في وقت اختتم متمردو دارفور ومسؤولون من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي مشاوراتهم في مدينة أروشا التنزانية أمس، أعلنت الخرطوم أن الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون سيزور البلاد مطلع أيلول سبتمبر المقبل للوقوف على الأوضاع في الإقليم. وتلقى الرئيس السوداني عمر البشير اتصالاً هاتفياً من بان أبلغه خلاله بأنه سيزور البلاد خلال الفترة من 3 إلى 6 أيلول سبتمبر المقبل. وقالت الرئاسة السودانية إن الأمين العام أشاد خلال الاتصال بموقف الحكومة الايجابي وقبولها نشر قوات مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور. وأعرب بان عن أمله في أن تسهم اجتماعات أروشا التي جمعت فصائل التمرد في دارفور، في توحيد رؤى المتمردين ومواقفهم تجاه حل الأزمة نهائيا بالتفاوض من أجل خلق أجواء مواتية لاستقرار الأوضاع في الإقليم ودفع جهود التنمية هناك. ورحب البشير بزيارة بان المرتقبة، متوقعا أن يكون لها أثر كبير في دفع جهود حكومته لتسريع سلام دارفور. ويُفترض أن تكون اختتمت ليل أمس في منتجع أروشا التنزاني مشاورات فصائل التمرد في دارفور التي ستعلن نتائجها اليوم. وقال المبعوث الأممي الخاص إلى دارفور يان الياسون الذي رعى اجتماعات أروشا مع نظيره الأفريقي سالم أحمد سالم، إنهما في انتظار رد الحركات المتمردة على المقترحات التي طرحت عليهم خلال الأيام الثلاثة الماضية، ومن بينها كيفية الاتفاق على مكان وزمان عقد محادثات السلام مع الحكومة. ووصف أجواء الاجتماعات بأنها"إيجابية". وقال الناطق باسم"حركة العدل والمساواة"أحمد حسين آدم من أروشا إن الحركات سترد على المقترحات الدولية. وقلل من تأثير عدم مشاركة رئيس"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور في الاجتماعات، مشيراً إلى أن"الحركات ممثلة بقادتها الميدانيين". لكن مسؤول الشؤون الانسانية في"حركة تحرير السودان"سليمان جاموس المحتجز منذ 18 شهراً في سجن للأمم المتحدة في كادقلي جنوب غربي البلاد، قال إن حركته لم تشارك على رغم موافقته على مشاركتها. وطالب أتباعه بعدم ربط مشاركتهم بمصيره. واتهم المنظمة الدولية بالانصياع إلى ضغوط الخرطوم التي هددت باعتقاله في حال مغادرته المستشفى الذي نقل إليه من دارفور من دون موافقة الحكومة. وقال جاموس ل"الحياة"في اتصال هاتفي من مقر إقامته إن"90 في المئة من المشاركين في لقاء أروشا لا وزن لهم، وليس لديهم ثقل أو قوات على الارض باستثناء حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان - الوحدة". من جهة أخرى، باشر وسيط اتفاق سلام الجنوب الجنرال الكيني لازوراس سيمبويو الذي لعب دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق السلام، محادثات مع مسؤولي قيادات حكومة الجنوب في جوبا عاصمة الإقليم. وركزت المحادثات على تعثر تنفيذ اتفاق السلام بعد مضي أكثر من عامين على توقيعه، بعد طلب"الحركة الشعبية لتحرير السودان"من"الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا"ايغاد راعية الاتفاق، التدخل لحل الخلاف مع الخرطوم حول النزاع على منطقة آبي الغنية بالنفط. ولم تستبعد مصادر مطلعة أن تناقش حكومة الجنوب مع سيمبويو اختراقات قامت بها دوريات للشرطة الكينية على الحدود مع الجنوب وأدت إلى حدوث اشتباكات مع"الجيش الشعبي لتحرير السودان". غير أن النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت شدد على ضرورة استمرار الشراكة بين"الحركة الشعبية"التي يتزعمها و"حزب المؤتمر الوطني"الحاكم بزعامة البشير. وطالب بضرورة الابتعاد عن الحرب الإعلامية بين طرفي الاتفاق التي يستغلها أعداء السلام لتوسيع الشقاق بينهما، وجدد تأكيده إمكان تجاوز الشريكين الملفات العالقة عبر الآليات المشتركة. وقال سلفاكير لدى مخاطبته لقاء مشتركاً بين أعضاء حكومة الجنوب ووفد قيادات"المؤتمر الوطني"الذي زار جوبا أمس برئاسة مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع، إن: الحركة الشعبية حريصة على العمل أكثر مع المؤتمر الوطني، وتعتبر أن كل من يعمل ضده يعمل ضد الحركة". ورأى أن"الشراكة القائمة بين طرفي اتفاق السلام يمكن أن تخرج السودان من مشاكله الراهنة". وفي تطور آخر، أعلن"الجيش الشعبي لتحرير السودان"أنه سيبدأ قريباً حملة واسعة النطاق لتسريح ونزع سلاح 25 ألفاً من قواته. وقال إن نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار، سيبحث في غضون يومين مع قياداته في كيفية إطلاق الحملة ووسائل تنفيذها. وأوضح رئيس مفوضية جنوب السودان للتسريح ونزع السلاح العميد أروب ماييك، أن أكثر من خمسة وعشرين ألفاً من قوات"الجيش الشعبي"سيتم تسريحها ونزع سلاحها، لافتاً إلى أن تلك الحملة ستركز على فئات محددة كالأطفال والنساء وكبار السن، وكل من انضموا إلى"الجيش الشعبي"قبل عامين.