من الحملة، وهو يأتي من خلفية أقرب الى الطبقة العمالية، وسيساعد المرشح في صفوف"ديموقراطيي ريغان"، أي الطبقة الأكثر محافظة في الحزب. كما سيعطيه زخماً في أوساط الكاثوليك الذين ينتمي إليهم. إلا أن نقاط الضعف تبرز في هفوات بايدن الكلامية، والتي تضمنت طوال تاريخه السياسي عبارات مهينة لبعض الأقليات، مثل الجالية الهندية - الأميركية والأفريقية - الأميركية التي ينتمي اليها أوباما. وأرادت حملة أوباما الاستفادة من توقيت إعلان اختيار بايدن، باعطاء زخم للمؤتمر الديموقراطي الذي يفتتح غداً في مدينة دنفر ولاية كولورادو، وسيستضيف قيادات الحزب ورؤساء سابقين، لتسمية أوباما رسمياً مرشحاً للديموقراطيين. ومن المقرر أن يخاطب بايدن المؤتمر الأربعاء المقبل، قبل حفلة التسليم وخطاب أوباما الخميس. وردت حملة ماكين على اختيار بايدن، وأطلقت اعلاناً تلفزيونياً يتضمن لقطات له تسيء إلى رصيد أوباما وتعتبره غير مؤهل للقيادة، وأخرى تثني على سجل ماكين. وتعطي استطلاعات الرأي تقدماً طفيفاً لأوباما بمعدل 1.4 في المئة، وتعكس منافسة حادة في الولايات الحاسمة أوهايو، فلوريدا، بنسلفانيا التي ستقرر مصير انتخاب خلف للرئيس الحالي جورج بوش.