تراجع سعر النفط أمس بعد اكبر ارتفاع في يوم واحد في تاريخ السوق الذي أدى إلى انقسام المحللين في شأن التوقعات المستقبلية للأسعار. وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود تموز يوليو 1.64 دولار إلى 136.90 دولار في حين هبط سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 2.09 دولار إلى 135.60 دولار. وأعلنت"منظمة البلدان المصدرة للبترول"أوبك أن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع الجمعة الماضي إلى 126.11 دولار للبرميل، من 118.77 دولار أول من أمس. وأفادت الجمعية الأميركية للسيارات ان متوسط سعر البنزين العادي في محطات الوقود تجاوز في عطلة نهاية الأسبوع عتبة أربعة دولارات للغالون 3.78 لتر 4.005 دولار، وهو مستوى قياسي، ويتجه إلى 4.023 دولار بينما تواصل الأسعار ارتفاعها. وأكد مسؤولون في دول أعضاء في"أوبك"انهم لا يرون حاجة إلى ضخ مزيد من النفط في السوق. ورأى وزير النفط القطري عبدالله العطية ان المضاربات على السلع الأولية هي السبب في ارتفاع أسعار النفط بشدة الأسبوع الماضي وليس نقص الإمدادات، وأن أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة على رغم عدم وجود نقص في الإمدادات، تبرهن أن المضاربات تحرك السوق. وقال محمد علي خطيبي، ممثل إيران لدى"أوبك":"المشاكل في السوق ليست لنقص في المعروض. فالمعروض يفوق الطلب، ونحن لا نلبي الطلب فحسب بل نخزن أيضاً بعض النفط. ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك؟ أوبك تبذل قصارى جهدها". وأوضح أودين أغوموغوبيا، وزير النفط النيجيري، ان"أوبك"لا تملك شيئاً حيال تقلبات أسعار النفط العالمية، وان عقد اجتماع استثنائي لوزراء الدول الأعضاء لن يؤدي إلا إلى تزايد المضاربات وتفاقم المشكلة. وتوقع كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، جاستين لين، أن تبقى أسعار النفط العالمية التي ارتفعت بشدة هذه السنة، ما بين 104 و108 دولارات للبرميل. وأشار في مؤتمر يعقد في كيب تاون جنوب أفريقيا الى أن سعر النفط سيبقى عالياً لفترة من الوقت، متهماً"أوبك"بعدم زيادة الإمدادات للاستفادة من الأسعار المرتفعة. ورجح رئيس بحوث السلع الأولية لدى مصرف الاستثمار الأميركي"غولدمان ساكس"جيفري كاري في كلمة ألقاها أمام مؤتمر عن النفط والغاز في كوالالمبور، ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل هذا الصيف إذ تطغى محدودية الإمدادات على تراجع الطلب على النفط. والشهر الماضي توقع"غولدمان ساكس"، أكثر مصارف الاستثمار نشاطاً في أسواق الطاقة وأول من توقع ارتفاع النفط عن مئة دولار قبل أكثر من سنتين، ان أسعاره قد تقفز إلى 200 دولار في السنتين المقبلتين. بتروناس ومشروع ايران أعلن رئيس"شركة النفط الوطنية الماليزية"بتروناس محمد حسن ماريكان، ان ارتفاع التكاليف جعل الشركة تؤجل قرارها النهائي في شأن الاستثمار في مشروع"جنوب فارس"للغاز الطبيعي المُسيل في إيران، الذي تبلغ تكلفته بلايين الدولارات، مع اقتراب الموعد النهائي للبت فيه. وتعتبر صناعة الغاز الطبيعي المُسيّل متعثرة في ايران، على رغم امتلاكها ثاني أكبر احتياط في العالم. ومددت الحكومة الإيرانية مراراً المهلة الممنوحة لشركة"توتال"الفرنسية للنفط التي تملك 40 في المئة في المشروع، و"بتروناس"التي تملك 10 في المئة منه، لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي. والموعد النهائي الأخير حدد في نهاية الشهر الجاري. وأضاف ماريكان أن"التكاليف قفزت وسط شح في قطاعي الهندسة والبناء وارتفاع أسعار الحديد، فلم يعد النموذج الاقتصادي والتجاري الذي جرى العمل على أساسه في السابق يجعل المشروع مجدياً". وأوضح:"هناك أجزاء كثيرة من المعادلة ينبغي مراجعتها قبل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي وهذا لا يتوقف علينا بالكامل بل يشمل أيضاً الحكومة الإيرانية".