باشر الجنوب اللبناني استعدادته ورفع الصور والرايات لاستقبال الأسرى اللبنانيين والجثامين العائدة في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حزب الله"، في حين أفادت تقارير صحافية إسرائيلية أمس، أن إسرائيل و"حزب الله"وقعا أول من أمس على صفقة التبادل بينهما ونفذا المرحلة الأولى بحصول إسرائيل على تقرير حول طيارها المفقود رون أراد وتسليمها"حزب الله"تقريراً حول مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختفت آثارهم في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي. وقالت صحيفة"يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية إن المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين عوفر ديكل، وممثلاً عن"حزب الله"وقعا على الاتفاق أمام الوسيط الألماني غرهارد كونراد. وتقضي الصفقة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي، باستعادة إسرائيل الجنديين الأسيرين لدى"حزب الله"إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسير، مقابل إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين، بينهم سمير القنطار، وإعادة جثث لبنانيين مدفونين في إسرائيل بينهم مقاتلون من"حزب الله"سقطوا خلال حرب تموز يوليو 2006. وكان الجيش الإسرائيلي بدأ أول من أمس تنفيذ أعمال لإخراج جثث لبنانيين مدفونين في"مدافن شهداء العدو"في شمال إسرائيل استعداداً لتنفيذ التبادل. من جهة ثانية، أفادت صحيفة"هآرتس"أن"حزب الله"قال في تقريره إنه لم ينجح في العثور على أراد، لكنه يقدر أن أراد مات في لبنان قبل نحو عشرين سنة. وقالت إن التقرير يخلص إلى أن الحزب لم يتمكن من تحديد مكان جثة رون أراد على رغم الجهود التي بذلها لذلك. وتضمن التقرير، بحسب الصحيفة، تفاصيل حول ظروف أسر حركة"أمل"أراد بعدما قفز من طائرته فوق لبنان وتتبع مساره حتى اختفائه. أما في شأن الديبلوماسيين الإيرانيين، فيفيد التقرير الإسرائيلي انهم قتلوا خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بأيدي"القوات اللبنانية"بعد توقيفهم عند حاجز البربارة شمال بيروت من دون أن يعرف مكان دفنهم. والديبلوماسيون هم: القائم بالأعمال الإيراني في لبنان محسن الموسوي وأحمد متوسليان وكاظم اخوان وتقي رستكار مقدم. في المقابل، عقدت"لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية"وپ"مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب"مؤتمراً صحافياً أمس، حول عملية تبادل الأسرى. وأعلن الأمين العام للجنة محمد صفا إن ما قام به المركز"من مقاومة ديبلوماسية على امتداد السنوات الماضية يتكامل مع دور المقاومة". وقال:"إذ نهنئ المقاومة وقائدها على هذا الانتصار الكبير، فإن لجنة المتابعة هي شريك في هذا الانتصار وهي الجندي المجهول في عملية تحرير سمير القنطار ورفاقه وفي عمليات التبادل السابقة كافة. وإن ما ساهمنا به على المستوى اللبناني والعالمي لن ينتهي بإقفال ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، بل سيتواصل حتى تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب". وأكد صفا أن"القضية في لبنان أيضاً لم تنته"، مطالباً بمعرفة مصير المئات من"المفقودين في إسرائيل ولبنان خلال الحرب الأهلية والإجتياحات الإسرائيلية"، موضحا أن"نضال لجنة المتابعة سيتوجه إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الشكاوى ضد إسرائيل ومطالبتها بالتعويض وتقديم الاعتذار لعشرة آلاف أسير لبناني زجوا في معتقلاتها من غير وجه حق". كما اعتبر أن"المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ليسوا أقل استحقاقاً للحرية وأمهاتهم لسن أقل استحقاقاً للفرح"، مشدداً على أن"واجب الدولة والمجتمع اللبناني هو العمل لكشف مصير هؤلاء المفقودين حتى تعم الفرحة كل الأمهات وتدخل وكل البيوت". أما بسام شقيق سمير القنطار، فاعتبر أن"الصور المعلقة على جدران مقر لجنة المتابعة عن النشاطات التي قامت بها طوال سنوات كافية لتشير الى عظمة الدور الذي قامت به رحلة النضال من أجل حرية الأسرى".