سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذر من الاستغلال السياسي لأحداث طرابلس داعياً الدولة الى معالجة الأوضاع الاجتماعية في مناطق الاشتباكات . كرامي لپ"الحياة": حلحلة حكومية قريبة والتأخير والسجالات استهلكت من رصيد سليمان
توقع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي أن يشهد تشكيل الحكومة الجديدة "حلحلة في اليومين المقبلين"، معتبراً أن ما حصل من تأخر في تشكيلها"استهلك كثيراً من رصيد"رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وطالب الدولة بأن"تأتي لمعالجة الوضع الاجتماعي في منطقة باب التبانة وبعل محسن لوضع حد للأحداث المتكررة، عبر دفع تعويضات للناس وإقامة مشاريع وتوفير فرص عمل". وقال كرامي في حديث إلى"الحياة"في منزله في طرابلس شمال لبنان أمس:"الوضع الآن هادئ والجيش ضبط الوضع. لا شك في أن كل القوى السياسية والمدنية على الأرض وأهل المنطقة لا يريدون مشكلة، لكن يبقى بعض الناس لغايات مختلفة لا علاقة لها بالسياسة ولا بأي شيء، مثلاً هناك أناس يريدون استغلال الوضع للسرقة وآخرون يحبون المظهر وإظهار أنهم"قباضايات"فيطلعون فقط لإثبات قوتهم ويحدثون مشكلة. طبعاً من البداية قلنا إن الذي يمسك لبنان والدولة ككل هو الجيش والقوى الأمنية الأخرى. منذ بدأت الفتنة ونحن نناشد الجيش النزول الى الشارع والجميع رفع الغطاء، ليستعمل الجيش كل الأساليب لضبط الأمر. إلى ظهر أول من امس لم يكن لدى الجيش العديد الكافي، وحصل اتصال بين الرئيس فؤاد السنيورة وقائد الجيش بالوكالة اللواء الركن شوقي المصري وأرسل القوة اللازمة من الجيش ونزل بقوة وأزال الدشم والمتاريس وأنذر بأنه لن يتساهل مع أي مسلح. وعندما رأوا الجدية هدأت الأمور". وعن الطابور الخامس قال كرامي:"بحسب معلوماتي ورأيي أن الطابور الخامس هم هؤلاء الذين لا ينتمون إلى دولة ولا إلى حزب ولا إلى أحد، بل تحركهم غرائزهم. وهؤلاء من الطرفين. نتحدث مع رفعت عيد مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي فتشعر أنه رجل متجاوب وصادق. لكن هناك أناساً يقومون بتلك الحركات وهؤلاء نسميهم الطابور الخامس وقد تبدو الكلمة أكبر من الموضوع". وعن دعوته إلى عدم الاستغلال السياسي قال:"منطقة التبانة شعبية وكبيرة وتشكل ثقلاً انتخابياً، وأهل التبانة ليسوا جميعاً من لون سياسي واحد، بل فيهم معارضة وموالاة وسلفيون وإلخ.. لكن حين تقع مشكلة من هذا النوع يتوحدون. وإذا سئل أحد من جماعة معينة عن سبب إطلاقه النار فيجيب: أنا أدافع عن منزلي. ومن يريد أن يكسب انتخابياً وسياسياً سيمشي مع هذه الموجة. لذا قلنا نحن نتطلع إلى مصلحة البلد واستقراره وأمنه وأمن الناس خصوصاً أن المؤامرات من فوقنا وتحتنا، وطبعاً الانتخابات قريبة ولا يجوز استغلال المشاعر لكسب انتخابي". صيغة الحل وعن الصيغة التي يقترحها للحل قال كرامي:"يقول المثل: القلة تولد