سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يدعم مهمة أوروبية لوقف النار ... وكوشنير إلى موسكو وتبيليسي حاملاً خطة من 3 نقاط . البيت الأبيض يوجه تحذيراً قاسياً إلى روسيا ويقترح إدانة دولية لعملياتها ضد جورجيا
وجه البيت الأبيض تحذيراً إلى روسيا هو الأكثر قساوة منذ اندلاع المعارك في أوسيتيا الجنوبية، مؤكداً أن التصعيد هناك، قد يكون له"تأثير كبير وطويل الأمد"على العلاقات بين واشنطنوموسكو. وفيما بدأ مجلس الامن مناقشة مشروع قرار اميركي لادانة"الهجوم"بوصفه"عملاً غير مقبول"لدى المجتمع الدولي الروسي، أذيع في موسكو ان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي يصل الاثنين المقبل الى العاصمة الروسية لمناقشة الازمة وبذل مساع لوضع حد للنزاع المسلح. واتهم السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة زلماي خليل زاد موسكو بالسعي الى اسقاط النظام الجورجي من خلال الازمة الحالية. واكد، امام مجلس الامن، ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ابلغ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بان رئيس جورجيا"لا بد ان يذهب". وترافق التشدد الأميركي مع تصعيد الاتحاد الأوروبي لهجته، اذ أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن النزاع في أوسيتيا الجنوبية"تصعيد للعنف غير مقبول على أبواب أوروبا"و"يذكر كثيراً بالنزاعات الأخيرة التي مزقت قارتنا خصوصاً في البلقان". راجع ص 7 وجاء كلام كوشنير قبل توجهه إلى تبليسي وموسكو في مهمة وساطة أوروبية، حاملاً خطة من ثلاث نقاط تشمل احترام وحدة أراضي جورجيا ووقف الاشتباكات فوراً والعودة إلى الوضع القائم قبل اندلاع النزاع. وتحمل عبارة وحدة أراضي جورجيا، معارضة واضحة لتأييد روسيا مساعي إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا حيث غالبية السكان من الروس للانفصال عن جورجيا. وتزايد تأييد موسكو هذه المساعي منذ دعم أميركا والغرب انفصال كوسوفو ذات الغالبية الألبانية عن صربيا. وفي وقت بدأت عواصم أجنبية إجلاء رعاياها من تبليسي، سارعت روسيا إلى نفي أي نية لديها لاجتياح جورجيا أو عرقلة إمدادات النفط من مرافئها إلى أوروبا، فيما نجح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في إقامة اتصال هاتفي مباشر بين نظيريه الروسي سيرغي لافروف والجورجية وايكا تكيشيلاشفيلي. ولم تتوافر أنباء عما دار خلال الاتصال، إلا أن القيادة الروسية أعلنت أن لا معلومات لديها عن اقتراح جورجي رسمي بوقف النار في أوسيتيا الجنوبية. تزامن ذلك مع إعلان تبليسي بادرة"حسن نية"تقضي بسحب القوات الجورجية من أوسيتيا الجنوبية، فيما تحدث المسؤولون الجورجيون عن حصار بحري فرضه الأسطول الروسي على بلادهم، الأمر الذي ردت عليه موسكو بإعلان أن سفينتين حربيتين أرسلتهما إلى المياه الجورجية عادتا إلى مرفأ روسي. وكانت السفينتان انطلقتا من قاعدتهما في أوكرانيا التي رفضت عودتهما إلى مياهها. وشدد جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الذي يرافق الرئيس جورج بوش إلى بكين، على أهمية رصد رد الفعل الروسي على انسحاب القوات الجورجية من أوسيتيا الجنوبية. وقال:"أوضحنا للروس انه إذا استمر التصعيد غير المتناسب والخطر من جانبهم، فإن هذا سيكون له تأثير كبير وطويل الأمد على العلاقات الأميركية - الروسية". وأضاف جيفري:"نأسف للتصرفات الخطرة وغير المتناسبة للقوات الروسية وسنكون منزعجين في شكل خاص إذا استمرت هذه الهجمات فيما تنسحب القوات الجورجية". وحذر المسؤول الأميركي من أن الولاياتالمتحدة ستكون أيضاً"قلقة للغاية إذا كان هناك عمليات برية داخل جورجيا ذاتها وخارج نطاق منطقتي أبخازيا وأوسيتيا". وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي تحدث مرتين مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، كما تحدث مع الرئيس ساركوزي. وقال غوردون جوندرو الناطق باسم البيت الأبيض أن بوش وساركوزي"يتخذان الموقف ذاته ويتفقان في الرأي في شكل عام وتحديداً في ما يتعلق بالنقاط الفرنسية الثلاث وهي أن هناك حاجة لوقف إطلاق للنار وحاجة لفك الاشتباك وحاجة لاحترام وحدة الأراضي الجورجية." في المقابل، قال القائم بالأعمال الروسي في واشنطن الكسندر دارشييف: "ليست لدينا بأي حال من الأحوال نية في اجتياح جورجيا"، مضيفاً في تصريح إلى شبكة"سي أن أن"الأميركية أن"هدفنا هو دفع القادة الجورجيين إلى السلام". واعتبر دارشييف أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي"يجب أن يحمل مسؤولية الاعتداء البربري والدنيء ضد مدنيين أبرياء في أوسيتيا الجنوبية". وأضاف أن"افضل ما يمكنه ساكاشفيلي فعله الآن هو سحب قواته من دون شرط وأشدد على عبارة من دون شرط"من أوسيتيا الجنوبية. وأفاد مراسلون أجانب في تسخينفالي أن دوي نحو 15 انفجاراً سمع قرب عاصمة أوسيتيا الجنوبية بعد ساعات من إعلان جورجيا سحب قواتها. وكانت القوات الروسية بسطت سيطرتها على مدينة تسخينفالي حيث عمت مشاهد الدمار الناتج من القصف المتبادل. كما تعرض مطار تبليسي العسكري إلى غارتين جويتين روسيتين. تزامن ذلك مع تقارير في أبخازيا المجاورة، عن حشود جورجية قوامها أربعة آلاف جندي على حدود الإقليم حيث أعلنت تبليسي أن الروس يحشدون أيضاً قوات من جانبهم.