يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله اليوم الاربعاء فعاليات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي ويشارك فيه اكثر من 500شخصية اسلامية. وقد اعدت رابطة العالم الاسلامي برنامجا متكاملا لفعاليات المؤتمر وجلساته التي تستمر لمدة ثلاثة ايام. واكد معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ان المؤتمر يهدف الى التأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم وتركز محاوره على تحديد مفهوم الحوار وبيان أهدافه وأسسه ومنطلقاته وسيضع المشاركون في المؤتمر منهاج الحوار وضوابطه مع تحديد آلياته وآدابه مفيدا ان رابطة العالم الاسلامي تولي المؤتمر اهتماما كبيرا حيث كونت لجنة تحضيرية خاصة ببرنامجه عقدت عددا من الاجتماعات وأعدت أوراق عمل لتحديد مهامه وأهدافه وفق هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقال معاليه: "من أهم ما تسعى إليه الرابطة تحديد سبل مخاطبة الوجدان الإنساني لحث المخلوقين من الناس للعودة إلى الخالق سبحانه وتعالى وعبادته وحده وفق ما شرعه حيث سيسهم ذلك في إعادة المجتمعات الإنسانية إلى الأسس التي نزلت بها رسالات الله سبحانه وتعالى جميعاً وختمت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للعالمين وهذا يحقق مصلحة للمسلمين ولغيرهم من شعوب العالم". واكد الدكتور التركي أن ما تسعى إليه الرابطة في مجال الحوار مع أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية يتوافق مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - الذي دعا العالم إلى الحوار والعودة إلى الله سبحانه وتعالى لترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية والاهتمام بشؤون الإنسان والأسرة التي هي أساس المجتمع بما يحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق ويعزز التعاون والتعايش بين الشعوب. وبين امين عام رابطة العالم الاسلامي ان من أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنة النبوية وإبراز ضوابطه وآدابه واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية ودراسة الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة ودراسة تجارب الحوار السابقة ، والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها. كما انه يهدف الى وضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منهاوالتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار ووضع آلية يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والظهور أمام الآخرين بموقف النِّد و دراسة وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه وتقديمه أنموذجا قادرا على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها وتقويم جدية الجهات المحاورة ودراسة سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتها وتعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين، مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية. كما إن القضايا التي سيناقشها المؤتمر وكذلك أهدافه ومقاصده، تؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وتأكيده على أهمية الحوار ودعوته إليه للتفاهم من خلال القواسم المشتركة مع المجتمعات الأخرى وتأسيس العلاقات النموذجية في العالم على أساس الاحترام المتبادل خاصة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالصراعات والأزمات. وافاد الدكتور التركي ان المؤتمر سيعقد 7جلسات حيث ستناقش الجلسة الأولى المحور الأول للمؤتمر )التأصيل الإسلامي للحوار) وسيرأس الجلسة معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى وسيتحدث في الجلسة المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني حيث يقدم بحثا عن "الحوار في القرآن والسنة وأهدافه "كما يتحدث مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد محمود السحمراني عن الحوار في القرآن والسنة الأسس والمنطلقات ويتحدث رئيس الجامعة الخالصية -العراق الدكتور جواد محمد مهدي الخالصي عن تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ". أما الجلسة الثانية فخصصت لمناقشة محددات الحوار ومصطلحاته الشرعية ويرأس الجلسة معالي الدكتور نور محمد بدايت وحيد رئيس البرلمان في اندونسيا ويتحدث فيها الدكتور عصام احمد البشير الامين العام للمركز العالمي للوسطية في الكويت والدكتور سليمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الاسلام اليوم اما الجلسة الثالثة فخصصت للمحور الثاني "منهج الحوار وضوابطه ويراس الجلسة فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية والدكتور احمد محمد هليل قاضي القضاه وامام الحضرة الهاشمية عن اليات الحوار كما يتحدث الدكتور ماجد بن محمد الماجد الاستاذ في كلية الاداب بجامعة الملك سعود عن ادب الحوار وضوابطه ويتحدث الدكتور منقفذ بن محمود السقار الباحث في ادارة الدراسات والابحاث في الرابطة عن اشكاليات الحوار ومحظوراته فيما تناقش الجلسة الرابعة المحور الثالث للحوار "مع من نتحاور" ويراس الجلسة الدكتور عز الدين ابراهيم مستشار رئيس دولة الامارات العربية المتحدة لشؤون الثقافة ويتحدث فيها الدكتور عبد الله بن عمر نصيف الامين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة عن التنسيق بين المؤسسات الاسلامية المعنية بالحوار كما يتحدث الاستاذ محمد السماك الامين العام للقمة الاسلامية الروحية لبنان عن الحوار مع اتباع الرسالات الالهية ويتحدث الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجلس الفقه الاسلامي بالهند عن الحوار مع اتباع الفلسفات الوضعية كما يتحدث الشيخ فوزي فاضل الزفزاف وكيل الازهر رئيس لجنة حوار الاديان سابقا من مصر عن مستقبل الحوار في ظل الاساءات المتكررة الى الاسلام اما الجلسة الخامسة فخصصت لمناقشة موضوع تطوير الحوار وآفاقه برئاسة فضيلة الدكتور حسين حامد حسان المراقب الشرعي في بنك دبي الاسلامي ويتحدث فيها الدكتور رضوان نايف السيد احمد رئيس المعهد العالمي للدراسات الاسلامية لبنان والدكتور احمد الهادي جاب الله مدير المعهد الاوروبي للعلوم الانسانية في فرنسا وخصصت الجلسة السادسة لمناقشة المحور الرابع للحوار"مجالات الحوار" ويراسها فخامة المشير عبدالرحمن بن محمد سوار الذهب رئيس مجلس امناء منظمة الدعوة الاسلامية ويتحدث فيها الدكتور عبد الرحمن بن عمر الماحي رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد عن اسس الحوار ومباديء الانسانية المشتركة والدكتور محمود احمد غازي الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية بقطر عن صراع الحضارات والسلم العالمي والدكتور مصطفى محمد الزباخ مدير الامانة العامة لاتحاد جامعات العالم الاسلامي عن المرجعية القيمية للحماية من الاخطار البيئية والدكتور علي بن شاكر اوزاك رئيس وقف الدراسات والعلوم الانسانية في تركيا عن الاسرة والاخلاق في المشترك الانساني. فيما خصصت الجلسة السابعة والختامية الى تلاوة البيان الختامي للمؤتمر.