النقار. هذا وضع التبانة وجبل محسن ومحيطهما. كلها منطقة فقيرة ومنذ أكثر من 30 سنة تخللتها حرب ضروس بينهما والخراب لا يزال على حاله، ولم ينظر أحد إلى وضعهما. الحرمان والفقر منتشران في شكل فظيع. المهجرون، إلى الآن هناك أناس منهم لم يتقاضوا تعويضاتهم. حين جئت إلى الحكم قبض كل الذين كانت معاملاتهم كاملة، أما من لم تكن معاملتهم منجزة فلم يقبضوا بعد. يضاف إلى ذلك أن منطقة طرابلس والشمال عموماً هي منطقة محرومة ولم تعطها الدولة أي انتباه وقلب الفقر في تلك المنطقة. ماذا يفعل الشبان الذين لا يجدون عملاً وليس لديهم أمل بأي شيء؟ وكيف يصرفون طاقاتهم ووقتهم؟ كل هذه الأمور تحتاج إلى الدولة والمؤسسات العالمية التي تأتي وتحاول مساعدة اللبنانيين وتقدم مساعدات في عدد من المناطق بمشاريع متواضعة حرفية وتأهيلية. مثلاً جاءت الصين عبر بعض اللبنانيين للإفادة من معرض طرابلس الدولي وهو تحفة بمساحاته وقربه من المرفأ ومطار القليعات فلم يتابع أحد الأمر. لا بد من مشاريع من هذا النوع توجد فرص عمل وتشغل الناس بعملها والإنتاج ولا تبقى كما نقول: القلة تولد النقار. الاقتتال الذي حصل قبل 30 سنة ذهب فيه ضحايا وشهداء كثيرون ولم يعالج الوضع في الشكل الذي يبلسم الجراح، وفي أي فرصة تتاح تندلع أحداث ومن دون سبب تتحول إلى سني - علوي. يأتي واحد من الذين يريدون أن يثبتوا أنهم"قبضايات"أو يريد أن يهيئ فرصة لأي عمل خارج القانون فتندلع... وعندما تنتهي ينزل أهل الجبل إلى التبانة وأهل التبانة طلعوا إلى الجبل وكأن لم يحصل شيء. تتوتر في أي مكان يعود كل واحد إلى متاريسه. لا يمكن أن يستمر الأمر لأنه يؤثر في البلد ومعيشة الناس كلها. لذلك لا يكفي أن نوقع ميثاق شرف وتبويس لحى بل أن تأتي الدولة كلها ويدها طائلة. أنا أعرف أن خزانة الدولة فارغة، لكن هناك كثيراً من المؤسسات العالمية والأمم المتحدة والدول الكبيرة ودول الخليج فليأتوا إلى هذه المناطق مثلما جاؤوا لنجدة الجنوب. الأمر يتحاج إلى فرص عمل لننتهي من هذه الفرصة". وأوضح كرامي أنه اتصل بكل انصاره في تلك المناطق والتزموا تماماً و"قد يكون حصل بعض الشواذ، لذا قلنا إن كان حصل شواذ فنحن رفعنا الغطاء". وعن دعوته الجيش الى تولي الأمر خصوصاً أن هناك من يقول إن هيبة الجيش ضربت بعدما حصل في بيروت قال:"لا شك في أن الوضع دقيق بالنسبة إلى الجيش لأنه في النتيجة من نسيج الشعب. لا يمكن أحداً أن ينكر أن هناك انقساماً كبيراً وان هناك حساسية طائفية مذهبية تغذى يومياً بحملات إعلامية مركزة ومنظمة وممولة. هذا الجيش عندما يزج في صراع من هذا النوع، في ظل هذه الأجواء، لا يمكن أن تحمله أكثر مما يحتمل. قيادة الجيش تصرفت خلال المرحلة السابقة وأحداث بيروت، بحكمة لأنه لو دخل وقاتل وضرب لربما تسبب ذلك بفرطه. الوضع في التبانة وجبل محسن يختلف عن غيره لأن الأكثرية الساحقة من أهالي الجبل والتبانة تريد