طلب وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم حسين من الرئيس المصري حسني مبارك، نشر عدد كبير من قوات الشرطة في دارفور في إطار القوة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي التي ستتولى حماية المدنيين في الإقليم. واتهم بعض فصائل التمرد بتدريب عناصرها"في معسكرات داخل إسرائيل". وقال حسين عقب لقائه الرئيس المصري في القاهرة أمس، إن الخرطوم ترغب في زيادة عديد القوات المصرية في دارفور، لا سيما وحدات الشرطة"لما تتميز به من كفاءة، فضلاً عن قربها من وجدان الشعب السوداني وعدم وجود حواجز لغوية أو دينية مع أبناء دارفور". وأعرب عن أمل بلاده في"أن يكون أكبر عدد من وحدات الشرطة التي ستنشر في دارفور من الوحدات المصرية". وأشار إلى أنه أطلع مبارك على"سير اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وبعض العقبات التي كانت تحيطه"، كما شرح له"نص الاتفاق الأخير بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والترتيبات نحو حل نهائي لمشكلة منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين الطرفين، حتى يسير اتفاق السلام في مساره الطبيعي". وأضاف أن اللقاء مع مبارك"تطرق إلى الاعتداء التشادي الأخير على السودان"، في إشارة إلى هجوم"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور على مدينة أم درمان الشهر الماضي. وأوضح أنه أبلغ مبارك"بدور نجامينا في هذه القضية، وكيف كانت تشاد معبراً وواجهة لدول إقليمية ودولية دفعت بهذه القوات إلى السودان حتى وصلت إلى أم درمان". وشدد على ضلوع قوى إقليمية ودولية في الهجوم، خصوصاً أن"هذا الشكل المكثف الذي تم به يتجاوز إمكانات تشاد وحدها، وكلفة الهجوم تقدر بنحو مئة مليون دولار، وهو مبلغ ليس في مقدور تشاد، فضلاً عن أن نوعية الأسلحة والمعدات المستخدمة في الهجوم بما فيها مضادات الطائرات والصواريخ تؤكد ضلوع قوى دولية وإقليمية، خصوصاً في ظل توجيه هذه القوات المهاجمة عبر الأقمار الاصطناعية". وأكد أن"بعض القوى الحزبية السودانية شارك أيضاً في هذه العملية"، كما رأى أن"الصهيونية العالمية والصليبية العالمية وقوى أخرى ساهمت في هذا الاعتداء، لأن هذه ليست المحاولة الأولى التي تتم من جانب تلك القوى لإسقاط النظام في السودان". وعن تهديدات"العدل والمساواة"بمعاودة الهجوم على العاصمة، قال الوزير إن"الحركة دمرت تماماً الآن، ولن تقف على قدميها من جديد إلا إذا تلقت دعماً خارجياً إقليمياً ودولياً يعيد بناءها"، مشيراً إلى أن"قوات الحركة دخلت إلى أم درمان ومعها 220 سيارة وانسحبت منها وليس معها سوى خمس سيارات فقط، فضلاً عما تكبدته من خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات". وانتقد"الموقف المتساهل لبعض الجهات والقوى الدولية والإقليمية مع فصائل التمرد في دارفور"، مشيراً إلى اتفاق دولي عند توقيع اتفاق أبوجا للسلام"على معاقبة أي طرف لا يوقع الاتفاق واعتباره إرهابياً يمنع من الحركة في تلك الدول، لكن ما حدث فعلاً على ارض الواقع هو عدم توقيع قادة غالبية الفصائل المتمردة رغم تمديد الحكومة السودانية مهلة التوقيع أكثر من مرة، ومع ذلك ظلت الدول الغربية، خصوصاً فرنسا وألمانيا، تستقبل هؤلاء المتمردين الذين لم يلتزموا بالاتفاق". وأكد أن زعيم"حركة تحرير السودان"المتمردة عبدالواحد محمد نور"يتجول بين إسرائيل وفرنسا وألمانيا، بل ان بعض المتمردين من أبناء دارفور يتدرب في معسكرات داخل إسرائيل".