يحول عدد من العقبات دون أن يبصر شرق أوسط جديد النور. وإحدى هذه العقبات هي توسل عدد من الدول المارقة القوة والعنف والإرهاب في تغيير موازين النظام الإقليمي في المنطقة. وعلى دول المنطقة تقاسم النفوذ فيها، عوض احتكار واحدة منها السلطة والنفوذ. وثمة تحديات جيو - استراتيجية في الشرق الأوسط، على غرار تقويض سورية سيادة لبنان، وسعي إيران الى حيازة سلاح نووي، ودعم البلدين الإرهاب. والحق أن النظام الإيراني ينتهج سياسة تزرع الاضطراب في المنطقة، ويوكل تنفيذ هذه السياسة الى"الحرس الثوري"وپ"قوات القدس"، والى منظمات تابعة له، مثل"جيش المهدي"في العراق، وپ"حماس"في غزة وپ"حزب الله"في لبنان والعالم. ويسعى النظام الإيراني الى إطاحة دول إقليمية، وتوسيع رقعة نفوذه في الخليج والشرق الأوسط. وهو يلوح بتدمير دولة إسرائيل، ويعادي الولاياتالمتحدة، ويزعزع استقرار العراق، ويستهدف القوات الأميركية والمدنيين العراقيين الأبرياء. وتتولى الولاياتالمتحدة الرد على سياسة الابتزاز الإيرانية. وجليّ أن شأن حيازة إيران سلاحاً نووياً، أو امتلاكها تكنولوجيا تصنيع مثل هذا السلاح، تهديد للسلام الدولي. والحق أن ثمة وجهاً آخر لإيران. فهي ارض حضارة عظيمة يعيش فيها شعب عظيم يعاني القمع والاستبداد. ويستحق الإيرانيون أن يتسنى لهم الاندماج في النظام الدولي، وحرية الحركة والتنقل ، وتحصيل العلم في أفضل الجامعات. فلذا مدت الولاياتالمتحدة الجسور مع هذا الشعب، من طريق الفن، وبرنامج تبادل فرق رياضية، ومشاركة عمال الإغاثة في أعمال إغاثة في إيران. ولا يعادي الإيرانيونالولاياتالمتحدة. وفي حال نزلت إيران على مطالب الأممالمتحدة، فالولاياتالمتحدة لن تتخلف، والمجتمع الدولي معها، عن مفاوضتها على مختلف المسائل المعلقة كلها. فالولاياتالمتحدة لا تحفظ عدواة مع بلد من البلدان الى الأبد. وتنتهك إيران معايير المجتمع الدولي انتهاكاً وقحاً. وهي أمام خيار استراتيجي تلتزم بموجبه نهجاً في بسط نفوذها أو نشره. فهل تعارض ايران مطالب المجتمع الدولي المشروعة، وتفاقم عزلة شعبها، أو تتعاون مع دول الجيران والمجتمع الدولي وتنفتح على العالم والتبادل التجاري؟ فعلى طهران ادراك أن أميركا تبادل انتهاجها سياسة مختلفة بانتهاج سياسة مختلفة معها. وعليها، أن تدرك، كذلك، أن الولايات لن تتخلى عن الدفاع عن أصدقائها ومصالحها، إذا استمر نهج إيران العدائي الحالي. عن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، "فورين أفيرز" الأميركية، 7-8/7/2008