لا أدري ما التعليق المناسب لما حدث بين نادي الهلال ومحمد الدعيع، فما حدث لم يكن في الحسبان، خصوصاً في نادي الهلال، وفي ظل إدارة جديدة لم يجف حبر تعيينها بعد. الدعيع لاعب كبير خدم الرياضة السعودية وخدم نادي الهلال، وله من التاريخ والإنجازات ما يستحق معه التقدير الكبير، حتى أضحى علامة فارقة ومميزة لعدد من البطولات المهمة في تاريخ المنتخب السعودي والكيان الأزرق. ومع هذا التاريخ الحافل بالعطاءات، فإن عملية منعه من دخول النادي بأي شكل من الأشكال ليست مقبولة على الاطلاق! وأن يتم إبلاغه عن طريق مسؤولي الأمن مع احترامنا وتقديرنا لهم، أيضاً أمر غير مقبول مهما كانت المبررات! كما أن صلاحية الجهاز الإداري في ظل وجود إدارة متابعة ومنظمة، لا تخوّل له مثل هذا النوع من القرارات، إذ ان من حقه"الخصم"مثلاً، أو الرفع للإدارة لاتخاذ قرار أو المعاقبة، أما المنع فهو كبيرة ليست بحق الدعيع وتاريخه وحدهما، ولكن بحق أي لاعب أو إداري خدم الرياضة، وأسهم في تحقيق إنجازات، بل ويعكس صورة غير حضارية عن تعاملنا وأنظمتنا. هنا لا نحاول النيل من النجم الخلوق وصاحب التاريخ المشرف، ولكن هذا لا يعفيه من الخطأ"الكبير"الذي وقع فيه، والذي يبيّن الفجوة في العلاقة في الجهاز الإداري بين المشرف والمدير والمدرب، وفي ما بينهم وبين الإدارة، خصوصاً في ظل حديث الدعيع وصمت الجابر، الذي يجب أن يبحث عن مبررات واسباب تخفف من خطئه، وفي نهاية الأمر عليه الاعتذار، وبشجاعته التي تعودناها منه سابقاً. وهنا لا نطالب بمعاملة خاصة للدعيع، فهو لاعب من ضمن اللاعبين داخل الميدان، أما خارجه فهو يختلف عنهم بتاريخه العريق الذي يعرفه القاصي والداني، وإذا كان أخطأ وتجب محاسبته، فإن ما حدث من تصرف غير مسؤول كان أكبر مما قد يكون ارتكبه مرات عدة، وفيه من الإساءة لتاريخه ما لا نقبله كرياضيين على الإطلاق. الإدارة الهلالية مطالبة بالحزم وتقريب وجهات النظر، وحلّ الخلافات التي تبدأ من الداخل، وتنظيم عمل الجهاز الإداري في ما بينه وإيضاح حدود صلاحياته، لكي لا تتكرر الأزمة، خصوصاً أن الموسم لم يبدأ بعد، ونرى الاختلافات تطفو على السطح، وهو ما لم نتعوده من قبل، ونحن نثق بحنكة أصحاب القرار والمؤثرين في"الاحتواء"وإعادة السفينة الزرقاء إلى خطها الصحيح. [email protected]