أعلن الزعيم القبلي الباكستاني حاجي الامجير ان مقاتلي حركة "طالبان باكستان" طلبوا من خصومهم أن يجمعوا جثث رجالهم من بلدة غاندولا شمال غربي التي تقع على طريق رئيسي يؤدي الى إقليم جنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان والذي استولت عليه الحركة اول من أمس. وقال خازان غل، عضو لجنة السلام التي شكلتها الحكومة في محاولة لإنهاء العنف، انه"جرى استعادة تسع جثث معظمهم من أبناء قبيلة بيتاني الموالية للحكومة". وتحاول الحكومة الباكستانية منذ فترة إجراء محادثات مع زعيم"طالبان باكستان"بيعة الله محسود لإنهاء العنف، على رغم تخوف الولاياتالمتحدة من ان تمنح المفاوضات واتفاقات السلام المتشددين فرصة للتخطيط لهجمات. وكشف بركات الله، أكبر مسؤول سياسي في منطقة غاندولا، ان المنطقة سقطت بالكامل في أيدي"طالبان"، وان القتال انتهى. ويناقش شيوخ القبائل مصير حوالى ثمانية من أعضاء لجنة السلام الذين خطفتهم"طالبان"، لكن بركات الله امتنع عن ذكر الخطوات التي قد تتخذها الشرطة. وأحال متحدث عسكري الاستفسارات الى وزارة الداخلية"باعتبار أنها مسؤولة عن الأمن في المنطقة"، على رغم وجود قاعدة للجيش تضم حوالى أربعة الاف جندي خارج البلدة مباشرة. وتوقع مسؤول أمني تحرك الحكومة لاستعادة السيطرة على البلدة، وقال:"المسألة بين قبيلتين في الأساس. لقد هاجم أبناء قبيلة محسود منطقة قبيلة بيتاني لأنها جزء من مبادرة السلام". وأضاف:"أبناء قبيلة محسود كانوا في وضع مريح قبل دخول الجيش الى المنطقة، ويريدون حالياً اعادة تأكيد سيطرتهم". وهاجم متشددون موقعاً للجيش في وادي سوات بالإقليم الحدودي شمال غربي، حيث وقّع متشددون مع الحكومة الاقليمية اتفاق سلام الشهر الماضي. وقال الكولونيل محمد نديم أنور ان متشدداً قتل وجرح آخر حين ردت قوات الجيش. وكشف ناطق باسم المتشددين ان شخصين لقيا حتفهما. على صعيد آخر، بدأ مسؤولون هنود وباكستانيون كبار في اسلام آباد جولة جديدة من المحادثات حول مكافحة الإرهاب، في إطار محادثات سلام بين الشقيقين العدوين في آسيا الجنوبية. واعتبر هذا اللقاء الثالث الذي تعقده اللجنة التي تشكلت اثر هجوم بالقنابل استهدف قطاراً في بومباي غرب الهند في تموز يوليو 2006، واسفر عن 186 قتيلاً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صديق ان"الطرفين سيناقشان عدداً من إجراءات مكافحة الإرهاب، وسيتبادلان معلومات تسمح لمحققين في قضايا إرهابية بالتقدم في تحقيقاتهم". وتتهم نيودلهي بانتظام السلام آباد بدعم مجموعات من المقاتلين الإسلاميين لينفذوا اعتداءاتهم، خصوصاَ في كشمير الهندية شمال غربي وأنحاء أخرى من البلاد, وهو ما تنفيه السلام آباد بشدة. الى ذلك، اتهم حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الرئيس برويز مشرف بحرمانه من خوض انتخابات تكميلية على مقعد في الجمعية الوطنية. وقال إحسان إقبال الناطق باسم حزب شريف ان"رئيس الوزراء السابق حرم استجابة لطلب مشرف، ما يؤكد اهمية اعادة القضاة الذين عزلهم في العام الماضي والتخلص من رئيس يعتبره منتقدون غير دستوري". واشار الى ان الحزب سيطلق حملة في الشارع ضد الحرمان، لكنه لن يقدم طعناً الى المحكمة والى قضاة يعتبر انهم يذعنون لمشرف. لكن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني قال للبرلمان ان الحكومة ستقدم طعناً، وأضاف"الأمة كلها مستاءة من القرار". وكان متوقعاً ان يعود شريف الذي أطاح مشرف بحكومته في انقلاب نفذه عام 1999 الى البرلمان في انتخابات تكميلية تُجرى الأسبوع الحالي، لكن المحكمة العليا في لاهور منعته من خوض الانتخابات، وهو ما حصل قبل اقتراع شباط فبراير بحجة إدانته بخطف طائرة قائد الجيش الجنرال مشرف عام 1999، ما ادى الى انقلاب عسكري. وقال جيلاني الذي ينتمي الى"حزب الشعب"الحاكم ان الحكومة ستطعن قي قرار حرمان شريف امام المحكمة العليا، وستسعى الى تأجيل الانتخابات في دائرة شريف.