أفادت صحيفة "هيرالد" الناطقة باسم النظام في زيمبابوي أمس، بأن نسبة مشاركة كثيفة واكبت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت اول من امس والتي خاضها مرشح وحيد هو الرئيس الحالي روبرت موغابي والذي سيقسم اليمين الدستورية اليوم،"ما يوجه صفعة الى زعماء العالم"، في وقت فشل مجلس الامن في الاتفاق على اعلان عدم شرعية نتيجة الانتخابات. ولم تعلن الصحيفة أي رقم محدد عن نسبة المشاركة، علماً ان 5.9 مليون ناخب دعوا للتصويت، لكنها تحدثت عن وقوف"مئات من الناخبين أمام مكاتب الاقتراع قبل ساعتين من فتحها"، وهو ما نفته وسائل اعلام اجنبية، اذ اشارت الى أن ميليشيات تابعة للحكومة أرغمت الناس على التصويت لمصلحة موغابي،"لكن من دون ان تضمن المشاركة الواسعة في الاقتراع بخلاف الجولة الاولى التي أجريت في 29 آذار مارس الماضي". ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الشرطة واين بفودزيجينا تأكيده عدم تلقي اي تقرير سلبي، وأن الوضع ظل هادئاً. وفيما اكتفى مجلس الامن بإبداء أسفه لقرار زيمبابوي المضي قدماً في جولة الإعادة،"نظراً الى عدم توافر شروط إجراء انتخابات حرة ونزيهة"، دانت المعارضة في زيمبابوي القرار. واتهم الناطق باسم حركة"التغيير الديموقراطي"نيلسون شاميسا الرئيس الجنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي كلفه نظراؤه من افريقيا الجنوبية تنفيذ مهمة وساطة زيمبابوي بالتخلي عن شعبها،"اذ تصرف وكأنه يحمي دولة مارقة"، علماً ان جنوب افريقيا أيدت الى جانب 14 دولة اعضاء أخرى إصدار بيان اقل صرامة ضد زيمبابوي وعدم مناقشة المجلس أزمتها. ووصف شاميسا الرئيس الجنوب افريقي بأنه"شريك في نهب الديموقراطية"، وأضاف:"قد يعتقد البعض بأن مبيكي منخرط في حزب الاتحاد الوطني الافريقي الجبهة القومية زانو الحاكم في زيمبابوي حين نرى الطريقة التي يدافع بها عنه"، معتبراً ان توخي المجتمع الدولي الحذر"يتسبب في شكل غير مباشر في تكثيف القمع في زيمبابوي". وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في سيول بأن الولاياتالمتحدة تعمل مع دول أخرى أعضاء في الاممالمتحدة على صوغ قرار ستطرحه الاسبوع المقبل يبعث"برسالة ردع قوية"الى حكومة موغابي. وقالت:"سنرى رد فعل روسيا والصين على فرض عقوبات مناسبة على زيمبابوي حين نجتمع في مجلس الامن. لكن يصعب تخيل ان يرفض احد التحرك في هذا الشأن، في ظل ما نراه على الارض في زيمبابوي". ويرى ديبلوماسيون في الاممالمتحدة ان المقاومة التي تبديها جنوب افريقيا والصين وروسيا تستبعد اتخاذ مجلس الامن اجراءات ضد زيمبابوي،"ما يحصر العقوبات في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وحكومات غربية". في غضون ذلك، أعلن زعيم المعارضة مورغن تسفانجيراي الذي انسحب من الجولة الثانية"خشية تعريض الشعب لخطر قمع السلطات"، ان إجراء مفاوضات مع نظام موغابي"ما زال ممكناً". وعشية عقد قمة الاتحاد الافريقي في مدينة شرم الشيخ المصرية، أكد جان بينغ رئيس المفوضية الافريقية خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء انه لا يمكن ايجاد حل فوري لمشكلة زيمبابوي. وقال:"انني مقتنع بأن مشكلة زيمبابوي ستحل في شكل حاسم، لكن يجب ان نمنح الوقت الكافي لإيجاد حل مع رؤساء دولنا"، مشيراً الى احتمال حصول تقاسم للسلطة. وقال كبير الأساقفة الجنوب افريقي ديزموند توتو، الحائز جائزة نوبل للسلام، ان الدول الافريقية يجب ان تعلن عدم شرعية حكم موغابي وتفرض حصاراً على زيمبابوي بما في ذلك حظر على الطيران. وأضاف للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني:"يجب ان تلتزم الحكومة في زيمبابوي حماية مواطنيها. واذا لم توفر ذلك، فإن المجتمع الدولي يعرف الآن أن لديه أداة للتدخل لضمان عدم زيادة تدهور الوضع". ورفض الاتحاد الافريقي حتى الآن ادانة موغابي، مفضلاً دعم الوساطة التي نفذها الرئيس الجنوب افريقي مبيكي المكلف من المجموعة الاقتصادية لتنمية افريقيا الجنوبية. وفي لندن، ندد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بنتائج الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي، مؤكداً ان العالم"متحد لرفض نظام غير شرعي". وصرح براون في بيان:"فشل القادة في زيمبابوي وبلغوا ادنى مستوى عبر محاولة إجراء انتخابات اول من امس، كما قال الرئيس الجنوب افريقي السابق نلسون مانديلا". وأضاف:"سنعمل مع شركائنا الدوليين على إيجاد وسيلة نغلق فيها هذا الفصل الشنيع الذي اودى بحياة اشخاص كثيرين". وأمل براون بأن"تكون القمة المقبلة للاتحاد الافريقي فرصة تعيد فيها المنطقة الامل الى شعب زيمبابوي"، وقال:"ستنتصر الديموقراطية. ستنتصر في النهاية".