من منا لا يعرف الفيتامين ث اسمه العلمي هو حامض الأسكوربيك؟ فهو ضروري جداً لإنجاز الكثير من العمليات الاستقلابية والتفاعلات الأنزيمية في الجسم. والإنسان هو الوحيد بين الكائنات الحية الذي لا يستطيع تصنيع الفيتامين ث، من هنا أهمية تأمينه في الواردات الغذائية. والفيتامين ث مركب عضوي يتألف من الكربون والأوكسيجين وهو قابل للذوبان في الماء، لذلك لا يمكن تخزينه إلا بكمية شحيحة للغاية. ويساعد الفيتامين ث على إنتاج مادة الكولاجين التي يحتاجها الجسم للمحافظة على كل أنسجته، خصوصاً العظام والأسنان واللثة والغضاريف والعمود الفقري والجلد والأوعية الدموية والمكونات المحيطة بالمفاصل. والفيتامين ث مضاد قوي للأكسدة، إذ يحمي الخلايا من الآثار المدمرة للجذور الكيماوية الحرة التي تزرع الدمار في الجسم. ويشارك الفيتامين ث في صنع مادة الكارنتين التي تدخل بدورها في الجزيئات المولدة للطاقة. ويعزز الفيتامين ث الجهاز المناعي في الجسم، لهذا يتهافت عليه الناس في أيام البرد والرشوحات. وهناك أبحاث تشير الى دوره في تنشيط حركة الحيوانات المنوية عند الذين يشكون من نقص في الخصوبة. ويساعد الفيتامين ث كثيراً في تحسين امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي. ان القيمة الطبيعية للفيتامين ث في الدم هي 40 الى 100 ميكرومول في الليتر، ويشاهد نقص الفيتامين في الحالات الآتية: - داء الحفر داء الاسقربوط. - تشمع الكبد. - مرض أديسون. - حروق الجسم الواسعة. - غسل الدم. من حسن الحظ ان الفيتامين ث متوافر بغزارة في الطبيعة، والشخص البالغ يحتاج يومياً منه ما بين 90 الى 100 ملغ على الأقل، ولا خطر من أخذ كميات فائضة منه لأنه ينحلّ في الماء ويستطيع الجسم التخلص منه بسهولة. أما عن تأثير الحرارة فيه فحدّث ولا حرج، فهي العدو اللدود للفيتامين ث. ان نقص الفيتامين ث يؤدي الى الإصابة بمرض الاسقربوط الذي يتميز بعارض مهم هو النزف الدموي العفوي. وفي الحالات البسيطة من نقص الفيتامين ث يظهر النزف من اللثة والأغشية المخاطية وتتأخر الجروح في الشفاء. وأكثر ما يشاهد نقص الفيتامين ث عند المسنين والأطفال الرضع بين الشهرين الثاني والثاني عشر. وداء الاسقربوط الطفولي يعطي عوارض عدة مثل: نقص الوزن، قلة الشهية على الأكل، سرعة التهيج، الصراخ عند تحريكه. وفي الحالات المتقدمة من المرض يعاني الطفل من انتفاخ في نهايات العظام الطويلة وضخامات عقدية في الوصلات الغضروفية الضلعية. وقد تشاهد عوارض أخرى كالحمى وسرعة النبض والتنفس وتبدلات مخبرية تبين الإصابة بفقر الدم. والفيتامين ث شبه مفقود في الأغذية من مصدر حيواني باستثناء السلائب. وتعتبر الفاكهة من أهم مصادر الفيتامين ث وتحتل الكيوي والجوافة رأس القائمة في هذا المجال 250 ملغ في كل 100 غرام ومن ثم يأتي البقدونس والفليفلة والقنبيط والسبانخ والفواكه الحمضية والأناناس والهليون.