حذر رجل الدين الإيراني كاشاني إسرائيل والولاياتالمتحدة من انهما ستندمان في حال مهاجمتهما إيران، في وقت تواصل إيران إجراء مناورات عسكرية يتخللها إطلاق صواريخ ما يثير قلق المجتمع الدولي. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من التجارب الصاروخية الإيرانية، بينما قال الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني احمد خادم الملة، إن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي سيلتقي في 19 تموز يوليو في جنيف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، للبحث في برنامج إيران النووي وجاء في بيان أصدرته فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد:"هذه التجارب الصاروخية ستزيد فقط من قلق المجتمع الدولي"، مضيفاً:"يدعو الاتحاد الأوروبي إيران إلى الامتثال أخيراً لمطالب المجتمع الدولي كله، والمتمثلة في قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل للأزمة النووية من خلال التفاوض". وقال محمد إمامي كاشاني في خطبة الجمعة:"انتم الكاذبين في إسرائيل والبيت الأبيض، إذا أردتم اجتياحنا، سنلقنكم درساً تندمون بعده على تحرككم". ورفض كاشاني مقولة إن التدريبات العسكرية التي تجريها إيران تثير مخاوف. وأضاف:"القول إن صاروخ شهاب-3 يملك بعداً يصل إلى ألف أو ألفين أو 2500 كيلومتر ويمكن أن يصل إلى بريطانيا وإيطاليا وتركيا مجرد أكاذيب". ويمكن لصاروخ شهاب-3 الطويل المدى 2000 كلم أن يطال إسرائيل والسعودية وقواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. وقال كاشاني إن"إيران لا تعترف بإسرائيل لأنها قوة احتلال... لكن إيران لا تريد التورط في حرب معها ولا تريد إطلاق صواريخها على تل أبيب". واعتبر قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي عزيز جعفري أن مناورات"الرسول الأعظم 3"ساهمت في تعزيز قدرات إيران وشكلت"عبرة لأعداء إيران". وقال إن المناورات"كانت ناجحة وأثبتت قدرات إيران على التدرب في أوضاع صعبة في الليل والنهار، وعلى إطلاق متزامن لعدد من الصواريخ والرد السريع والقاطع، وتوجيه ضربات انتقامية، في مواجهة هجمات مفترضة للأعداء". في المقابل، قال الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني احمد خادم الملة إن جليلي وسولانا"سيتابعان مفاوضاتهما حول مجموعة المقترحات السبت 19 تموز يوليو"في جنيف. وأوضح أن"زيارة جليلي إلى جنيف ستتم بعد موافقة الدول الكبرى على مواصلة المناقشات حول النقاط المشتركة بين مجموعتي المقترحات". وعرضت الدول الست الكبرى الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنساوبريطانيا وألمانيا الشهر الماضي على إيران من طريق سولانا"اقتراحات تعاون سخية"تهدف إلى حمل طهران على تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم التي قد تؤدي إلى صنع قنبلة ذرية. وردت إيران في منتصف أيار مايو بعرضها على سولانا اقتراحات تهدف إلى تسوية"كبرى الصعوبات العالمية"لا سيما" استخدام الطاقة النووية سلمياً". ولم يؤكد مكتب سولانا لقاءه مع جليلي. لكن الناطقة باسم سولانا، كريستينا غالاش، أعلنت"سنواصل العمل حول اللقاء ونحن بصدد مناقشته"مع الإيرانيين بهدف تحديد لقاء"بحلول نهاية تموز يوليو". وفي هذا الإطار كشفت مصادر خاصة ل"الحياة"إن مجلس الأمن القومي الإيراني شكل لجان متخصصة لدرس أبعاد كل نقطة تضمنتها رزمة الحوافز الغربية، والتي من المقرر أن يحملها جليلي معه إلى اجتماعها مع سولانا. وأشارت المصادر إلى أن حجم هذه الدراسات وصل حتى الآن إلى 18 صفحة مكثفة، وهي قابلة للزيادة مع قرب موعد اللقاء بين الرجلين. وأعلنت إيران أنها أجرت تجارب على تسعة صواريخ بقدرات مختلفة تصل قدرة أحدها، شهاب-3، إلى بلوغ هدف في إسرائيل. لكن مسؤولاً في البنتاغون رجح أن تكون طهران لم تطلق سوى صاروخ واحد في حين أعلنت إيران إطلاق صواريخ أخرى. وقلل مسؤولون أميركيون آخرون من الأهمية العسكرية للتجارب الإيرانية مؤكدين انه لم تجر تجارب على أي تكنولوجيا جديدة. كذلك قللت موسكو أمس من الخطر الذي يفترض أن تشكله الأسلحة الإيرانية. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة على غرار إسرائيل اللجوء إلى القوة ضد إيران لمنعها من امتلاك القنبلة النووية حتى وإن أكدت أنها تفضل الحل الديبلوماسي. ورفض نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى محمد إسماعيل كوثري اتهامات تعتبر الصواريخ الإيرانية خطراً على دول المنطقة وأوروبا، وقال إن إيران تعتقد بأنها تدافع عن أراضيها. وقال إن كل تهديد يتطلب الاستعداد"وبما أن أميركا والكيان الصهيوني إسرائيل أطلقتا أخيراً تهديدات ضد إيران فإن القوات المسلحة الإيرانية أجرت مناورات لتظهر قدرتها الدفاعية العالية من اجل الحفاظ علي استقلال الوطن الإسلامي". وأضاف:"على الدول المجاورة ودول المنطقة أن لا تقلق من التجربة الصاروخية الإيرانية لأن المناورة العسكرية الإيرانية تهدف إلى أن تكون إيران على استعداد وجاهزية للرد السريع والحازم على أي تهديد ضد البلاد". داخلياً، عين وزير الخارجية منوشهر متقي الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني مساعداً لوزارة الخارجية للشؤون القانونية والدولية. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أرنا بأن حسيني سيواصل مهمته كناطق باسم الخارجية حتى تعيين ناطق جديد. وشغل عباس عراقجي منصب مساعد وزارة الخارجية للشؤون القانونية والدولية، قبل أن يُعيَّن في منصب سفير إيران لدى اليابان.