فعلاً أن يضبط الجيش الوضع، والناس والرأي العام معه. بالأمس عندما تراخى الجيش بعض الشيء تشجع الذين يريدون الفوضى وعندما أرسل العديد الكافي تصرف بقوة وبحكمة لم يضطر إلى إطلاق النار ولا الى قتل أحد فأزال السواتر والدشم وأنذر بأن كل مسلح سنطلق النار عليه والذين حرقوا بيوتاً وسرقوا لديهم أسماؤهم وهم يوقفونهم. حصلت بعض التوقيفات لكن لديهم كل الأسماء وأياً كانوا سيوقفونهم". وعن ربط نواب من طرابلس بين اندلاع الاشتباكات وتصريح رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون عن توزيع أسلحة في الشمال، قال كرامي:"المؤسف أن هناك خطاباً سياسياً متدنياً لا يستند إلى الصدقية. أي كلام يطلع به سياسيو آخر زمان يقلب الأبيض أسود والأسود أبيض بحسب حاجته السياسية. لا أريد الدفاع عن أحد. كلام العماد عون صحيح. وفي طرابلس يعرفون أن هناك سلاحاً يوزع وأناساً يتصلون بتجار السلاح علناً لشرائه. هذه المعلومات موجودة لدينا ووردت إلى الجنرال عون فأعلنها. لكن ربط ذلك بالأحداث سخف". اتفاق الدوحة ورأى كرامي أن"اتفاق الدوحة لا يزال إلى الآن هدنة. الاتفاق مؤلف من 3 نقاط أساسية متماسكة ونهايتها تؤدي إلى الاستقرار. انتخاب الرئيس تم. حكومة وفاقية وطنية متى شكلت وبحسب الأجواء في اليومين المقبلين يمشي الحال خصوصاً أن ما يسرب عن المسؤولين يفيد أن هناك أطروحات جديدة تحلحل الأمور. لكن قبل تشكيل الحكومة نحن في هدنة وإذا شكلت ستكون مهمتها قانون الانتخابات وإجراءها، وهذه المرحلة النهائية التي ستشكل نوعاً من الاستفتاء الذي سيحسم أمر الأكثرية والأقلية، وإن كان لدي تحفظ عن هذا الأمر وهو أن الانتخابات ستكون استفتاء، لكن الاستفتاء يحصل عندما يكون للمواطن حرية الاختيار ويعبر عن رأيه فعلاً والنائب الذي سيقترع له يمثله ويمثل قناعاته بالفعل. هل هذا سيحصل في انتخابات 2009 بالطبع لا لسببين: الأول هو أن قانون الانتخابات من الآن معروف 60 في المئة من النواب من هم. أليس هذا نوعاً من التعيين؟ ما حصل في الدوحة اعطني هنا وخذ هناك. وثانياً من لا يعرف أن المال السياسي هو الأساس في كل انتخابات. اذا جاءت الانتخابات وظلت الأوضاع على حالها كل واحد يريد أن يثبت أنه الأكثرية، ماذا سينفق فيها؟ يقولون إن هناك دولاً ستضع مئات الملايين من الدولارات. ما هذه الانتخابات التي يسودها بيع وشراء؟ في النتيجة أقول مع مجلس جديد وحكومة جديدة سيحصل نوع من الاستقرار". وإذا لم تشكل الحكومة، وهل اعتذار السنيورة هو الحل؟ أجاب:"دستورياً لا شيء يلزم رئيس الوزراء المكلف بمهلة معينة. كلنا مررنا بهذه المرحلة. أنا بقيت نحو شهر لتشكيل الحكومة ومعي أكثرية في المجلس، لكنني أجريت اتصالات ومحادثات فهمنا اللعبة وتبين بالنتيجة أنه صحيح أن هناك اتفاقاً إيرانياً - سعودياً - سورياً - أميركياً - أوروبياً على الموضوع الذي تم، لكنهم لم يقولوا لي ذلك فعرقلوا لي ببعض الأشخاص الذين نعرف أن موقفهم هو موقف سواهم. منذ الطائف إلى الآن حصلت هذه الأمور لرئيس الوزراء، وما يلزم الرئيس السنيورة ضميره ورؤيته لمصلحة لبنان. اذا هو رأى ضميرياً أن بقاءه مُكلِف لا أحد يستطيع أن يجبره ولا شيء في الدستور يجبره". وهل ترى أنه قادر على تجاوز العقد خصوصاً أن عون يدعو إلى استشارات نيابية جديدة؟ أجاب:"عون يقصد من هذا الكلام الضغط عليه ليعجل. أنا في رأيي تتحلحل، لكن لا نستطيع أن نحدد مدة". وعن قرار قادة المعارضة بعد اجتماعها ودعم مطالب عون حقيبة سيادية إضافة إلى حقيبة مماثلة للمعارضة، قال:"بدعة وزارة سيادية ووزارة غير سيادية معيبة بحق الاستقلال والسيادة وشخصية كل وزير. كل الوزارات في رأيي سيادية. ما هذا المنطق، وزارة سيادية ووزارة غير سيادية؟ هذا معيب. كل الوزارات مهمة حتى بما فيها حقيبة وزارة الدولة لأن في النتيجة المصفاة في مجلس الوزراء الذي تصدر عنه كل القرارات وتناقش فيه كل الأمور وكلما حصل خلاف يخضع للتوصيت. قد تكون هناك وزارات من الناحية الخدماتية حجمها أكبر صحيح، لكن لِمَ نصف هذا سيادياً وهذا غير سيادي. هذه بدعة مخجلة ومعيبة. هذا سلاح يستخدم في هذه المعركة المعروفة معركة كسر عظم ولي أذرع وتحقيق مكاسب وتهيئة للانتخابات". وسئل:"تبادل الفريقان اتهامات بتقويض اتفاق الدوحة، فهل نتجه إلى مرحلة تصبح فيها رئاسة الجمهورية معطلة على رغم انتخاب الرئيس؟"، فأجاب:"ما فعلته الموالاة مع الرئيس اميل لحود أوجد سابقة خطيرة جداً وعرفاً أضعف موقف رئيس الجمهورية. اليوم نعرف جميعاً أن أي رئيس جمهورية ينتخب، خصوصاً إذا كان توافقياً وبإجماع لبناني وإقليمي ودولي، يجب أن يتمتع بقوة مئات آلاف الأحصنة. دخلنا في قصة الحكومة وتأليفها، والسجالات الحاصلة كلها على حساب هيبة الرئاسة وفعاليتها وإمكاناتها. ومن وقت انتخاب الرئيس إلى الآن أرى أنه استهلك كثيراً من معنوياته وإذا استمرت الأوضاع هكذا سيصبح مصيره كمصير الرئيس لحود. هناك أناس كثر ومقالات تدعو الرئيس ميشال سليمان إلى الحسم، لكن كيف؟ عليه أن يحسم ضمن صلاحياته وماذا تخوله؟ لذلك كل هذا الموضوع يستهلك من رصيد الرئيس". وأوضح كرامي أنه قال غير مرة للسنيورة"من متابعتي وتجربي، لا يمكن أن تصل إلى صيغة حكومية تنال إجماعاً لذلك عليك أن تأخذ المنطق والعدل وإرضاء أكثرية الآراء في الساحة وتشكل في ضوئها حكومة وتضع الناس جميعاً أمام الأمر الواقع، لكنه السنيورة يقول إنه لم يصل بعد إلى هذا الأمر". وعن مخاوف البعض من عرقنة لبنان قال كرامي:"لبنان لا يزال في العناية الفائقة، طالما لا توجد حكومة والوضع على هذا النوع والحملات الإعلامية والتجييش الطائفي والمذهبي لا تأتي صدفة، فثمة أحد وراءها وهذا يشغل البال. هي تسبب مزيداً من الانقسام في الشارع اللبناني، الناس كلهم مسلحون وعندما تضع البنزين جنب النار عليك أن تخاف. جميعنا خائفون من العرقنة".