وقعت كوريا الشمالية على هامش منتدى الأمن في آسيا أمس، معاهدة عدم اعتداء مع الدول العشر في رابطة جنوب شرقي آسيا آسيان. وتنص المعاهدة التي وضعها مؤسسو"آسيان"عام 1976 على حل كل الدول الموقعة أي خلاف"بالوسائل السلمية"و"عدم اللجوء الى التهديد او استخدام القوة". وتعتبر كوريا الشمالية الدولة الخامسة عشرة من خارج الرابطة التي توقع على هذه المعاهدة، وبينها الصين وكوريا الجنوبية وروسيا وفرنسا. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية روي تونغ ايل ان توقيع بلاده على المعاهدة"يثبت رغبتها في إقامة علاقات صداقة مع دول آسيان العشر، والمساهمة في إرساء السلام والأمن في المنطقة كلها". وأبدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعد محادثات أجرتها على هامش المنتدى مع نظيرها الكوري الشمالي باك يي تشون اعتقادها بأن بيونغيانغ يجب ألا تساورها أي"أوهام"بأنه يجب عليها ألا توافق على آلية قوية مقترحة للتحقق من نشاطاتها النووية. وقالت رايس:"لا اعتقد بأن كوريا الشمالية تساورها أي أوهام في شأن حقيقة ان الكرة في ملعبها، وان الجميع يرى انه يتعين على الكوريين الرد إيجاباً على إجراءات التحقق". وأوضحت ان لقاءها يي تشون أول من أمس، في الاجتماع الأولي الذي عقد بين وزيري خارجيتي الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية منذ عام 2004، نقل رسالة قوية بأن بيونغيانغ يجب ان توافق بسرعة على بروتوكول التحقق الذي وزع على الدول الست المعنية بالمحادثات السداسية في وقت سابق من الشهر الجاري. وقدمت كوريا الشمالية نهاية حزيران يونيو الماضي بيانها الذي تأخر كثيراً في شأن برنامجها النووي الذي احتوى على معلومات عن إنتاج البلوتونيوم. وقالت رايس ان البيان ترك الباب مفتوحاً أمام تساؤلات تحتاج الى إجابات عبر آلية تحقق قوية،"خصوصاً ان البيان لم يذكر شيئاً عن شكوك أميركية في البرنامج السري لبيونغيانغ لتخصيب اليورانيوم". وأضافت:"لن يثق أحد في الرقم الذي قدمته كوريا الشمالية عن البلوتونيوم الذي عالجته. ولحسن الحظ يمكن استخدام وسائل جيدة معترف بها دولياً للتحقق من عدد الكيلوغرامات التي جرت معالجتها فعلياً". ويزور كبير المفاوضين الأميركيين النوويين كريستوفر هيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم لبحث ملف كوريا الشمالية وآلية مشاركة الوكالة في التحقق من برنامجها. وتطالب كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة بسحب"سياستها العدائية"لإنجاح الاتفاق، في وقت أشارت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية الى استمرار الموقف العسكري الأميركي العدواني عبر احتمال نشر سفينة حربية جديدة تابعة لها في اليابان. وأفادت الوكالة بأن"التحركات العسكرية المشؤومة تثبت بوضوح ان كلمات الحوار والسلام التي يرددها الاستعماريون بصوت مرتفع ليست إلا سفسطة لإخفاء الطبيعة المولعة بالقتال". كذلك هددت كوريا الشمالية باتخاذ"إجراءات عنيفة"لم تحددها ضد كوريا الجنوبية رداً على وصف وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي سانغ هي إياها ب"العدو الذي يهدد الأمن القومي لسيول". وأعلنت كوريا الشمالية ان هذا الوصف"يمثل استفزازاً لا يمكن تجاهله، ويؤكد عدم تغير الموقف العدائي والجنوني للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك تجاه بيونغيانغ، وسنرد عليه بتدابير أكثر عنفاً". وقطعت كوريا الشمالية حوارها مع كوريا الجنوبية، وهددت بتحويل سيول إلى"كومة من الرماد"، في أعقاب إعلان رئيس هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية في آذار مارس الماضي وجود خطة طارئة لضرب المنشآت النووية الكورية الشمالية، في حال تأكيد معلومات عن هجوم عسكري كوري شمالي محتمل. وكان الرئيس لي اقترح في 11 الشهر الجاري استئناف الحوار مع كوريا الشمالية، لكن التطورات التي أعقبت مقتل السائحة الكورية الجنوبية برصاص جندي كوري شمالي أضعفت هذا الاقتراح.