استولى المتمردون التشاديون أمس السبت على مدينة غوزبيدا التي تبعد 75 كلم من الحدود السودانية في شرق تشاد، وأعلنوا تقدمهم في اتجاه العاصمة نجامينا، في محاولة جديدة لإسقاط نظام حكم الرئيس إدريس ديبي. وأعلنت مصادر عسكرية تشادية أن الجيش التشادي أرسل"تعزيزات"إلى حامياته الأقرب إلى غوزبيدا تمهيداً لاستعادتها. وأوضحت أن"تعزيزات من الجيش توجهت الى ابشي كبرى مدن الشرق التشادي على بعد مئتي كلم شمال غوزبيدا وحجر مرام 80 كلم جنوب شرقي غوزبيدا". وأكد ناطق باسم القوة الأوروبية المنتشرة في تشاد وافريقيا الوسطى يوفور والمكلفة حماية المدنيين واللاجئين مساء أمس أن القوة"ردت باطلاق النار"على المتمردين في غوزبيدا. لكن لم يكن واضحاً حجم هذا الاشتباك. وقال عبدالواحد عبود ماكاي، رئيس"اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية"، في اتصال هاتفي مع"فرانس برس"من ليبرفيل:"استولينا على غوزبيدا قرابة الساعة 12، بعد 40 دقيقة على المعارك. وفر الناجون من الجيش التشادي. احتلينا المدينة". وأضاف:"نحن جيدو التسليح ولدينا 500 شاحنة صغيرة. هدفنا أن نستولي على نجامينا قبل نهاية الأسبوع الحالي، إن شاء الله". وأوضح أن"مروحيتين تشاديتين شاركتا في المعارك، لكننا لا نهاب المروحيات ونطلق النار في اتجاهها". وأكد أحد العاملين في وكالات إنسانية في غوزبيدا"أن المتمردين فعلاً في المدينة. لقد حصل اطلاق نار، ونسمع صيحات الفرح". ونقلت وكالة"رويترز"عن مراسل لها على بعد 12 كيلومتراً من غوزبيدا أن الدخان يتصاعد من البلدة وأن في إمكانه سماع دوي مدافع رشاشة وأسلحة ثقيلة. وكان المراسل مر في وقت سابق برتل يتألف من نحو 80 الى 100 شاحنة خفيفة تتجه بسرعة نحو غوزبيدا. ونصبت المدافع الرشاشة على ظهر بعض المركبات، فيما حملت أخرى المتمردين الذين لفوا رؤوسهم ووجوههم بعمامات للوقاية من الغبار والاتربة وكانوا يمسكون ببنادق آلية وقذائف صاروخية ويلوّحون ويهللون. وصاح أحد مقاتلي المتمردين بمراسل"رويترز"لدى مرور رتل للمتمردين متجهاً إلى غوزبيدا:"سنراكم في نجامينا في ثلاثة أيام". وأكد وزير الإعلام التشادي محمد حسين هجوم المتمردين على غوزبيدا التي تؤوي مخيمات للاجئين النازحين من إقليم دارفور السوداني. وأفاد مصدر في المتمردين أن رتلاً من العربات يتجه نحو مدينة منغالمي 500 كلم شرق نجامينا على بعد 75 كلم غرب غوزبيدا، علماً أن الناطق باسم"التحالف الوطني"علي جدي قال الجمعة"إننا نتقدم ونزحف على نجامينا. فهذه المدينة هي هدفنا والجميع يعلم ذلك". وأعلن مصدر عسكري تشادي صباح أمس أن"المتمردين يحاولون مع موسم الأمطار العبور إلى تشاد. إنهم على طول الحدود"مع السودان. كذلك قال مصدر حكومي في نجامينا إن"المتمردين يتنقلون بين تشاد والسودان"حيث قواعدهم الخلفية. ويتبادل السودان وتشاد بانتظام الاتهامات بدعم حركات تمرد في البلدين. وكان البلدان قطعا علاقاتهما منتصف أيار مايو بعد هجوم قرب الخرطوم نفذته مجموعة سودانية متمردة من دارفور هي"حركة العدل والمساواة". ونفت نجامينا أي"ضلوع"لها في هذا الهجوم، لكن السودانيين أكدوا أنها وراء"العدل والمساواة"وأنهم سيردون الصاع للرئيس التشادي. وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس"إننا نتابع بكثير من الانتباه الوضع في شرق تشاد"حيث يشن المتمردون التشاديون هجومهم. واضافت أن"أي عمل مسلح يستهدف تشاد ومؤسساتها لا يسع فرنسا والأسرة الدولية سوى ادانته". ودعت فرنسا"كافة الجهات المعنية الى ايجاد حل سياسي". وكان المتمردون هددوا الجمعة ب"استهداف"الطائرات الفرنسية ما لم تتوقف فرنسا عن تزويد الجيش التشادي بمعلومات"استخباراتية". وأعلن علي جيدي الناطق باسم تحالف المتمردين أن"القوات المسلحة المعارضة"كانت تؤيد مهمة يوفور القوة الاوروبية لحماية السكان المدنيين. لكنه أضاف أن"فرنسا شوّهت مهمة يوفور .. بسلوكها". وقال إنه"يجدر بفرنسا وقف استفزازاتها المتكررة لقوات المعارضة بتزويدها القوات الحكومية بمعلومات استخباراتية".