لنتخيل أنفسنا نجلس على طاولة وبين أيدينا أوراق لمراجعة الذات، عنوانها"مشروع فتح السياسي"، ومهمتنا أن نراجع هذا المشروع ونعيد تقويمه. هناك ثلاث فرضيات أمام هذا المشروع: الأولى كلمة"مشروع"التي لا أرى أن ما تقوم به السلطات اليوم في كل نشاطاتها السياسية والاقتصادية والإدارية ينتمي الى أي مشروع أو خطط، بل إلى العشوائية الدائمة والتشتت وقبول ما يعرض. والفرضية الثانية هي كلمة"فتح"فليس من يقود"فتح"وتوجهاتها السياسية اليوم هو من"فتح"، وإنما شخصيات فُرضت على"فتح"وقبلتها وهي اليوم تتحكم بمصيرها. والفرضية الثالثة هي كلمة"السياسي"، فلا يعقل أن يكون القبول بما يطرح أو ما يوافق عليه الكيان الصهيوني هو سياسة، ولا يعقل أن تكون ممارسات السلطة الحالية نحو الداخل الفلسطيني بالتجاهل وملاحقة عناصر المقاومة وفي الوقت نفسه الشغف بالكيان الصهيوني. لقد أصبح"مشروع فتح السياسي"مرتهناً بكلمة"ماذا بعد؟!"، ماذا بعد رحيل شخصيات ومؤسسات سياسية، وماذا بعد مؤتمرات ولقاءات وانتخابات، ولأن"مشروع فتح"أخذ أهميته من أهمية القضية الفلسطينية فمن حقنا أن نقول ماذا بعد يا"فتح"؟! وحتى تتضح الصورة، فإن حديثنا عن مستقبل"فتح"سيتحدد ببوش وأولمرت وعباس ومؤتمر"فتح"والشخصيات العرضية التي تدخل"فتح"فجأة ومن ثم تسيطر عليها. ماذا بعد بوش؟ بوش الراحل الى بيته من البيت الأبيض في نهاية هذا العام، قدم رؤية لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الحل الذي نزل عن سقف"خريطة الطريق"التي صاغتها أميركا والتي تعتمد على التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة وإنهاء مشروعها، وقد تمسكت السلطة بپ"رؤية بوش"هذه. إن فتح هي أمام خيارات مرّة، فإما المضي في ما هي عليه الآن ولو وصل الأمر أن تشارك علناً بقتل المقاومة وذلك باجتياح غزة والترويج له والعودة إليه على ظهر الدبابات الصهيونية، وإما الرجوع الى الحضن الفلسطيني والتوافق مع"حماس"على برنامج سياسي يخرجها من أزمتها. واثق معالي - بريد إلكتروني