أعلن سلام الزوبعي، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق امس، انشقاقه عن كتلة "التوافق" السنية وتشكيل تجمع جديد اطلق عليه حركة"ابناء الرافدين"للمشاركة في الانتخابات المحلية. واكد الزوبعي في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد، ان تياره الجديد يضم شخصيات مستقلة وتكنوقراط من داخل وخارج البرلمان، بالاضافة إلى خمسة وزراء سابقين وحاليين في حكومة المالكي، موضحاً ان حركته ستكون"مفتوحة امام كل التيارات والشخصيات الوطنية بعيدا عن المصالح الخاصة". وعن الأسباب التي دفعته الى الانشقاق عن"التوافق"قال:"ان التوافق كانت تفرض مواقف محددة على الشخصيات المستقلة التي تعمل معها، من دون مراعاة لآراء وتوجهات هذه الشخصيات، وكثيراً ما كانت تحدث خلافات حول بعض القرارات التي نصوت عليها في البرلمان وخارجه"، مشيرا الى ان"كتلة الرافدين"التي اعلن تأسيسها تمثل"طبيعة عمله السياسي المستقبلي بعيداً عن التحزبات الطائفية والعرقية". وكان الزوبعي انسحب من منصبه كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الامنية مع انسحاب كتلة"التوافق"من الحكومة لكن اجراءات عودة الوزراء المنسحبين لم تشمله. وحضراعلان تأسيس التيار الجديد عدد من الاحزاب والتيارات القومية والعلمانية وشخصيات مستقلة، فضلا عن وزراء سابقين في حكومتي المالكي والجعفري. من جانبها اعتبرت جبهة"التوافق"انشقاق الزوبعي مبرراً بالاختلاف في وجهات النظر حول العديد من القضايا المطروحة في الحكومة والبرلمان، وقال سليم عبدالله، الناطق باسم الجبهة التوافق ل"الحياة"ان"الزوبعي ابتعد فكرياً عنا، منذ ان قررنا الانسحاب من حكومة المالكي قبل قرابة عام وعارض الانسحاب الجماعي آنذاك وطالب بالعدول عن القرار". ولفت الى ان غالبية الشخصيات المستقلة داخل الكتل الكبيرة في البرلمان فضلت الانفصال عنها لشعورها بقوة تأثير الكتلة قياساً بالشخصيات التي تنضوي فيها. وشهدت الكتل الرئيسة في البرلمان انشقاقات واسعة منذ مطلع عام 2007، اذ اعلنت غالبية الشخصيات المستقلة والعلمانية داخل الكتل الطائفية انشقاقها او استقلالها. وأسست تسعة تجمعات واحزاب جديدة خلال شهري أيار مايو وحزيران يونيو من بينها تيار الاصلاح الذي يتزعه رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري الذي انشق عن حزب"الدعوة"، بعد مرور 6 اشهر على انتخاب المالكي أمينا عاما للحزب في المؤتمر الاخير الذي عقد في بغداد لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس الحزب. ويتوقع ان تشهد الانتخابات النيابية المقبلة تغييرا في ميزان القوى، بعد انبثاق حركات واحزاب تعارض التحزب الطائفي والعرقي.