تراجع سعر النفط أمس الى ما دون 125 دولاراً للبرميل، مواصلاً هبوطاً فقد خلاله اكثر من 20 دولاراً في أسبوعين. ودفع القلق من انحسار الطلب الأميركي على النفط بسبب ارتفاع أسعاره وضعف الاقتصاد في الولايات أسعار الخام للهبوط من ذروتها فوق 147 دولاراً للبرميل التي بلغتها في 11 تموز يوليو الجاري. لكن مشتريات لأسباب فنية، شملت تسديد ديون، رفعت الأسعار أول من أمس. وسجل سعر برميل النفط الخام الأميركي الخفيف 124.37 دولار، بتراجع 1.12 دولار، بعد أن صعد 1.05 دولار أول من أمس من أدنى مستوى له في سبعة أسابيع والذي بلغ 123.50 دولار. وتراجع خام القياسي الأوروبي، مزيج"برنت"، 1.12 دولار الى 125.32 دولار للبرميل. لكن سعر النفط ما يزال مرتفعاً نحو 30 في المئة هذه السنة، وكان دون 20 دولاراً للبرميل في عام 2002 بسبب ازدياد الطلب من اقتصادات سريعة النمو مثل الصين. وشكل ارتفاع أسعار النفط الذي تعزوه منظمة"أوبك"الى أسباب لا تتعلق بالعرض والطلب، ضغوطاً على الساسة لاتخاذ إجراءات لمساعدة المستهلكين على دفع فواتير الوقود المرتفعة. وأعلنت"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أول من أمس إلى 122.42 دولار للبرميل من 123.89 دولار قبل يوم. وتوقعت المؤسسة الاستشارية"بترولوجيستكس"ان يرتفع إنتاج"أوبك"من النفط 200 ألف برميل يومياً خلال الشهر الجاري، مقارنة بحزيران يونيو بسبب ارتفاع الإمدادات من السعودية والعراق. وتعد هذه الزيادة دون ما توقعته من"أوبك"، وربما تشير إلى ان الطلب محدود على الخامات الأثقل التي عرضتها السعودية، على رغم ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية. وقال رئيس الشركة كونراد جربر لوكالة"رويترز"انه يتوقع ان يبلغ إنتاج المنظمة 32.9 مليون برميل يومياً خلال تموز ارتفاعاً من 32.7 مليون في حزيران. ويُنتظر ان يرتفع الإنتاج العراقي إلى 2.45 مليون برميل يومياً من 2.32 مليون، على رغم توقف الصادرات لفترة قصيرة من الحقول الشمالية في العراق إلى تركيا هذا الأسبوع. وأعلنت المؤسسة ان أنغولا رفعت إنتاجها، وأن التوقعات تشير إلى أنه سيتجاوز مليوني برميل يومياً للمرة الأولى هذا الشهر، بزيادة بسيطة عن الشهر السابق، لتتفوق بذلك على نيجيريا التي تحتل في العادة المركز الأول بين منتجي النفط في القارة الأفريقية. ويُتوقع ان يبلغ الإنتاج النيجيري 1.85 مليون برميل يومياً في تموز من دون تغيير يذكر عن الشهر السابق. ويذكر أن هجمات متشددين على منشآت نفطية في منطقة دلتا النيجر أدت إلى انخفاض إنتاج نيجيريا. أما إيران، التي باعت في حزيران كميات ضخمة من النفط كانت تخزنها في ناقلات، فيُتوقع ان تنخفض إمداداتها في تموز نحو 80 ألف برميل يومياً إلى 4.03 مليون برميل في اليوم. ولم تعدل"أوبك"حدود الإنتاج الرسمية هذه السنة، وأفادت بأن لدى المستهلكين إمدادات كافية وعزت ارتفاع الأسعار إلى عوامل أخرى غير العرض والطلب مثل ضعف الدولار. وتشير تقديرات"بترولوجيستكس"إلى ان إنتاج أعضاء"أوبك"المرتبطين بقيود الإنتاج وهم كل الأعضاء باستثناء العراق، يبلغ 30.45 مليون برميل في اليوم، أي أعلى من المستوى المستهدف رسمياً وهو 29.67 مليون.