تجددت الاشتباكات الاثنين بين انصار الموالاة والمعارضة في طرابلس شمال لبنان والتي ادت حتى الآن الى سقوط 9قتلى فيما اعلن الجيش انه سيبدأ بعد الظهر "قمع" التجاوزات مهما كان مصدرها في مناطق الاشتباكات. وارتفعت حصيلة المواجهات في طرابلس الى ثمانية قتلى منذ فجر الاحد، بعد ان توفي مصاب متأثراً بجروحه ليلاً، بحسب الاجهزة الامنية اللبنانية. كما اسفرت الاشتباكات التي بدات فجر الاحد بين ناشطين سنة من انصار الاكثرية متمركزين في حي باب التبانة وبين عناصر من العلويين من انصار المعارضة في جبل محسن، عن اصابة اكثر من ثلاثين شخصا بجروح. وبعد هدوء استمر ساعات اثر اتفاق نص على انسحاب المسلحين ونشر الجيش، تجددت الاثنين المعارك في الاحياء الشعبية في المدينة واستخدمت فيها قاذفات الصواريخ والاسلحة الرشاشة. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات عنفت حوالى الساعة 16.00بالتوقيت المحلي ( 13.00ت غ) بين الطرفين، مشيرا الى تعرض باب التبانة لقصف عنيف. من جهته اعلن الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه ان قيادة الجيش "تحذر أياً كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى ولو ادى ذلك الى استخدام القوة" من اجل "التأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه". واضاف البيان "اثر مساعي التهدئة (...) التي اجمعت على دور الجيش في الحفاظ على السلم الاهلي، تعلن قيادة الجيش انها ستباشر بعد ظهر اليوم الاثنين (أمس)تعزيز القوى العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث واتخاذ تدابير امنية مشددة لوضع حد للاشتباكات ووقف التعدي على ارواح المواطنين وممتلكاتهم". واوضح المصدر العسكري ان هذه الخطوة تقررت بعد "اجماع الاطراف" على تكليف الجيش ضبط الامن. واشار مراسل فرانس برس الى ان تعزيزات الجيش وقوى الامن الداخلي بدأت بالوصول الى محيط منطقة باب التبانة. واوضح ان عشر آليات للجيش انضمت الى قوى موجودة اصلا في هذه المنطقة. وتوقفت تعزيزات اخرى للجيش تضم عشرات السيارات والاليات وتعزيزات لقوى الامن على الطريق المؤدية الى باب التبانة بسبب رصاص القنص بانتظار بعض الهدوء. من جانبه صرح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مقابلة مع الصحيفة النمساوية "دير ستاندارد" أمس ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يحتاج إلى مزيد من الوقت. وقال السنيورة الذي يشارك في فيينا في مؤتمر للجهات المانحة لاعادة اعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ان "الباب لم يغلق لكنه ليس مفتوحا ايضا. انه في الوسط". واضاف "لا نخرج كل شيء للاعلام لآنني اؤمن اكثر بدبلوماسية التكتم حتى نتوصل إلى نتيجة (...) وهذا سيستغرق بعض الوقت". ودعا اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه بعد ازمة سياسية استمرت 18شهرا وسمح بانتخاب الرئيس ميشال سليمان، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ثلاثين وزيرا بينهم 16للأغلبية و 11للمعارضة وثلاثة لرئيس الدولة الذي ينبغي ان يعين شخصيات حيادية لهذه المناصب. لكن السنيورة قال "ليس لدينا سوى 22حقيبة والاقلية لا تريد الاعتراف حاليا سوى بتلك الموزعة حسب النسب المحددة في الدوحة اي ثماني حقائب من اصل 22بدلا من 11حقيبة من اصل ثلاثين". ويتعثر تشكيل الحكومة خصوصا بسبب مطالبة العماد ميشال عون الزعيم المسيحي المعارض، الرئيس سليمان بتعيين وزير واحد فقط وليس اثنين لإحدى الوزارات السيادية (الدفاع والداخلية والمالية والخارجية). وقال السنيورة ان "ميشال عون من الاقلية ويعتقد انه يمثل المسيحيين ويريد حقيبة سيادية لأنه كما يقول بنفسه يريد تعويضا لأنه لم يحصل على منصب الرئيس".