حض الرئيس الإسرائيلي السابق إسحق نافون حكومة إيهود أولمرت على تحقيق السلام مع سورية، مؤكداً أنه ممكن، وفقاً لشروط الرئيس السوري حافظ الأسد. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة"دايلي تلغراف"البريطانية أمس، إن"التوصل إلى هذه التسوية السلمية وتوقيع اتفاق سلام مع سورية سيؤدي إلى الحد من نفوذ إيران". وأشار إلى أن حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 أسفرت عن تحقيق السلام مع مصر"وينبغي أن يوفر هذا درساً مهمّاً لحكومة أولمرت". وكان نافون 87 عاماً رئيساً لإسرائيل لدى توقيع اتفاقات"كامب ديفيد"بين مصر وإسرائيل، وكان أول رئيس إسرائيلي يزور القاهرة بعد ذلك. وقال إن"زيادة الدور الذي يلعبه الدين جعل التوصل إلى تسوية سلمية الآن أكثر صعوبة، لأن المسائل لم تعد تقتصر فقط على مبادئ الأرض في مقابل السلام". وحذّر من أن إيران"تعتبر عاملاً عدائياً، ما أدى إلى تغيير الموقف في الشرق الأوسط". وشدد على أن"من الممكن إجراء مفاوضات مع سورية والتوصل إلى اتفاق سلام معها، على رغم الحروب التي نشبت في الماضي بين إسرائيل وجيرانها"، إلا أنه ذكر بأن التعامل مع إيران التي يطالب رئيسها محمود أحمدي نجاد بتدمير الدولة العبرية"أمر مستحيل". وأشار إلى أنه كان حذر الإسرائيليين في أوائل السبعينات من أن الحرب مع مصر"مقبلة"، بناء على تصريحات الرئيس المصري الراحل أنور السادات آنذاك. وقال:"أبلغتهم بأن السادات سيشن حرباً على إسرائيل، وسيغلق قناة السويس وسيستعيد سيناء... لكنني كنت على يقين بعد ذلك من أن السلام بين مصر وإسرائيل سيستمر بعد الحرب". وأضاف أن"المبادئ ذاتها يمكن أن تُطبّق اليوم... أحمدي نجاد يتحدث عن إزالة إسرائيل من خريطة العالم، وينبغي أن نأخذ ذلك على محمل الجد". ورأى أن إيران غيّرت المنطقة بسبب سياساتها المتشددة، خصوصاً"لأنها تقدم الإلهام لحركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان". لذلك، فهو يرى أن مبادئ الأرض في مقابل السلام ليس بوسعها الآن أن تؤدي إلى التوصل إلى تسوية للنزاع في الشرق الأوسط، لأن"المسألة بالنسبة إلى حماس ليست مسألة أراضٍ أو حلول وسط أو الانسحاب أولاً... هي لا تعترف بوجود إسرائيل". لكن نافون يؤكد أن"الأمر مختلف بالنسبة إلى سورية على رغم العداوة"مع إسرائيل، لأن الرئيس السوري بشار الأسد أقر أخيراً"بأن المحادثات عن مفاوضات السلام بدأت". وشدد على أن"التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية يمكن أن يؤدي إلى وقف تدفق الأموال والأسلحة إلى حزب الله في لبنان ويرغم زعماء حماس المقيمين في دمشق على البحث عن ملاذ جديد لهم".