سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساع لتهدئة الاوضاع تمهيداً لحل مشكلة قانون الانتخابات . واشنطن تفشل في التوفيق بين أطراف النزاع في كركوك ... والامم المتحدة متفائلة بإمكان التوصل الى اتفاق قريباً
يعكف سياسيون وبرلمانيون عراقيون على اجراء نقاشات ثنائية لتهدئة السجال بين القوى السياسية منذ نحو 3 أسابيع بعد اقرار البرلمان في 22 تموز يوليو الماضي قانون انتخابات مجالس المحافظات المثير للجدل الذي نقضته هيئة الرئاسة في اليوم التالي. وابدت الاممالمتحدة تفاؤلاً في شأن امكان التوصل الى اتفاق حول المادة المتعلقة بكركوك في القانون، وفشلت جهود السفارة الاميركية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، فيما حذرت تقارير اميركية من انتشار الصراع الاثني من هذه المدينة الى مختلف مناطق العراق. وقال القيادي في"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"الشيخ حميد الساعدي ل"الحياة"ان"مشاورات تجري بين الكتل البرلمانية والسياسية حالياً بعيداً عن الطابع الرسمي لإجاد مخرج للأزمة التي اندلعت اخيراً حول قانون انتخابات مجالس المحافظات وانهاء حال السجال السياسي الحاد الذي وصل في احيان الى تبادل للاتهامات عن مسؤولية كل طرف بإشعال الأزمة". واضاف ان"قادة الكتل البرلمانية تدرس بشكل مكثف قانون الانتخابات على رغم العطلة التشريعية الحالية للبرلمان"، مشيراً الى ان"المرحلة الحالية مهيأة للخوض في القضية والخروج بحلول توافقية ترضي جميع الاطراف من دون استثناء قبل بدء الفصل التشريعي الشهر المقبل". وكان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني أعلن، بعد فشل البرلمان خلال الفصل التشريعي الذي انتهى مطلع الشهر الجاري بالاتفاق على قانون الانتخابات، تشكيل لجنة برلمانية تضم ممثلي رؤساء الكتل تواصل مناقشاتها خلال العطلة البرلمانية للتوصل إلى توافق حول القانون ليعرض على البرلمان لإقراره في جلسة استثنائية أو في بداية الفصل التشريعي المقبل الذي يبدأ في الأول من آب اغسطس المقبل. وأكد القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان ان"الجانب الكردي سيبدي كل انواع المرونة الممكنة في اي نقاش حول قانون انتخابات مجالس المحافظات"، مشيراً الى ان"الازمة الاخيرة كشفت مقدار المرونة التي ابديناها بشأن القانون المتعلق بكركوك، وأبرزها القبول بتأجيل الانتخابات في المدينة والموافقة على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيها". ولفت الى ان"التحالف الكردستاني يقف ضد اي محاولة لتصعيد الازمة في هذه القضية"موضحاً ان"مواقف بعض المسؤولين الاكراد المتصلبة تأتي كرد فعل على مواقف بعض السياسيين الداعية الى عدم الالتزام بالدستور والتوافقات السياسية، خصوصاً المتعلقة بمدينة كركوك"مضيفاً ان"التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات الشهر الماضي دليل على ذلك". من جهته أعلن القيادي في"الحزب الاسلامي"عمر الكربولي ان"نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الامين العام للحزب سيجري محادثات مكثفة مع كل الاطراف للخروج من الازمة التي احدثها الخلاف في شأن كركوك بين الكتل السياسية"وقال ل"الحياة"ان"الهاشمي سيعكف على اجراء لقاءات مع مختلف الكتل السياسية والبرلمانية تهدف الى التقليل من حدة التوتر بين الكتل البرلمانية والسعي لإيجاد قواسم مشتركة بين اطراف ازمة كركوك". يذكر ان الهاشمي كان موجوداً في تركيا في رحلة علاجية عندما اقر البرلمان قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي نقضه الرئيس جلال طالباني ونائبه عادل عبدالمهدي. من جانبه اكد ممثل"القائمة العربية"في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري عدم التوصل الى صيغة توافقية بين الاطراف الرئيسية حول كيفية اجراء الانتخابات في المدينة على رغم عقد مستشار السفارة الاميركية توماس كراجيسكي لقاءات مع مسؤولي المكونات الأساسية فيها. وقال الجبوري ل"الحياة"ان"الاحزاب العربية في كركوك اكدت للمسؤول الاميركي صعوبة اجراء الانتخابات في الوقت الحالي على رغم دعواتها الى اجرائها في الموعد المقرر بسبب تفرد الاكراد بالقرارات واحتمالات الخروج بنتائج غير نزيهة"مشدداً على ضرورة"ارسال قوات حكومية حيادية بديلة من القوات الامنية الحالية التي تسيطر عليها الاحزاب الكردية". الى ذلك جدد ممثل التركمان في مجلس المحافظة تحسين كهية موقف التركمان الداعم لقرارات البرلمان العراقي"كونه الممثل الشرعي للعراقيين". وأضاف في تصريح الى"الحياة":"ابلغنا المسؤول الأميركي مطالبنا الخاصة بوضع استثنائي لكركوك في الوقت الحالي ورفضنا إجراء الانتخابات مع استمرار الخلافات". في غضون ذلك، توقعت الاممالمتحدة ان يتم التغلب خلال الاسابيع المقبلة على الخلافات حول انتخابات مجالس المحافظات المقررة في تشرين الاول اكتوبر المقبل. وقال ديفيد شيرير، نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاربعاء"نشعر انه من الممكن جدا التغلب على المأزق الحالي عندما يعود السياسيون من عطلتهم في ايلول". إلا ان صحيفة"يو اس توداي"الأميركية حذرت من احتمال انتشار صراع اثني في كل العراق على خلفية التحديات التي يمثلها هذا الصراع في كركوك بسبب وجود معظم الجماعات الاثنية والدينية في المدينة. وذكرت الصحيفة إن"مثل هذه التحذيرات شائعة في كركوك هذه الأيام ومتمثلة بالتظاهرات العنيفة في الشوارع وكلام السياسيين الغاضب، بل حتى في أماكن كانت سابقا منسجمة. وصار وضع المدينة احد أكثر قضايا العراق الملحة التي تهدد بإشعال صراع جديد في وقت تحققت فيه انجازات في مناطق أخرى من البلاد".