على ضفاف نهر النيل في القاهرة، وعلى أنغام الموسيقى، احتفلت مجموعة من الفنانين والفنانات المصريين بعيد ميلاد نجم الكوميديا المصري جورج سيدهم. استضاف نادي القوات البحرية في شارع مجلس قيادة الثورة، الحفلة التي حضرها كل من دعته إليها زوجة سيدهم الدكتورة ليندا، سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه، وهي التي ضربت مثلاً في الوفاء والتفاني لوقوفها إلى جانبه في رحلة مرضه الطويلة التي تجاوزت العشر سنوات. الممثلة نادية لطفي التي تربطها بسيدهم صداقة قوية منذ حوالى 40 سنة، كانت في مقدم الحضور، وهي تحرص على ذلك في الموعد نفسه من كل سنة. كما حضرت زميلتها دلال عبدالعزيز، وابنتها دنيا سمير غانم، وماجدة الصباحي وصلاح السعدني، إضافة الى الممثل الكوميدي محمد فريد وآخرين. أما مفاجأة الحفلة فكانت حضور الممثل الكوميدى سمير غانم، لينفي في شكل عملي وجود أي خلافات بينهما، كما كان يشاع دائماً منذ انفصالهما فنياً قبل ربع قرن، وبعد اشتراكهما معاً في بطولة عروض مسرحية عدّة، تحت لواء فرقة"ثلاثي أضواء المسرح"التي اشتركا في تأسيسها مع صديقهما الراحل الضيف أحمد الذي رحل في مطلع السبعينات. وتوقع الجميع بعد رحيله تفكك الفرقة، إلا أن غانم وسيدهم، قررا الاستمرار وقدما سوياً عروضاً مميزة مثل"موسيقى في الحي الشرقي"و"المتزوجون"، حتى آخر عرض مسرحي جمعهما سوياً"أهلاً يا دكتور"الذي انفصلا فنياً بعده لظروف رفض الاثنان الافصاح عنها. واستمر سمير غانم في تقديم عروضه بعيداً من جورج والعكس صحيح. لكن غانم لم يعترض على عمل زوجته دلال عبدالعزيز مع سيدهم. وحول ذلك، أكدت عبدالعزيز في حديث مع"الحياة"أنها تدين لجورج سيدهم بالكثير من النجاح الذي حققته، خصوصاً أن له الفضل في اكتشاف موهبتها الفنية في مسرحية"أهلاً يا دكتور". ثم أعاد اكتشافها من جديد في عرض"حب في التخشيبة"وغيرها من العروض والافلام، ولهذا تحرص على زيارته في منزله والاطمئنان عليه باستمرار والدعاء له بالشفاء. ولفتت دنيا سمير غانم باهتمامها الشديد بجورج سيدهم في الحفلة، إذ بقيت إلى جانبه طيلة السهرة. وغنّت له أغنيات يحبها، إضافة الى أغنية"لولا الملامة"للفنانة وردة الجزائرية. وأكدت دنيا أنها تعتبر جورج سيدهم بمثابة والدها. وقال سمير غانم ل"الحياة":"بصدق شديد جورج بالنسبة اليّ أكثر من صديق وأكثر من أخ، كنا نتواجد سوية أكثر مما نتواجد مع أهلنا. وقدمنا معاً عشرات المسرحيات الناجحة والجميلة وعشرات الافلام السينمائية الناجحة أيضاً". وأضاف:"كنت أحرص دائماً على عدم الرد على الاشاعات السخيفة التي تقول إن الصداقة انتهت أو إنني أتعمد عدم زيارته وهذا لأنني لم أعتد الرد على مثل هذه السخافات". وأكد أنه في بداية مرضه لم يكن يزوره،"لأنني لم أكن أتخيل أن أراه في هذه الحالة وكنت أتوقع أن المحنة ستنتهي وتزول. ولكن بعدما طال أمد المرض كان من الصعب علي عدم رؤيته، لذلك بت أحرص على زيارته باستمرار وأدعو له بالشفاء والعودة لجمهوره مجدداً".