سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتح مؤتمر مدريد بالدعوة إلى إيجاد "القواسم المشتركة" وهزيمة "الكراهية" ب "المحبة". الملك عبدالله : التطرف لا الأديان سبب المآسي ورسالتنا الاعتدال والوسطية
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن المآسي التي مرت بالبشرية لم تكن بسبب الأديان"ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي وكل عقيدة سياسية". راجع ص 4 وقال الملك عبدالله، في الكلمة التي افتتح بها المؤتمر العالمي للحوار الذي بدأ امس في مدريد في حضور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، إنه جاء حاملاً رسالة من الأمة الاسلامية"تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح". وطالب المشاركين في المؤتمر ب"أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي الى النزاع والصراع". وذكر الملك عبدالله انه إذا أريد"لهذا اللقاء التاريخي ان ينجح، فلا بد من ان نتوجه الى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا"، مؤكداً أن الانسان قادر على"أن يهزم الكراهية بالمحبة، والتعصب بالتسامح". وأوضح خادم الحرمين الذي يعقد مؤتمر مدريد بمبادرة ودعوة منه وتحت رعايته لمدة ثلاثة أيام أن الرسالة التي جاء يحملها"تدعو الى الحوار البناء بين أتباع الاديان، رسالة تبشر الانسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام محل الصراع". وذكّر بالأوضاع السائدة التي يتفشى فيها"ضياع القيم والتباس المفاهيم، وتمر بفترة حرجة تشهد على رغم كل التقدم العلمي، تفشي الجرائم، وتنامي الإرهاب، وتفكك الأسرة، وانتهاك المخدرات لعقول الشباب، واستغلال الأقوياء للفقراء، والنزاعات العنصرية البغيضة". وقال الملك عبدالله إن معظم الحوارات فشلت في الماضي"لأنها حاولت صهر الأديان والمذاهب بحجة التقريب بينها، وهذا بدوره مجهود عقيم". وأعرب عن أمله في أن"يتعاون الناس مع بعضهم بعضاً باحترام ويواجهون المشكلات بالحوار لا بالعنف". ولقيت كلمة خادم الحرمين تصفيقا مطولاً من الحضور الذين وقفوا احتراماً. واستمر التصفيق بعد جلوسه، فنهض مجددا وشبك كفيه، مبتسماً، في تعبير عن التكاتف والسلام والمحبة. 300 شخص يمثلون الديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، والمعتقدات الشرقية، البوذية والكونفوشوسية والهندوسة، حضروا حفلة الافتتاح، وتفاعلوا كثيراً مع كلمة راعي المؤتمر. من جهته، أكد العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس، في كلمته أمام المؤتمر، أن بلاده تدرك الأهمية التي يوليها خادم الحرمين لهذا المؤتمر، وأعرب عن أمله في أن يحقق"نجاحاً كبيراً"، مؤكداً دعم بلاده للحوار والتسامح والتعايش. وطالب المؤتمر بدعم"احترام الهويات والمعتقدات والقيم والأخلاق التي تمثل القواسم المشتركة بين الأديان السماوية والثقافات والحضارات". واعتبر رئيس رابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في كلمته أمام المؤتمر، أن"مجرد عقد هذا اللقاء يعد نجاحاً وانتصاراً لصوت الاعتدال والسلام في العالم". وقال إن الدعوة الى المؤتمر"دليل على أن الخلفية الثقافية والحضارية التي تنطلق منها المملكة تتسم بالانفتاح والمرونة وحب الخير للبشرية جمعاء". على صعيد آخر، بحث الملك عبدالله مع رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو في لقاء ثنائي مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وآفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات. الى ذلك، عقد وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخيل موراتينوس ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي يزور أسبانيا حالياً ضمن الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين اجتماعاً في مقر وزارة الخارجية الاسبانية. وتم خلال الاجتماع عرض أهمية المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات المعتبرة في ظل الظروف الراهنة التي تستدعي مثل هذه المبادرات والمؤتمرات للحوار والعمل على تعزيز القيم المشتركة في ما بين الأديان السماوية والثقافات والحضارات ودعمها بما يحقق السلام بين شعوب العالم كافة. كما تم البحث في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها. كما استقبل الأمير سعود الفيصل في مقر إقامته في مدريد أمس مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير. وتم خلال اللقاء بحث تطورات العملية السلمية في المنطقة ومنجزاتها.