انخفضت أسعار النفط نحو ثلاثة دولارات أمس مع سعي التجار الى البيع لجني أرباح بعد ارتفاع الأسعار في اليوم السابق أكثر من خمسة دولارات للبرميل. وهبط الخام الأميركي لعقود التسليم في تموز يوليو 3.17 دولار إلى 133.21 دولار للبرميل. وانخفض مزيج برنت 80 سنتاً إلى 134.22 دولار للبرميل. وأعلنت منظمة"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 128.87 دولار للبرميل من 128.65 دولار قبل يوم. وقال محللون ان هذا الانخفاض حركة تصحيحية في الأجل القصير، وأكدوا ان ضعف الدولار واضطراب الإمدادات في نيجيريا العضو في"أوبك"، ما يزالان يدعمان الأسعار. وساهم ارتفاع الطلب على النفط من الصين ودول أخرى في رفع أسعاره أكثر من 42 في المئة هذه السنة، ما زاد الضغوط على الدول المستهلكة الكبرى مثل الولاياتالمتحدة. وسيجتمع ممثلون للدول الرئيسة المنتجة للنفط والمستهلكة له في مدينة جدة السعودية في 22 حزيران يونيو، لبحث ارتفاع الأسعار الذي ترى"أوبك"ان سببه المضاربات لا نقص الإمدادات. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون انه سيشارك في اجتماع جدة. وقال في مؤتمر إنه سيبحث موضوع الأسعار مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد استعداده لاستضافة مؤتمر للمتابعة في لندن"إذا دعت الحاجة". وأعلنت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح الدول الصناعية المستهلكة ان مديرها التنفيذي نوبو تاناكا سيشارك في المؤتمر المقرر على مستوى رؤساء الدول. ورأت في بيان ان الأسعار الحالية المرتفعة"لا يمكن احتمالها وتعرض النمو الاقتصادي العالمي للخطر مع انعكاسات كبيرة جداً في الدول النامية". وأضافت ان"المبادرة السعودية يمكن ان تسهم في تحسين الحوار بين المنتجين والمستهلكين والعمل على ان تمرر بوضوح رسالة مفادها ان العرض النفطي ينبغي ان يتبع زيادة الطلب في السنوات المقبلة". وتوقع وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز ألا يسفر مؤتمر جدة عن اتفاق لتغيير مستويات إنتاج الخام. وقال ان"أوبك"تعمل بالفعل للحفاظ على التوازن في الأسواق، ولذلك فإن مؤتمر السعودية لن يكون لمناقشة الإنتاج. وأضاف:"آمل بأن تتفهم الدول المستهلكة الرئيسة ان أوبك موجودة وإننا نقوم بدور استثنائي في الحفاظ على التوازن في السوق". وقال انه لا يعرف إذا كانت فنزويلا ستحضر الاجتماع. وانه لا يرى حاجة لتزيد"أوبك"إنتاجها لأن الأسعار المرتفعة لا ترجع إلى نقص في الإنتاج بل إلى المضاربات في الأسواق وهبوط الدولار. ولفت وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الى ان زيادة إنتاج السعودية ودول أخرى من أعضاء"أوبك"، لن يخفف ارتفاع أسعار النفط العالمية لأنها ناتجة من مضاربات في السوق. وأكد وزير الطاقة الليبي رئيس"المؤسسة الوطنية الليبية للنفط"شكري غانم ان إمدادات العالم من النفط كافية حالياً، لكن الإمدادات في المستقبل تمثل مصدراً للقلق مع اقتراب الإنتاج من ذروته التي سينخفض بعدها.