سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الحكومة اللبنانية طالب رايس بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من مزارع شبعا ورفض عرض أولمرت . بري يلتقي جنبلاط ويتواصل مع الحريري والسنيورة يتشاور مع عون
شهدت الجهود لتذليل العقبات من أمام تشكيل الحكومة الجديدة نشاطاً جديداً أمس رفع نسبة التفاؤل بإمكان إصدار مراسيم هذه الحكومة في الأيام القليلة المقبلة عند بعض الأطراف، فيما بقي هذا التفاؤل حذراً عند أوساط أخرى متابعة. وكشفت مصادر مواكبة لهذه الجهود ان رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة كان وضع خلال الأيام الماضية صيغاً متعددة للتشكيلة الحكومية وتوزيع حقائبها بين قوى 14 آذار والمعارضة على أساس المبادئ نفسها للصيغة الأولى التي كان اقترحها وهي التوازن في توزيع الحقائب انطلاقاً من النسب التي نصّ عليها اتفاق الدوحة لتقاسم عدد الوزراء، والاستناد الى ان رئيس الجمهورية هو الحكم وله الكفّة المرجّحة في الحقائب السيادية، إضافة الى مبدأ عدم جواز احتكار أي طائفة أو جهة أي حقيبة واعتماد مبدأ المداورة في تولّي الحقائب الخدماتية... وفيما أجرى السنيورة أمس اتصالاً بزعيم"التيار الوطني الحر"ميشال عون وأوفد إليه مستشاره السفير محمد شطح، للتداول معه في الصيغ التي اقترحها، فإن التواصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري تكثف أمس، فزار النائب في حركة"أمل"علي حسن خليل الحريري ليلاً للتداول في الصيغ الحكومية التي اقترحها السنيورة. راجع ص6 و7 وفي سياق تنشيط الاتصالات حول التشكيلة الحكومية اجتمع الرئيس السابق أمين الجميل مع الرئيس بري نهاراً ثم عاد فالتقى السنيورة. وقال الجميل ان لا عقبات كبيرة بل بعض التفاصيل هي التي تعترض تشكيل الحكومة. ومساء زار رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط بري وبحث معه الوضع السياسي والحكومي وكيفية تحصين الوضع الأمني والسلم الأهلي. وعلم ان بري وجنبلاط متفقان"على ضرورة تسريع تشكيل الحكومة لأن ذلك يمتّن الجو الأمني الذي بدأ يتحسّن، وأكدا ان لا تراجع عن المسيرة التي تقررت في اتفاق الدوحة". وفي موازاة ذلك، أعلن السنيورة عبر مكتبه الإعلامي رفض دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت لبنان الى بدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل حول السلام، وأكد ان القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل محكومة بقرارات دولية ملزمة لإسرائيل وهي غير خاضعة للتفاوض وأن لبنان ليس معنياً، ثنائياً بمبدأ الأرض مقابل السلام... وأتبع السنيورة موقفه هذا باتصال أجراه بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وقال مكتبه الإعلامي انه"شدد في هذا الاتصال على ضرورة تشديد الضغط على اسرائيل كي تنسحب من مزارع شبعا ووضعها تحت وصاية الأممالمتحدة في انتظار ترسيم الحدود مع سورية". كما أجرى السنيورة اتصالاً بوزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني لبحث المواضيع نفسها. كما أجرى السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية بكل من رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير خارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ووزير خارجية عمان يوسف بن علوي ووزير خارجية ليبيا عبدالله شلقم. وعرض السنيورة مع هؤلاء المسؤولين الاستعدادات لانعقاد مؤتمر الدول المانحة في 23 حزيران يونيو الجاري في فيينا المخصص لإعمار مخيم نهر البارد وضرورة إنجاح هذا المؤتمر من اجل المساهمة في حل مشكلة النازحين من المخيم. وفي شأن الصيغ التي طرحها السنيورة قالت مصادر مواكبة للاتصالات التي أجريت خلال الأيام الماضية، ان كلاً منها سلّة تتضمن توزيعاً للحقائب على قاعدة عدم إحتفاظ أي طائفة أو جهة بأي حقيبة وهي صيغ مرنة تفسح المجال أمام المعارضة لتختار أي منها، في شكل يريح أطرافاً فيها لديها مطالب فيسهل عليها اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً وتتقاطع مع المبادئ التي انطلق منها رئيس الحكومة المكلف. ويفترض ان تظهر في الساعات المقبلة أجوبة قادة المعارضة على هذه الصيغ خصوصاً ان الاتصالات تسارعت لهذا الغرض. وأضافت المصادر المواكبة:"ان كل صيغة تفترض مثلاً ان يقابل إصرار المعارضة أو طائفة ما على الحصول على حقيبة الاتصالات ان يقابلها عدم احتفاظ الجهة او الطائفة بحقيبة الصحة وأن تبديل الجهة التي ستتولى وزارة الاشغال يفترض عدم إصرارها على الاحتفاظ بوزارة العمل وهكذا دواليك". وتحدثت مصادر مقربة من المعارضة بتفاؤل عن احتمال تحقيق انفراج في الاتصالات الجارية حول الحكومة آملة باختراق يمهد للتفاهم على النقاط العالقة، إلا ان مصادر في الأكثرية رأت ان التقدم المنشود رهن الأجوبة النهائية على عروض السنيورة من بري وقيادتي"حزب الله"و"التيار الوطني الحر". وتوافقت مصادر المعارضة والأكثرية على تأكيد ان التقدم الوحيد الذي تحقق هو تفعيل التواصل بين بري والنائب الحريري من خلال النائب خليل والقيادي في"تيار المستقبل"النائب السابق غطاس خوري. وعلمت"الحياة"ان قياديين في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه جنبلاط لعبوا دوراً في إحياء الاتصال بين بري والحريري. وكان الوضع الأمني شهد تحسناً أمس وتراجعت الحوادث والصدامات بين أنصار المعارضة وأنصار قوى 14 آذار في بيروت والمناطق، وعزّز الجيش وقوى الأمن تدابيرهما لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المركزي التي اتُخذت الأسبوع الماضي لحماية مناطق التوتّر والاحتكاك. وقالت مصادر في قوى 14 آذار ان التدابير الأمنية أظهرت تشدداً أكثر في الأيام الأخيرة.