بدأ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي امس زيارته الثالثة الى طهران، منذ تسلمه السلطة، يرافقه وفد رفيع المستوى، في محاولة لتلطيف الأجواء وإزالة المخاوف والقلق وللتشاور مع المسؤولين الايرانيين قبل اقرار المعاهدة الامنية مع الولاياتالمتحدة و"لينقل الى المسؤولين الايرانيين ضمانات بأن العراق سيمنع استخدام اراضيه في اي عمليات عسكرية ضد اي من دول الجوار". وسيلتقي المالكي، الذي يرافقه وفد وزاري رفيع، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم وقد يلتقي المرشد العام للثورة علي خامنئي. راجع ص 2 و4 وقالت مصادر في طهرانوبغداد ان المالكي"سيطمئن الجانب الايراني الى ان العراق لن يكون مقراً او قاعدة لانطلاق اعمال معادية ضده، كما سيبحث في ملفات اقتصادية تعني الجانبين، اضافة الى اطلاع طهران على النتائج والوثائق والأدلة التي خلصت اليها لجنة تقصي الحقائق عن التدخلات الايرانية في الشأن العراقي". السفير العراقي في طهران محمد مجيد الشيخ قال ان زيارة المالكي"تستهدف توضيح ابعاد المعاهدة الامنية مع الولاياتالمتحدة اضافة الى تقوية التعاون بين طهرانوبغداد". واعتبر المعاهدة"مهمة جداً للعراق"وان"وجود القوات المتعددة الجنسية في العراق يحتاج الى اطار لحركتها بعدما تنتهي مدة انتدابها نهاية العام 2008 حسب قرار مجلس الامن". واكد ان"الحكومة العراقية لن توقع اي معاهدة من شأنها ان تهدد امن دول الجوار". وكانت طهران ابدت انزعاجاً شديداً من المعاهدة لكنها استبقت زيارة المالكي بالتأكيد على اهميتها في م جالات مختلفة. ووصف رئيس لجنة السياسة الخارجية والامن القومي الايراني سابقاً النائب الحالي علاء الدين بروجوردي الزيارة بأنها"بالغة الاهمية"متمنياً ان"يكون لها اثر ايجابي على علاقات التعاون بين الجانبين"، لكنه اعتبر ان المعاهدة الاميركية - العراقية"المهينة للشعب العراقي"تجعل الاوضاع في العراق"حساسة جداً"وهو ما"يهم الجانب الايراني". وقال النائب حشمت الله فلاحت بيشه انه يتوجب على المالكي"ان يأخذ في الاعتبار المخاوف الداخلية والاقليمية من هذه المعاهدة". واعتبر النائب كاظم جلالي"ان امن العراق وثباته ارتبطاً بطريقة ما بالمصالح الوطنية الايرانية". وبدأ المالكي زيارته بلقاء مع وزير الخارجية منوشهر متقي قبل ان يلتقي اليوم الرئيس الايراني ويزور مشهد الاثنين. وقال علي الدباغ، المتحدث باسم المالكي، قبيل توجهه الى طهران ان"الزيارة خطوة في سلسلة زيارات للبحث في ملفات عدة بين الطرفين وتشكيل لجنة استراتيجية عليا لتطوير العلاقات بين البلدين". واضاف ان رئيس الوزراء"سينقل رؤية العراق في رفضه لأن يكون ممراً او مقراً للاعتداء على دول الجوار". وقبيل سفر المالكي اعلن السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر انه يأمل في ان"يبلغ الايرانيين بأنه يريد مخاطبتهم من دولة الى دولة"تتمتع كلتاهما بالسيادة. وقال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد ل"الحياة"ان المالكي اصطحب معه الى طهران وزراء الدفاع والكهرباء والموارد المائية لمناقشة ومعالجة قضايا تهم البلدين وتعزز سير المفاوضات بينهما. وعلى الصعيد الأمني، قتل 9 أشخاص في بغداد امس، بينهم 4 من الشرطة و4 مسلحين، وأصيب أكثر من 25 بهجمات مختلفة، فيما أعلن الجيش الاميركي العثور على مئة مخبأ للسلاح في مدينة الصدر منذ 20 أيار مايو الماضي.