رفع معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي عن بالغ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتفضله برعاية وافتتاح المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الأسبانية مدريد. وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن المملكة العربية السعودية حققت إنجازات كبرى في مجالات الحوار على المستويات المختلفة، ومن ذلك الحوار الوطني، والحوار الإسلامي الإسلامي، والحوار الثنائي مع بلدان العالم، وهي تنطلق بقيادة خادم الحرمين الشريفين أيده الله في مد جسور الحوار بين الشعوب على اختلاف أعراقها وثقافاتها وتعدد حضاراتها واتجاهاتها في أنحاء العالم. وأبان معاليه أن المؤسسات الدولية المهتمة بالحوار وحقوق الإنسان والتعاون الدولي رحبت بالمؤتمر العالمي للحوار، كما عبرت المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية ومنتديات الحوار العالمية عن سرورها وإشادتها باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار، ورعايته الكريمة للمؤتمر، وافتتاحه من قبله شخصياً. وأكد معالي الدكتور التركي أن افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمؤتمر سيسهم إسهاماً كبيراً في نجاحه، وتحقيقه للأهداف الإسلامية والإنسانية التي سيقام من أجلها، معرباً معاليه عن الأمل في أن يكون صوت المؤتمر عالياً، وأن يتأمل مؤيدو الصراع والصدام بين الثقافات والحضارات الإنسانية، أهمية الحوار والتفاهم والتعايش بين الناس على اختلاف أديانهم وثقافاتهم وأجناسهم. وقال معاليه إن المملكة العربية السعودية التي فيها قبلة المسلمين، وانطلقت من أراضيها رسالة الإسلام العالمية، تؤكد للعالم أجمع انفتاحها وتعاونها مع الأسرة البشرية، انطلاقاً من الإسلام الذي تسير على نهجه. وشدد على أن موضوعات المؤتمر لن تتطرق للقضايا العقدية، وإنما ستركز على الحوار في قضايا الإنسان، والأمور المشتركة بين الشعوب لاسيما ما يتعلق منها بالتحديات والمشكلات التي تعاني منها الإنسانية. وأوضح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الانطلاق من مفهوم عالمية الإسلام في الحوار مع الآخرين، يأتي متزامناً مع ما يشهده العالم من أزمات حيث يتطلع العقلاء إلى الحيلولة دون وقوع صدامات بين الشعوب المختلفة لافتا النظر إلى أن هناك من يروج للصدام بين المجتمعات وهناك من يستهدف الإسلام كما لا يزال بعض من الباحثين في الغرب يتعاملون مع حضارة الإسلام على أنها ستصطدم لا محالة بالحضارة الغربية، وذلك لإثارة الفزع والخوف والتوتر والكراهية بين المجتمعات الإنسانية. وبين معاليه أن قواعد الحوار الحضاري القائمة على مفهوم عالمية الإسلام توجب على المسلمين القيام بمهمة التعريف بالإسلام على أنه الدين الإلهي الخاتم الذي جاء مصدقاً لجميع الأنبياء والرسل ، كما أنهم مطالبون بتفنيد ما يتعرض له الإسلام من التحريف والإدعاءات ووصفه بالعنف والتطرف. وأكد معاليه أن ترحيب المسلمين بالحوار بين الحضارات يفتح لهم باب التأكيد على تعميم القيم المشتركة بين أبناء البشرية، مع تحديد نقاط واضحة للحوار لنبذ سياسة الاستعلاء الحضاري أو العنصري، مقابل التعريف بمبادئ الإسلام، وعرض أحكامه في القضايا المثارة، ومن هنا يصبح النقاش والحوار بين الحضارات وسيلة لنشر قيم الإسلام لمواجهة الظلم وقهر المادة للإنسان في هذا العصر. وأوضح معالي الدكتور التركي أن المؤتمر سيبحث في برامج التعاون بشأن إنقاذ المجتمعات الإنسانية من الفتن والحروب والظلم، ومن موجات الفساد والتحلل وتفكك الأسرة، بالإضافة إلى معالجة الأخطار التي تهدد البيئة، ومواجهة ما تتعرض له الأرض من فساد وإفساد. وأبان أن الرابطة ستعمل على بيان موقف الإسلام والمسلمين، وموقف المملكة العربية السعودية من آفة الإرهاب، وأنه لا يجوز ربطها بدين أو بلد معين أو شعب أو ثقافة معينة، فهي آفة عالمية، وقال إن الرابطة ستعمل على تعريف الآخرين بالسبل الإسلامية لمواجهة هذه الآفة، مثنياً في الوقت نفسه على الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية وقادتها في مكافحة الإرهاب.