تعتبر الكاتبة الكندية مارغريت اتوود من الأسماء المؤثرة في ثقافة كندا والعالم اليوم. كتبت الرواية والشعر والقصة القصيرة، وكل ذلك بنَفَس واقعي ومتخيل في آن. بدأت كتابة الشعر في الحادية والعشرين، وتعتبر أيقونة الشعر الكندي. ولدت مارغريت اتوود في 1939 وتعيش في تورنتو - كندا مع زوجها الروائي غريم جيبسون. لها أكثر من أربعين عملاً أدبياً في القصة والرواية والشعر والمقالة وكتب الأطفال. حازت جوائز عالمية مثل البوكر وغلير برايز في كندا وبريمو مونديللو في إيطاليا. وفي 2005 حازت جائزة مهرجان كتاب ادنبره لمساهمتها المميزة في الأدب والفكر العالمي. وترجمت أعمالها الى أكثر من 35 لغة في العالم. ومن الأسماء المرشحة دائماً لنيل جائزة نوبل للآداب كتابها الشعري الجديد"الباب"الصادر عن دار فيراغو 2008 في 132 صفحة مجموعة قصائد من الذاكرة والأحداث التي حفلت بها حياتها. قصائد عن الحرب والسياسة والعمر والوجود والشباب والخسارة. لا أساطير في شعرها ولا مرجعيات بل هناك الحدث الذي تولد منه القصيدة والجو الساخر المتهكم. تغرف مارغريت اتوود قصائدها من حياتها الخاصة، ولذلك، ربما تهدي الكتاب"الى عائلتي..."وثمة أحداث الطفولة الراقدة في أعماق الروح. ذاكرة الوجود والأشخاص الذين يمرون في الحياة ويتركون أثرهم في حياتنا الى الأبد. العلاقة بين الآباء والأبناء والأمهات والبنات. التفاصيل التي نتذكرها ثم ننساها. علاقتنا بالأمكنة الأولى. لا تفصل مارغريت بين المراحل في قصيدتها، فهي تختار الحدث الذي يحمل في داخله القدرة على التحول من ماض الى حاضر الى مستقبل. تلتقط الصور والمشاهد والأحاسيس والمواقف وتعيد صوغها شعراً. وأحياناً تلمس في القصيدة صدى الموقف ورنة السؤال وعمق اللحظة. تملك قصيدة مارغريت اتوود التصعيد الدرامي الداخلي المتنامي كما في قصيدة"الباب"حيث كل مرة ينفتح الباب وينغلق على حدث جديد وتحول مختلف. وتنتقل بسهولة ويسر من التفاصيل الى المطلق. وتتميز قصيدة اتوود بقوة البناء، وهذا مرده ربما الى تمرسها الطويل في كتابة القصة والرواية والمقالة. كل قصيدة في كتاب"الباب"حدث يحمل في داخله الشحنة الشعرية والقابلية التي تتناول المعنى. كل ذلك بلغة بسيطة سلسة معبرة عفوية يغلب عليها البساطة والعمق والتهكم والألم والسخرية واستهداف الجوهر والمعنى وشغف القول والرؤية الجريئة للذات والحياة. ولذلك ربما، كتب عنها الناقد غلاسغو هيرالد أن"اتوود شاعرة تحمل رؤية جريئة وأصيلة للحياة يجعلها تخلق أسطورتها". قصيدة أمي في حالة تدهور مستمرة ثم تعيش وتعيش يقودها قلبها القوي كمحرك طائش من ليلة الى أخرى يقول الجميع:"لا يمكن هذا الوضع أن يستمر" لكنه يستمر كما لو أنك تراقب أحدهم يغرق لو كانت قارباً لتحسب ان القمر يشع من ضلوعها ويحركها ظهراً لكن لا يمكن القول إنها تنجرف عيناها المغمضتان في الخارج في حديقتها المهملة أسمعُ الأعشاب تنمو ظل الليل، القصبة الذهبية، القنفذ. في كل مرة أدفعها نزولاً فتأتي موجة الى الأمام وتدفعها صعوداً نحو غرفتها. كأنها تضرب حائط القرميد ببطء حدود وممرات مكتومة الصوت تخفي حافاتها. ينهار نظام كلماتها على ذاته اليوم، بعد أسابيع من الصمت قالت:"لا أعتقد ذلك". أمسك يدها، وأهمس بصوت خافت، "مرحبا، مرحبا" لو قلت:"مع السلامة". لو قلت:"استريحي". ماذا كانت ستفعل؟ لكنني لا أقوى وعدت أن أتابع الأمر حتى نهايته مهما بلغ أو عني ماذا عساي أن أقول لها؟ أنا هنا/أنا هنا.