الديدان التي تأخذ من الأمعاء مقراً لها قد تبقى صامتة من دون عوارض لافتة، أو إنها قد تسبب الإسهال وعوارض أخرى وفقاً لنوعها. والعدوى بالديدان مشكلة صحية كبيرة في بلدان العالم الثالث، والمصابون بها كثيراً ما يتعاملون معها بنوع من الاستهتار، اذ يذهبون إلى الصيدلية فيطلبون"شربة"ظناً منهم ان هذه الشربة ستحل المعضلة، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، بل يجب معرفة هوية الدودة أولاً ومن ثم يعطى العلاج المناسب الذي يقضي عليها. ويتم تشخيص الإصابة بالديدان بفحص عينة من البراز تحت المجهر، وفي حال سلبيته يعاد الفحص مرة أخرى بعد مرور أسبوع على الفحص الأول. أما الديدان التي يتم رصدها في البراز فهي كثيرة ومنها: - الحرقص، أو الدودة الدبوسية. وهي دودة حبلية صغيرة بيضاء اللون طول ذكرها نصف سنتم، وطول الأنثى الضعف. وداء الحرقص كثير الشيوع عند الأطفال خصوصاً في الطبقات الفقيرة لفقدان الوعي الصحي. وتستوطن الديدان البالغة في المصران الأعور الذي تتزاوج فيه ذكورها وإناثها وبعد هذا تموت الذكور وتبقى الإناث حية لتتابع طريقها صوب القولون ومنه تطرح في البراز. ويتم تشخيص الداء برؤية الديدان في البراز، أو بالبحث عن البيوض في منطقة ما حول الشرج وذلك بتطبيق قطعة من الورق اللاصق على فتحة الشرج ومن ثم فحصها تحت المجهر للكشف عن البيوض. وتسبب الديدان في فتحة الشرج حكة قوية تحدث خصوصاً في الليل. يجدر بالذكر ان العدوى تتم باختراق يرقات هذه الدودة جلد القدمين الحافيتين. - الأسكاريس، ويبلغ طول هذه الدودة حوالى 20 سنتم، ويتم تشخيص الإصابة بها بالتعرف على بيوضها التي تقذفها في البراز. وتستطيع دودة أن تضع يومياً حوالى أربعة ملايين بويضة. والإصابة بالأسكاريس قد تظل صامتة، أو قد تعطي عوارض مبهمة غير نوعية مثل وجع البطن، والمغص المتكرر والغثيان والتقيؤ والإسهال الدهني، ويمكن لحشد من الديدان ان يجتمع فيسد القنوات الصفراوية فيعاني المصاب من أبي صفار اليرقان. - الدودة الخطافية، وتقيس الواحدة منها حوالى سنتمتر واحد، وتصيب الشخص عن طريق لمس التربة والأشياء الملوثة بها. والعدوى بهذه الدودة منتشرة للغاية، وهناك إحصاءات حول إصابة ربع سكان العالم بها. وتشخص الدودة الخطافية برصد بيوضها في البراز. ان إصابة الأطفال بهذه الدودة يمكنها ان تسبب الوهن العام إضافة الى تراجع النمو. - الدودة الشريطية التي تعيش في الأمعاء الدقية، وعرفت بهذا الاسم لأن شكلها يشبه الشريط. وهناك أنواع عدة منها مثل الشريطية البقرية والخنزيرية، والسمكية، والقزمة، والقوارضية، والكلبية. والدودة الشريطية البقرية هي الأطول بينها اذ قد يصل مقاسها الى 25 متراً. أما أخطرها فهي الشريطية الكلبية لأنها تعطي أكياساً مائية تقطن في أعضاء حيوية كالكبد والعين والمخ. ترصد العدوى بالدودة الشريطية بالتعرف على قطع منها في البراز أو بكل بساطة على بيوضها.