أكد رئيس الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات مع سورية بين عامي 2000 -1999 الميجر جنرال في الاحتياط اوري ساغي ان عدم توصل إسرائيل وسورية إلى اتفاق سلام قبل عشر سنوات نجم عن "فشل سياسي استراتيجي إسرائيلي من الدرجة الأولى" مضيفاً أن إسرائيل في عهد ايهود باراك رئيساً للحكومة، فوتت فرصة كبيرة لتسوية سلمية مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، "تسوية كان من شأنها منع كل حروب العقد الماضي وتغيير وضع إسرائيل في المنطقة بشكل جذري". ورفض ساغي، الذي شغل في السابق منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الادعاء الإسرائيلي الرسمي بأن إصرار سورية على انسحاب إسرائيل إلى شاطئ بحيرة طبرية هو ما حال دون التوصل إلى اتفاق، وقال في مقابلة مع مجلة "هلوحِم (المقاتل)" إن "ضعف القادة الإسرائيليين هو الذي منع التوصل إلى التسوية". وتابع أن المفاوضات السرية والعلنية بين إسرائيل وسورية أثمرت التوصل إلى تفاهمات حول غالبية المسائل وأنه يتفق مع قاله في حينه الرئيس السوري الراحل من أن 80 في المائة من المشاكل وجدت حلها. وأكد ساغي أنه تم ايجاد حلول لمعظم المسائل العالقة: الحدود والأمن والمياه، وأشار إلى أن تراجع منسوب مياه طبرية في السنوات الأخيرة أبعد الشاطئ مئات الأمتار إلى الجهة الغربية، إلى نقطة يتفق الجميع بأنها داخل اراضي إسرائيل، ما يعني أن الإشكال حول نقطة الحدود وجد حله. وزاد أنه رغم كل التصريحات الإسرائيلية المشترطة العودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة فإن المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن أية مفاوضات مستقبلية مع سورية ستنطلق من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات السابقة. وأضاف أنه خلافاً لتصريحات مسؤولين إسرائيليين فإن الحقيقة الواجب الإقرار بها هي أن خمسة رؤساء حكومة في إسرائيل (اسحاق رابين وبنيامين نتانياهو وشمعون بيريز وايهود باراك وايهود اولمرت) قبلوا بمبدأ أن أية تسوية ستقوم على انسحاب كامل من الجولان السوري المحتل إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. وقال ساغي إن إسرائيل "تعرف كيف تجلد نفسها بعد عمليات عسكرية فاشلة لكنها لا تفحص ذاتها ولا أحد يطالب بالتحقيق في فشل زعمائها سياسياً واستراتيجياً بتفويت فرص تحقيق سلام كان من شأنه أن يحول دون قتل مئات الإسرائيليين في حروب كان ممكناً منعها وما كانت لتقع لو تحقق السلام مع سورية". وأردف أن رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت سجل مثل هذا الفشل حين قطع المحادثات غير المباشرة، بوساطة تركية، مع السوريين بعد أن وجه له الرئيس الأسد أسئلة عينية كان الغرض منها تحريك العملية التفاوضية وتعزيز تفاهمات العام 2000 خصوصاً حول مسألة الحدود. وأضاف انه كان مفروضاً أن يؤكد اولمرت للرئيس الأسد أنه يلتزم تعهدات أسلافه "لكن اولمرت لم يقدم الأجوبة وبدلاً من ذلك شن حرباً على قطاع غزة وأوقف عملياً المفاوضات". وقال ساغي إنه لو حصلت ضجة شعبية بعد تفويت فرصة التوصل إلى تسوية مع سورية عام 2000 لكان اولمرت مع وزير دفاعه باراك تصرف على نحو مغاير تماماً.