تخوض تركيا كأس أوروبا 2008 وهي مثقلة بإصابات لاعبيها، لتزداد مهمتها صعوبة في محو خيبة عدم تأهلها إلى النسخة الاخيرة في البرتغال ومونديال ألمانيا 2006، بعدما هددت الكبار في المونديال الآسيوي عام 2002، إذ حلت ثالثة خلف البرازيلوألمانيا. وعانى تيريم من 10 اصابات متنوعة الدرجات في تشكيلته المبدئية من 27 لاعباً، ستتقلص الى 23 لاعباً بعد مباراتين وديتين في ألمانيا، حيث يعسكر، ستجمعاه مع الاوروغواي في 25 أيار مايو في بوخوم ومع فنلندا في 29 أيار مايو في دويسبورغ. مركز الحراسة يتوقع ان يذهب الى حارس فنربخشة فولكان ديميريل المصاب في فخذه، ويعاونه المخضرم روشتو 35 عاماً و115 مباراة دولية حارس بشيكتاش الذي يقول عنه تيريم انه"سيلعب دور الاخ الاكبر وجامع الفريق". خط الدفاع الأكثر تضرراً من الإصابات، يضم سيرفيت قلب دفاع غلطة سراي الرشيق الذي اصيب في فخذه في آخر 5 دقائق من مباراة فريقه في الدوري، وغوكان زان الذي يتعافى من اصابة في كتفه، والسريع غوكان غونيل المصاب في قدمه اليمنى، والاخير هو الاقل حظاً في المشاركة ويتوقع ان يحل بدلاً منه صبري لاعب غلطة سراي او المخضرم ايمري اسيك 34 عاماً لاعب انقرة سبور كما اوضح تيريم. عيون الاتراك تتابع بدقة تفاصيل تماثل نجم الوسط حميد التينتوب الى الشفاء، بعد جراحة اجراها في مشط قدمه، بعد الموسم المميز الذي قدمه لاعب الوسط مع ناديه بايرن ميونيخ الألماني. وتأكيداً لعقليته الهجومية، افصح تيريم عن خطة تكتيكية 4-1-3-2 ستعطي دوراً اكبر للاعبي الوسط الاماميين مثل تونكاي لاعب ميدلسبره الانكليزي، ييلديراي لاعب شتوتغارت الألماني وكاظم لاعب فنربخشة. وسيلقى عبء الهجوم على كاهل سميح هداف الدوري مع فنربخشة برصيد 17 هدفاً، ونيهات الذي سجل 17 هدفاً، وأسهم في نجاحات فياريال الاسباني، في ظل الابعاد المفاجئ للعملاق هاكان شوكور 36 عاماً، و51 هدفاً دولياً، في حين سيلعب مهاجم سوشو الفرنسي ميلفوت اردينغ دور"جوكر"الهجوم نظراً لسرعته ونوعية لعبه الأنيقة. وتفتقد تركيا إلى ثبات المستوى، فهي حصدت 13 نقطة في بداية التصفيات بينها الانتصار المدوي على اليونان 4-1 في اثينا، قبل ان تخسر فجأة مع البوسنة وتتعادل خارج ارضها مع مالطا، فانتظرت حتى الجولة الاخيرة كي تفوز على البوسنة 1- صفر، بهدف نيهات قهوجي، وتخطف بطاقة التأهل الثانية من النروج في المجموعة الأوروبية الثالثة. وستتواجه تركيا مع سويسرا مجدداً في مدينة بال، بعد ان أبعدتها الأخيرة عن مونديال 2006 في مواجهة فاصلة، حدثت فيها أعمال شغب كبيرة بين اللاعبين والإداريين، أوقف على إثرها عدد من لاعبي واداريي المنتخب التركي لاعتدائهم على لاعبي سويسرا، لكن تيريم طمأن من اعتبر ان الأتراك قادمون للثأر، عندما قال:"سنأتي إلى سويسرا كي نظهر روح الأتراك الرياضية". من جهة أخرى، كوّن مدرب المنتخب التركي فاتح تيريم اشهر المدربين الأتراك، حالة حب شعبية قائمة مع الجماهير المهووسة بكرة القدم، على رغم طبعه المتفجر وشراسته التي يتقبلها منه الاتراك. هذه المرة دخل الخوف قلوب لاعبيه، بعد ان هددهم بادخال"تعديلات جذرية"على تشكيلته، والا أحد منهم يضمن مركزاً له في رحلة اليورو. ولد تيريم في 4 ايلول سبتمبر 1953 في مدينة اضنة جنوبتركيا، في كنف عائلة فقيرة، واستهل مشواره الكروي كلاعب في فريق اضنة دميرسبور المحلي، إذ لعب بين 1969 و1974، وكان اللاعب الوحيد الذي يتقاضى أجراً سرياً نظراً لفقره، قبل ان يرصده كشافو نادي غلطة سراي الشهير. بقي فاتح 11 عاماً في صفوف الفريق الاسطمبولي، إذ حمل لاحقاً شارة القيادة ومثل المنتخب التركي في 51 مباراة دولية بين 1974 و1985، وحمل أيضاً شارته 31 مرة، على رغم طبعه الحاد أثناء المباريات. يتذكر تيريم حماسته عندما حمل شارة القائد للمرة الأولى مع اضنة قائلاً:"قبل المباراة شجعت زملائي بما انني قائد الفريق، وانطلقت راكضاً إلى داخل الملعب، لكن عندما نظرت خلفي لم أر أحداً منهم! كنت مندفعاً وسريعاً لدرجة انهم لم يتمكنوا من اللحاق بي". تنقل تيريم بين اندية عدة في الدرجة الأولى التركية، حيث تفاوتت نجاحاته الى ان اشرف على المنتخب الوطني عام 1993، فأوصله الى كأس اوروبا 1996 في انكلترا، حيث خسر مبارياته الثلاث في الدور الأول. عاد تيريم الى قلعة غلطة سراي، فقاد الفريق الاحمر والاصفر الى اربع بطولات متتالية في الدوري من 1997 الى 2000، ومرتين الكأس 1999 و2000. عرف تيريم لحظات من المجد عندما قاد غلطة سراي الى لقب اوروبي ثمين عام 2000، عندما تغلب على ارسنال الانكليزي في نهائي كأس الاتحاد، ليهدي اللقب الاوروبي الاول الى فريق تركي. هذا النجاح الهائل اهله بجدارة كي يكتسب لقب"الامبراطور"لقدرته الهائلة على تحفيز لاعبيه، فانتقل الى الدوري الايطالي، ليقود نادي فيورنتينا ثم الى ميلان احد ابرز اندية ايطاليا العالم، لكنه لم يستمر سوى خمسة اشهر مع النادي اللومباردي. لم يتأخر تيريم في ايطاليا نظراً للنتائج العادية التي سجلها، فعاد عام 2002 الى غلطة سراي من دون نجاحات تذكر، إلى أن فتحت له أبواب المنتخب مجدداً عام 2005، فكرر ما فعله في منتصف تسعينات القرن الماضي، وأوصل بلاده الى نهائيات العرس القاري. في كانون الاول ديسمبر 2007 اعترض النائب الكردي في البرلمان سيري ساكيك على راتب تيريم مع المنتخب، الذي بلغ وقتها نحو 100 الف دولار أميركي شهرياً، وهو ما يعادل 130 مرة الحد الادنى للرواتب في تركيا، غير ان وزير الدولة مورات باشيسجوغلو قال ان"راتب تيريم يمكن ان يناقش ولكن ليس في البرلمان، كي لا نؤذي المنتخب الوطني".