أكدت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي رسمياً أمس، ان وزراء خارجية دول الاتحاد سيعقدون اجتماعاً طارئاً في بروكسيل غداً، يطلع خلاله وزير الخارجية الفرنسي برناركوشنير نظراءه على نتائج جهود الوساطة التي قادها. ياتي الاجتماع بعدما وقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس، وثيقة لوقف إطلاق النار أعدها كوشنير ورئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستاب. ونقل كوشنير وستاب الوثيقة إلى موسكو التي قصداها للقاء عددا من المسؤولين الروس أمس، وبحث مسألة توقيع الرئيس دميتري ميدفيديف عليها. وتقترح الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي على جورجياوروسيا خطة من ثلاث نقاط: احترام وحدة اراضي جورجيا، وقف فوري للأعمال العسكرية والعودة الى الوضع الميداني السابق. في غضون ذلك، اتهم قائد حلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر روسيا بالاستخدام المفرط للقوة في اوسيتيا الجنوبية، وانتهاك وحدة اراضي جورجيا بعدما امتدت العمليات العسكرية خارج حدود الاقليم الانفصالي في جورجيا. وقالت الناطقة باسم الحلف كارمن روميرو:"انه شيفر قلق جداً من الاستخدام المفرط للقوة من جانب الروس وعدم احترام وحدة اراضي جورجيا". جاء ذلك فيما أعلن الموفد الروسي لدى حلف شمال الأطلسي الناتو ديمتري روغوزين، أن بلاده طالبت باجتماع استثنائي لمجلس حلف شمال الأطلسي - روسيا اليوم الثلثاء، للبحث في الأوضاع الراهنة. وقال:"عندما تصل وزيرة خارجية جورجيا كاترين تكيشلاشفيلي إلى بروكسيل اليوم، ويُعقد مجلس الحلف الأطلسي، ستطالب روسيا باجتماع استثنائي، لطرح حججنا، وعرض الحقيقة في شأن الوسائل التي يلجأ إليها نظام ساكاشفيلي والإجراءات التي اتخذها حافظو السلام". ستاب وكوشنير والتقى وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستاب، الذي يقود مع نظيره الفرنسي وساطة في النزاع الروسي - الجورجي، الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو. وقال برنار كوشنير:"لا بد من ان يعود السلام لكي يحظى جميع المدنيين بالحماية"، مضيفاً"انه الشيء الوحيد. ومن وجهة النظر هذه وافق الرئيس ساكاشفيلي تقريباً على كل المقترحات التي عرضناها عليه". كما اعلن كوشنير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيزور موسكو اليوم، في محاولة"لوضع اللمسات النهائية"على اتفاق لوقف النار بين روسياوجورجيا. وقال كوشنير ان الامر الاكثر صعوبة سيكون اقناع موسكو بأن يتولى الاتحاد الاوروبي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا مهمة الإشراف على وقف النار. وعبّر عن الامل بأن يحظى الاتحاد والمنظمة بالموافقة على الإشراف على وقف النار من اجل ضمان انسحاب الجنود"فكل التعقيدات توجد في هذه النقطة". وعن فحوى لقائه ساكاشفيلي، قال:"وجدناه عازماً على تحقيق السلام. وعندما يروي هذه المأساة، هناك اشياء لا يفهمها. ويقول ان كل هذا كان مهيأً سلفاً". ورفض كوشنير التنديد بالقصف الروسي لمدن جورجية بعيداً من اوسيتيا الجنوبية. وقال:"الادانة ستؤدي الى عدم إصغاء الطرفين لما اقوله"، مشيراً على رغم ذلك الى ان القصف الروسي"ألحق اضراراً بالمدنيين"في جورجيا. واعتبر كوشنير ان الاتحاد الاوروبي يجب ان يكون في مقدم الصفوف لتسوية النزاع لأن الولاياتالمتحدة"هي بطريقة ما جزء من النزاع". واتصلت المستشارة الالمانية انغيلا مركل بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ودعمت"صراحة"مبادرة ساركوزي زيارة موسكو. بوش وندد الرئيس الأميركي جورج بوش بتصاعد العنف بين روسياوجورجيا في أوسيتيا الجنوبية، وانتقد موسكو على الرد غير المتكافئ على القوات الجورجية. وقال بوش، في مقابلة تلفزيونية مع المحطة التلفزيونية الأميركية"إن بي سي"، إنه أبلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بحزم ان"هذا العنف غير مقبول". وناشد بوش الطرفين سحب قواتهما إلى خطوط ما قبل السادس من الشهر الجاري. وأوضح انه أعرب عن قلقه الشديد من الرد غير المتكافئ لروسيا على جورجيا، معرباً عن إدانته القصف خارج أوسيتيا الجنوبية. وقال الرئيس الأميركي:"كان من المثير للاهتمام أن نشهد اندلاع نزاع كهذا فيما نحاول الترويج للسلام والتناغم". وكرر:"كنت حازماً جداً مع بوتين تماماً كما مع الرئيس الروسي وأتمنى أن نتوصل إلى حل سلمي. فلا بد من وساطة دولية في مسألة أوسيتيا الجنوبية". وفي سياق متصل، شدد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني على ان العدوان الذي تتعرض له جورجيا"يجب ألا يمر من دون رد". ودان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الهجمات العسكرية الروسية على جورجيا، قائلاً ان القصف الاخير أدى الى اتساع القتال الى ما وراء أوسيتيا الجنوبية. وقال ميليباند انه تحدث مع"زملائه الدوليين"، وهناك"قلق كبير تجاه تصاعد العنف في جورجيا". وحذرت إيران، عبر سفارتها في تبليسي، الرعايا الايرانيين من السفر الي جورجيا. وتصاعدت اللجهة بين الاميركيين والروس خلال اجتماع مجلس الامن الذي خصص للنزاع بين جورجياوروسيا حيث اتهم الاميركيون خصوصاً الروس بالسعي الى اطاحة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. واتهم السفير الاميركي في الاممالمتحدة زلماي خليل زاد الاحد موسكو بالسعي الى اسقاط النظام الجورجي. ودعم خليل زاد اتهاماته هذه بأن نظيره الروسي فيتالي تشوركين نقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله لنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس خلال محادثة بينهما، ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي"عليه ان يرحل". وأضاف :"هذا الامر غير مقبول على الاطلاق ويتجاوز الحدود". لكن لافروف سرعان ما نفى هذا الاتهام.