بدأ الفلسطينيون امس فعاليات احياء ذكرى مرور ستين عاما على النكبة المتمثلة في قيام اسرائيل على انقاض مدنهم وقراهم وبيوتهم واراضيهم. وتزامن اطلاق الفعاليات مع بدء احتفالات الدولة العبرية بالذكرى الستين لاقامتها. وتشمل فعاليات احياء النكبة مسيرات ومعارض وندوات وتظاهرات ومحاضرات وحفلات غنائية هادفة. ففي رام الله، اقامت اللجنة العليا لاحياء ذكرى النكبة مخيما رمزيا يمثل حياة الفلسطينيين في اللجوء اطلقت عليه اسم"مخيم العودة". وضم المخيم عدداً من الخيام التي احتوت كل واحدة منها فعاليات وانشطة مختلفة من وحي المناسبة. احدى هذه الخيام ضمت معرضا لتراث اللاجئين شمل ادوات منزلية واخرى زراعية حملها معهم اللاجئون بعد فرارهم من قراهم ومدنهم تحت القصف والضغط وعمليات الارهاب والترويع. وعرضت على جدران الخيام صورا من حياة اللاجئين في السنوات الاولى للجوء بما احتوته من بؤس وشقاء وبدائية في كل شيء. وقال رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض الذي افتتح المخيم ان رسالة السلطة الفلسطينية للشعب الفلسطيني في هذه الذكرى هي"رسالة صمود وبقاء في الارض"، مضيفا ان السلطة ستعمل كل ما هو مطلوب منها لتعزيز بقاء الانسان وصموده في ارضه. وتابع ان العملية السياسة تواجه صعوبات"ما يحفزنا على التمسك بمشروعنا الوطني، مشروع منطمة التحرير الفلسطينية القائم على الاستقلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين". وزاد ان الشعب الفلسطيني متمسك بنضالة المشروع حتى تحقيق هذا الهدف. وقال منسق اللجنة الوطنية العليا لاحياء الذكرى الستين للنكبة عمر عساف:"يحتفل العدو الصهيوني اليوم بما يسميه ذكرى استقلاله، ونحن نعلن اطلاق فعاليات ذكرى النكبة، انطلاق فعاليات حق العودة". واضاف ان اقامة المخيم ترمز الى حياة وقضية اللجوء، وتهدف الى تذكير كل فلسطيني بحق اللاجئين في العودة الى مدنهم وقراهم. وغصت جنبات مخيم العودة بالأعلام السود رمزا للحداد الدائم على ضياع الارض والوطن، والكتابات التي حملت تعريفات بأسماء مدن وقرى فلسطين ومساحات ارضها وعدد سكانها قبل النكبة. ووزعت اللجنة نحو نصف مليون مطوية تحتوي اسماء مدن وقرى فلسطين قبل النكبة، ومعلومات عن اللاجئين وتوزيعهم حول العالم. ووزعت ايضا اقراصا مدمجة تحتوى على معلومات مماثلة. وقال عساف ان اللجنة توزع هذه المواد على المؤسسات التعليمية لابقاء حقوق اللاجئين، وفي مقدمها حق العودة، حية في عقول وقلوب الاجيال الجديدة. وقال لاجئون من جيل اللجوء انهم ينقلون احساسهم بالانتماء الى مدنهم وقراهم الى ابنائهم واحفادهم. وفي صورة معبرة، نزع احد اللاجئين من مخيم قرب بيت لحم مفتاح بيته القديم من رقبته وسلمه لحفيده ليحتفظ بالحق التاريخي للعودة الى البيت والارض. وقال فخري ابو معلا 65 عاما الذي يتحدّر من قرية لفتا غرب القدس، ويعيش اليوم لاجئا في مخيم قرب رام الله، ان احفاده التسعة يعرفون عن لفتا كما يعرف عنها آباؤهم. واضاف:"نحن ننقل انتماءنا من جيل الى جيل الى ان يتحقق حقنا في العودة الى ارضنا وبيوتنا". وما زالت ذاكرة ابو معلا تحتفظ بتفاصيل بيته في قريته التي عاش فيها قبل النكبة، وقال:"بيتنا كان حجريا له سقف قرميدي، صورته ما زالت في الذاكرة، ونقلتها الى ابنائي واحفادي". وفي بيت لحم، عرض في مسيرة جماهيرية حاشدة مفتاح بطول عشرة امتار يرمز الى حق اللاجئين في العودة الى بيوتهم. وقال المنظمون انهم سجلوا المفتاح الذي يزن طنين من الحديد في سجل"غينس"للارقام القياسية كأكبر مفتاح في العالم. ويحتفظ الكثير من اللاجئين الفلسطينيين بمفاتيح بيوتهم التي هجروا منها في عام النكبة، إما املا بالعودة اليها، او للحفاظ عليها رمزا للبيت وللحق في العودة اليه. وعرضت في بيت لحم ايضا جدارية كبيرة لبوابة العودة. وفي مخيم بلاطة قرب نابلس اطلقت مئات الطائرات الورقية التي حملت اسماء قرى ومدن فلسطينية قبل النكبة. واعلنت اللجنة ان فعاليات احياء الذكرى الستين للنكبة ستتواصل على مدار عشرة ايام.