يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غدا المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يعقد في قصر الصفاء في مكةالمكرمة. وأعلنت الأمانة العامة ل"رابطة العالم الإسلامي"عن برنامج ومحاور وبحوث المؤتمر التي تعتمد على ما ورد في القرآن والسنة في مجال الحوار والخطاب الموجه إلى غير المسلمين والعلاقات بين أهل الإسلام وغيرهم من الأمم. ويهدف المؤتمر الى جمع كلمة المسلمين وتوحيدها لمحاورة الأديان السماوية الأخرى، ويركز برنامجه على التأصيل الإسلامي للحوار ووضع خطط مستقبلية موضوعية، إذ إن النهج الإسلامي هو النهج الذي تلتزم به الرابطة في جميع نشاطاتها. ويشكل الحوار مع أتباع الاديان والحضارات والثقافات العالمية نافذة واسعة يمكن أن يتحقق من خلالها التعريف بالإسلام وبالمبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته للبشرية كافة، وفي مقدمها مبادئ السلام والأمن والتعايش والتعاون بين الشعوب والأمم بما يصلح حال الإنسانية ويصحح الصور المغلوطة عن الإسلام من خلال الاستماع إلى الآخر والوقوف على تصوراته حول الإسلام ومبادئه ومن ثم مناقشته وتعريفه بصورته الصحيحة. وأكد الأمين العام للرابطة عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الدكتور عبدالله التركي، أن مؤتمر حوار الأديان لن يناقش قضايا الأديان والعقائد أو السياسات العالمية، وإنما سيركز على مناقشة المشترك الإنساني، كما دعا إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين، مثل مواضيع الفقر والظلم والعدل والإرهاب والأسرة، إضافة إلى المآسي والأمراض والمشكلات التي تعاني منها بعض شعوب العالم، ولدى الإسلام رؤية واضحة لمعالجتها. وأوضح التركي خلال مؤتمر صحافي أمس أنه لا بد من التركيز الإعلامي على ما يسدد مسيرة هذا المؤتمر، ويوضح أهدافه العالمية، موضحاً أن الحوار سيشمل المنهج والأهداف والمهمات الإسلامية المحضة المتعلقة بحوار المسلمين مع غيرهم، وسيؤصل مفاهيمه وبرامجه ويحدد آلياته ووسائله، استناداً إلى كتاب الله الكريم وسنة النبي محمد ص. ورأى أن الترويج للحوار بين الناس ونقل أهدافه ومفاهيمه إلى المجتمعات الإنسانية من المهمات الإعلامية الضرورية لمواجهة دعوات الصراع والصدام بين الثقافات والحضارات الإنسانية. وشدد التركي على أن مناقشة المؤتمر للقضايا الإنسانية المشتركة تعني أن الحوار في المستقبل سيشمل جميع فئات الناس، ومختلف الشعوب، ومنهم أتباع الثقافات الشرقية لما لهم من مشترك في الاهتمام مع المسلمين، كما أنهم قوة بشرية كبيرة في العالم، وبهذا فإن المؤتمر سيدرس الحوار مع كل فئات البشر، ولا يمكن استثناء فئة من الناس، وسيكون ذلك مدخلاً لتعريف العالم بحقيقة الإسلام ورسالته المنفتحة على جميع الناس، سواء أكانوا من الشرق أم الغرب، وإذا كانت المشكلة القائمة حالياً هي مع الغرب، فلا يعني هذا إغفال الشرق من الحوار، لأن لشعوبه ودوله تأثيراً في العالم في هذا العصر. وفي ما يتعلق بإساءة الإعلام الغربي للإسلام، وشن الحملات المغرضة عليه وعلى المسلمين، أوضح الأمين العام للرابطة أن هذا من أهم أسباب اهتمام الرابطة بالحوار مع الآخرين، لبحث القضايا المثارة لديهم، ومواجهة الإساءات التي توجه للإسلام والمسلمين، وينبغي لذلك أن يتولى الإعلام مهمته على أفضل وجه في الإسهام بمعالجة هذا التحدي الذي يهدف إلى تشويه صورة الإسلام. وعن شمول الحوار الذي تتطلع إليه الرابطة للغربيين الذين أساء بعضهم للإسلام قال:"ليس كل الغربيين ينظرون هذه النظرة التشاؤمية إلى المسلمين، وللرابطة جولات في الحوار مع معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، ووجدنا أن كثيراً من القيادات السياسية والثقافية والدينية والإعلامية، يتفهمون الإشكالات التي يتعرض لها المسلمون، ومع ذلك فنحن مطالبون بمحاورة الجميع بمن فيهم الذين يسيئون إلينا". والمح الدكتور التركي إلى أن من أهم أهداف الحوار العناية بالجاليات والأقليات المسلمة في الغرب، فهي جزء من الأمة الإسلامية ولها مشكلاتها، ولا بد من أن تبذل الجهود في عونها على المحافظة على هويتها الدينية مع اندماجها في المجتمعات التي تعيش فيها، وأن تكون أداة فاعلة في مجالات الحوار.