انتهت المشاورات في مجلس الأمن التي أعقبت اختتام الاجتماع الثاني للمجلس حول اوسيتيا الجنوبية، التي تهدد الحرب فيها أمن القوقاز، من دون التوصل الى اتفاق على مسودة بيان. وقال سفير بلجيكا في الاممالمتحدة يان غرولز، الذي يتولى رئاسة المجلس خلال الشهر الجاري:"بعد مشاورات ثنائية أعدينا مشروع بيان". وأضاف"لكن بعض اعضاء المجلس يحتاجون الى مزيد من الوقت، مما استدعى اجتماعاً آخر"أمس. وتبادلت روسياوجورجيا الاتهامات حول بدء النزاع. واتهم السفير الجورجي في الاممالمتحدة ايراكلي الاسانيا موسكو بأنها"بدأت غزواً عسكرياً"لجورجيا. وعدد الديبلوماسي الجورجي مستعيناً بخريطة، المواقع الجورجية التي قصفها الطيران الروسي منذ بدء التصعيد وخصوصاً"مواقع بعيدة جداً من منطقة النزاع". ورأى الاسانيا انه"تحد للاسرة الدولية"، مطالباً بوقف فوري"للاعمال الاجرامية"ووقف لاطلاق النار وبدء مفاوضات. ولم يوفر السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين انتقاداته ايضاً. فقد اتهم تبيليسي بأنها مسؤولة في شكل كامل عن تصعيد النزاع وقال ان"هجمات جورجيا على اوسيتيا الجنوبية تجري بالاتفاق مع بعض اعضاء مجلس الأمن الدولي". وقال تشوركين ان"كارثة انسانية تجري"حالياً، مديناً عمليات"تطهير اثني"تمارس في القرى. وذكر بوجود عدد كبير من الروس الذين يعيشون في الجمهورية الانفصالية الصغيرة المستقلة فعلياً عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق في 1991 وتدعمها روسيا. وعبر سفير الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة زلماي خليل زاد عن تأييده لجورجيا منتقداً روسيا. ودعا القائم بالاعمال الفرنسي جان بيار لاكروا كل الاطراف الى الحوار. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس روسيا الى"احترام وحدة وسلامة اراضي جورجيا وسحب قواتها القتالية من الاراضي الجورجية"، في بيان نشرته الخارجية الاميركية. وأرسل بوش رايس الى تبليسي الشهر الماضي، وذلك الى حد ما لتشجيع حل خلافها القائم منذ فترة طويلة مع روسيا في شأن اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين. وراجع المخططون العسكريون الاميركيون خططاً طارئة لاحتمال اجلاء ما يصل الى ثلاثة آلاف أميركي من جورجيا، من بينهم نحو 130 من افراد وزارة الدفاع الموجودين هناك لتدريب القوات العسكرية الجورجية على مهمات في العراق. ونبهت السفارة الاميركية في تبليسي الاميركيين الى ضرورة تأجيل"كل عمليات السفر الى مناطق الصراع"في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وتفادي اي سفر غير ضروري الى جورجيا. وكان البيت الابيض أعلن ان الرئيس الاميركي جورج بوش بحث مطولاً مع كبار مستشاريه بعيد افتتاح الالعاب الاولمبية في بكين، الوضع في اوسيتيا الجنوبية، وزودهم توجيهاته في شأن الرسالة الواجب ايصالها الى اطراف النزاع. وتعمل واشنطن حالياً مع شركائها وفي طليعتهم الاتحاد الأوروبي على وساطة دولية لحل النزاع. وأعلنت الرئاسة الحالية لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا، وهي المنظمة الرئيسية المعنية بالامن وحقوق الانسان في أوروبا، أنه لا تبدو في الافق نهاية سريعة للقتال في أوسيتيا الجنوبية. ودعت الصينروسياوجورجيا الى وقف لاطلاق النار في اوسيتيا الجنوبية وتسوية الخلافات بينهما بالحوار. في انقرة، اعلن بيان رسمي ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في اتصال هاتفي الى فتح حوار لوقف القتال في اوسيتيا الجنوبية. ودعت الخارجية التركية اطراف النزاع في جورجيا الى"وقف العمليات العسكرية والتفاوض مباشرة". واعتبرت ان التطورات"الخطرة"في اوسيتيا الجنوبية تشكل"بؤرة لنزاع يمكن ان يهدد السلام والامن الاقليميين". ودعا رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا إلى إجراء محادثات سلام بين جميع الأطراف المعنية بالنزاع في أوسيتيا الجنوبية.