يختتم المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، المنعقد في مكةالمكرمة أعماله اليوم يتوقع أن يُطلق عليه"بيان مكةالمكرمة"يتضمن توصيات بإقامة هيئة عالمية للحوار، وتخصيص جائزة عالمية للحوار، تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الرئيس السابق لجامعة الأزهر عضو لجنة صياغة البيان الختامي الدكتور أحمد عمر هاشم ل"الحياة""إن البيان سيتضمن 22 توصية اتفق عليها المؤتمرون خلال جلسات المؤتمر". وأشار هاشم إلى أن التوصيات وضعت لتأصيل الحوار وضوابطه وآليته، إضافة إلى طرح السؤال المهم: مع من نتحاور؟ ولفت إلى أن التوصيات اهتمت بتلك القضايا. ونفى وجود خلافات داخل المؤتمر، وقال:"المدعوون إلى المؤتمر هم من علماء ومفكري ومثقفي الأمة، كما أنهم من المؤمنين بأهمية الحوار، وبأنه أضحى لغة العصر". وفيما واصل المؤتمر أشغاله أمس، ببحث منهج الحوار وضوابطه، تواصلت وسط المشاركين أصداء الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مستهل المؤتمر أول من أمس. إذ شدد عدد منهم على الدور الريادي الذي تقوم به السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها على توحيد شمل الأمة، وإشاعة روح التآخي بين شعوب المعمورة. ولفتوا خصوصاً إلى النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة الحوار مع الآخر، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحقيق التعايش والتعارف بين الشعوب والأمم، ما يعمل على إزالة التوتر في ما بينها. وكانت الجلسة الثانية للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار عقدت بعنوان:"منهج الحوار وضوابطه"برئاسة الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية محمد علي تسخيري، قُدمت فيها بحوث المشاركين وهي"آليات الحوار"لقاضي القضاة في الأردن الدكتور أحمد محمد هليل، و"آداب الحوار وضوابطه"بتقديم الأستاذ في كلية الآداب في جامعة الملك سعود الدكتور ماجد بن محمد الماجد، إضافة إلى"إشكاليات الحوار ومحظوراته"للباحث في إدارة الدراسات والأبحاث في رابطة العالم الإسلامي الدكتور منقذ بن محمود السقار. وقال رئيس الجلسة محمد علي تسخيري إن علينا أن نكشف عن جوانب الحوار المنطقي السليم في القرآن الكريم، من خلال مقدمات الحوار وآلياته وضوابطه وآدابه، والعقبات التي تعترض سلامة الحوار. وتحدث الدكتور أحمد هليل عن قضايا الوعي والعلم والفهم للآخر، وما لديه من عقيدة، ما يحتم على المسلمين احترام العقل والعلم، وعلى ضرورة الإنصات وحسن الاستماع والحيادية في الحوار والنقاش، والعدل والإنصاف للطرف الآخر. وأضاف:"ان القرآن حض على المسالمة في المعاملة مع غير المسلمين، إذ قال تعالى:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وتطرق الدكتور ماجد الماجد في ورقته عن"آداب الحوار وضوابطه"إلى مسألة العقل والثقافة التي من الممكن أن تزود المحاور بحجج وبراهين تخدم رسالته التي يهتم بإيصالها للآخر. وزخرت نهاية الجلسة بعدد كبير من التعليقات والمداخلات من حضور المؤتمر، إذ رأى الدكتور عبدالله الأشعل أن استعداد المسلمين للحوار هو بمثابة اعلان للعالم بأن المسلمين يسعون إلى تسوية مشكلاتهم مع الغرب بطرق سلمية. وكان مفتي القدس عكرمة صبري طرح رؤية إشكالية، إذ أكد أن الحوار مع الآخر لا بد من أن يكون بعيداً عن الأمور العقدية لأنه لا طائل من مناقشتها معهم، ولا مانع في أن يكون الحوار في القضايا الأخلاقية والإنسانية لأننا وإياهم نشترك فيها. كما عقب رئيس جامعة الأزهر محمد سيد طنطاوي على مداخلة عكرمة صبري، بقوله:"الخلاف في العقائد لا يمنع من الحوار والتعاون، وتبادل المنافع ما دام كل ذلك لا يخالف حكماً من أحكام الإسلام". وطالب عبدالله بن منيع بحوار لإصلاح البيت الإسلامي لترميمه ولم شمله، حتى يكون المسلمون على قوة في الداخل، وموقف قوة في الحوار مع الآخر، وألا يشتمل حوارنا على اعتراف بغير ديننا. ونادى المنيع بأن يكون للمؤتمر أمانة دائمة تتابع توصياته وقراراته، ليتبعه كثير من الحوارات.