في وقت أعلنت الأممالمتحدة أن 600 شخص قُتلوا في مواجهات شهدها إقليم دارفور السوداني الشهر الماضي، كشفت حكومة إقليمجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي عن لقاء يلتئم غداً الأربعاء بين نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ورئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت في العاصمة الكينية نيروبي لبحث القضايا المتبقية في اتفاق السلام وأبرزها حق تقرير المصير والاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر السنة المقبلة. وجاء ذلك في وقت استدعت حكومة الجنوب القنصلين الإريتري والجنوب أفريقي لاستيضاحهما تقارير إعلامية عن دعوة الدولتين الى ارجاء استفتاء الجنوب. وقال وزير رئاسة حكومة الجنوب لوكا بيونق إن سلفاكير تلقى أمس رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما هنأه فيها بالفوز في الانتخابات الأخيرة ونيل ثقة الجنوبيين، وأشار إلى أن أوباما حض زعيم جنوب السودان على استثمار تلك الثقة في التركيز على قضايا السلام والوفاء بتعهداته التي اطلقها اثناء الحملة الانتخابية بعدم العودة إلى مربع الحرب. وذكر بيونق أن خطاب أوباما شدد على أهمية إجراء الاستفتاء في موعده، كما وعد بدعم للتنمية في الجنوب قبل الاستفتاء وبعده. وكشف أن سلفاكير سيتوجه اليوم الثلثاء الى نيروبي للقاء نائب الرئيس الأميركي هناك، موضحاً أنه سيعقد لقاء مساء غد مع المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان سكوت غرايشن قبل محادثاته مع بايدن التي جاءت بطلب من الأخير وفي إطار جولته الأفريقية. وأفاد أن مشاورات سلفاكير مع بايدن ستركز على التحديات المقبلة وقضايا الاستفتاء والتمويل والدور الذي يمكن أن تلعبه واشنطن، مشيراً إلى أن اللقاء يعتبر الأول بين مسؤول سوداني على مستوى رفيع مع الإدارة الأميركية، ما يشير إلى اهتمام الولاياتالمتحدة بقضايا السلام في السودان. كما أكد بيونق أن حكومة الجنوب حمّلت المبعوث الأممي إلى السودان هايلي منقريوس رسالة إلى مجلس الأمن تحذر فيها من تأخير اجراء الاستفتاء عن موعده باعتبار أن أي خطوة كهذه ستكون «ضربة قوية» لشعب جنوب السودان وستقود إلى «عواقب وخيمة». وقال إن منقريوس عقد في جوبا لقاءات منفصلة مع رئيس حكومة الجنوب ونائبه وعدد من مسؤولي الحكومة وقيادات «الحركة الشعبية». في سياق آخر، قال وزير رئاسة حكومة الجنوب إن حكومته استدعت القنصلين الإريتري والجنوب افريقي لاستيضاحهما عما أوردته وسائل إعلام عن دعوة الدولتين إلى إرجاء استفتاء الجنوب خلال اجتماع جيران السودان الذي عقد على هامش القمة الفرانكفونية في مدينة نيس الفرنسية أخيراً. وذكر أن الاجتماع الذي عقده وزير التعاون الدولي إلى جانب شخصه مع القنصلين تم خلاله الطلب من الدولتين إيضاحات مكتوبة حول ما نُسب إلى بلديهما وان كان هناك تغيير للمواقف تجاه قضية الاستفتاء من جانب الدولتين، مشيراً إلى أنهم في انتظار الموقف النهائي قبل أن تتخذ حكومة الجنوب مواقف رسمية. من جهة أخرى، أبدى مساعد الرئيس السوداني السابق مني أركو مناوي، وهو «زعيم حركة تحرير السودان»، زهده في تولي المنصب خلال الحكومة المرتقبة. وقال مناوي في تصريحات صحافية أمس لدى تفقده المناطق التي تسيطر عليها قواته في منطقة أبو لحا شمال غربي الفاشر كبرى مدن دارفور: «أنا شخصياً أرفض العودة إلى منصب كبير مساعدي الرئيس»، موضحاً انه سيعرض رغبته خلال اجتماع قيادة حركته لتقرر في شأنه. وانتقد مناوي في شدة تشكيل حكومات ولايات دارفور الثلاث، معتبراً إياها «إشارة إلى سوء نيات». وقال ان اجتماع قيادات الحركة سيعقد قريباً للنظر في تلك التجاوزات، وجدد التزامه اتفاق أبوجا للسلام الذي وقعه مع الحكومة في أيار (مايو) 2005، داعياً الحكومة إلى الالتزام به. وشهد مناوي عرضاً عسكرياً لقواته شاركت فيه نحو 300 سيارة. في غضون ذلك (رويترز) قال مسؤولون في الأممالمتحدة أمس إن نحو 600 شخص ماتوا جراء التمرد والمواجهات القبلية في منطقة دارفور الشهر الماضي وهو أكثر الشهور دموية في تلك المنطقة منذ أكثر من سنتين. وقال مسؤول من قوة حفظ السلام الدولية الأفريقية المشتركة في دارفور «يوناميد»: «هناك 491 حالة وفاة مؤكدة و108 حالات وفاة غير مؤكدة»، مضيفاً أن هذا أكبر حصر لوفيات مسجل منذ تشكيل القوة الدولية الأفريقية في كانون الثاني (يناير) 2008.