علمت "الحياة" ان المفاوضات بين بغدادوواشنطن، التي بدأت قبل شهور، لإيجاد آلية اتفاق يحكم العلاقة بين الجانبين وصلت الى مراحل متقدمة قد تُعلن نتائجها خلال الاسبوعين المقبلين. واقر المجلس السياسي للأمن الوطني مبدأ عرض نتائج المفاوضات على مجلس النواب للتصويت عليها حتى وإن لم ينص الدستور على وجوبه. وأكدت مصادر في الحكومة العراقية ان"المفاوضات بين الوفدين العراقي والاميركي لا تزال مستمرة وانها تسير بوتيرة تصاعدية من حيث عقد الاجتماعات كلما اقترب الموعد المحدد للانتهاء منها أواخر الشهر الجاري. واشارت الى ان رئيسي الوفدين، نائب رئيس الوزراء برهم صالح والسفير الاميركي رايان كروكر يقودان بشكل مباشر الاجتماعات". وقال القيادي في الائتلاف الشيعي الشيخ جلال الدين الصغير عضو المجلس السياسي للأمن الوطني ل"الحياة"ان"المفاوضات لأيجاد صيغة اتفاق وصلت الى نتائج مرضية"، مشيرا الى ان الوفد العراقي المفاوض ابلغ المجلس السياسي ان المفاوضات تسير بشكل ايجابي واعرب عن تفاؤله في قرب الوصول الى نتائج ايجابية". واضاف الصغير ان"المفاوضات الحالية تتناول ثلاث اوراق جوهرية الاولى الاتفاق الاطاري الذي ينظم العلاقة السياسية والاقتصادية بين الجانبين والثانية بروتوكول العلاقة الذي يحدد نوع الاتفاق وطبيعته الذي سيتم التوصل اليه عند نهاية المفاوضات، بينما تركز الثالثة على تنظيم علاقة الحكومة العراقية مع القوات الاميركية من حيث الصلاحيات وتوزيع هذه القوات ومهماتها". ولفت الى ان"الورقة الاولى والثانية اصبحتا على وشك الانجاز فيما لا تزال المفاوضات في شأن الورقة الثالثة مستمرة، الا انها قطعت اشواطاً كبيرة في عدد من القضايا التي كانت تتناولها واهمها حصانة الشركات الامنية والقواعد الاميركية التي باتت بعيدة عن طاولة التفاوض". وكشف ان المجلس السياسي للأمن الوطني اتفق على ارسال نتيجة المفاوضات الجارية مع واشنطن الى البرلمان بغض النظر عن نوع الاتفاق فيما لو كان مذكرة تفاهم او بروتوكولا لتمريرها داخل البرلمان حتى وان لم ينص الدستور على وجوب ذلك، لأن الهدف الاول هو تحقيق التوافق السياسي بين جميع الاطراف. وشهدت الشهور الاولى من المفاوضات في شأن الاتفاق الاستراتيجي البعيد الامد تعثرا بسبب سقف المطالب الاميركية المرتفع وتقديمه مسودة اعتبرها الجانب العراقي"مهينة ومخلة بالسيادة اريد لها ان تكون اساسا للاتفاق، الا ان موجة الاعتراضات العراقية واجماع الحكومة والكتل السياسية على ذلك اجبر واشنطن على تقديم مسودات جديدة توافق المطالب العراقية. وما لبثت المفاوضات ان تعثرت بعد مطالبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتضمين الاتفاق جداول زمنية لأنسحاب القوات الاميركية من البلاد ليتم بعدها تحويل مجرى المفاوضات الى توقيع"مذكرة تفاهم"قصيرة الامد تحدد متطلبات المرحلة الحالية في كيفية تنظيم انتشار القوات الاميركية ومهماتها وتطوير قدرات القوات العراقية وان"مذكرة التفاهم"ليست بحاجة الى مصادقة البرلمان عليها. في هذه الاثناء اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان"مفاوضات مكثفة يعقدها الوفدان العراقي والاميركي وتجري بشكل شبه يومي في محاولة للانتهاء من عقد الاتفاق بحلول نهاية الشهر الجاري مشيراً الى ان صالح والسفير كروكر يشرفان على المفاوضات". واضافت المصادر انه من المؤمل الانتهاء من المفاوضات في غضون الاسبوعين المقبلين وانه من المقرر ان تتم دعوة مجلس النواب الى عقد جلسات استثنائية منتصف الشهر المقبل لأقرار الاتفاق لأن البرلمان في حينه سيكون في عطلته التشريعية التي تبدأ في الرابع من آب اغسطس المقبل. ويجري العراقوالولاياتالمتحدة مفاوضات لإرساء اسس قانونية لوجود القوات الاميركية بعد 31 كانون الاول ديسمبر عندما ينتهي تفويض قرار مجلس الامن الذي ينظم انتشارها حاليا. ويشمل الاتفاق، الذي يفترض توقيعه كصفقة واحدة قبل 31 تموز يوليو الجاري دعما تقدمه الولاياتالمتحدة الى العراق في مجالات اقتصادية وسياسية وتجارية وزراعية وصحية وثقافية وعلمية الى جانب الأمور الامنية.