تجيب إيمان 31 سنة من يسألها من أي بلد أنتِ، بأنها"من العالم"، فهي عاشت في البرازيل وغانا والفيليبين، إضافة إلى إسلام آباد والجزائر والمغرب. انتقلت إيمان للعيش في جدة، قبل ثلاث سنوات بعد تقاعد أبيها من وظيفته الديبلوماسية التي أمضى فيها سنوات. هذا النوع من الحياة جعلها قادرة على التعامل والتعايش مع الناس في كل مكان، إذ لديها أصدقاء كثر من جنسيات مختلفة، الأمر الذي جعل تفكيرها"منفتحاً وواقعياً"، بحسب قولها. وتشير إلى أنها وأسرتها"يكوّنون صداقات مع سكان البلد الذي يعيشون فيه، ليتعرفوا على عاداتهم وثقافاتهم"، مضيفة أن"هناك دائماً الجديد والمثير في حياتنا". وتقول إن"السفر جعلني اجتماعية جداً، وقادرة على تكوين أصدقاء بسرعة عندما لا يكون لدي أحد، ولم تكن لدي أية مشكلة في التنقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى في البلد الجديد الذي سنعيش فيه". وتحدثت إيمان عن السلبيات التي واجهت عائلتها خلال سفرها وانتقالها من مكان إلى آخر، وتوضح"نحن أقلية في كل بلد نذهب إليه، فمهما تأقلمنا واندمجنا في مجتمع ما وأحسسنا أننا ننتمي إليه، فإننا لا نُعتبر منه، الأمر الذي كان يسبب لي الحيرة"، إضافة إلى أنها لم تتعلم العادات والثقافات جيداً، لأننا"كنا نزور السعودية مرة واحدة في السنة، لمدة شهر"، الأمر الذي"جعلني أشعر أيضاً عندما انتقلنا إلى هنا، بأنني من فئة الأقليات في بلدي، معتبرةً نفسها أنها"سعودية في الأوراق الرسمية فقط، وليس في هويتها". وتوضح إيمان أنها واجهت صعوبة كبيرة في التأقلم، وتضيف:"أحسست أن الناس لم يتقبلوني كما أنا، إذ قال لي بعضهم إنني لا أنتمي إلى هنا ولست في المكان الصحيح، ويجب عليّ العودة حيثما كنت". وترى أن سبب ذلك هو أن"الناس هنا تحكم على الآخر بحسب مظهره، لا باطنه"، موضحة"جعلني الكثير من الناس أشعر بأنني أقل منهم لأنني لست متزوجة، ولست ملكة جمال"، إضافة إلى"أنهم جعلوني أتعقد من لوني المائل إلى السمرة قليلاً". وتصف إيمان حياتها الاجتماعية ب"السيئة، في الفترة الأولى لي هنا، ولكني أقنعت نفسي أن هذا بلدي ويجب علي التأقلم فيه"، مضيفة أن"بعد ثلاث سنوات، بدأت أتعلم كيف أحب المكان وأصبح جزءاً منه"، خصوصاً أنه"بعد زواجي، أصبحت حياتي الاجتماعية أفضل، لأنني أعرف الآن بأنني سأستقر هنا لفترة طويلة، الأمر الذي كنت افتقده في الماضي". وتؤكد يارا 21 سنة أن تجربة السفر والانتقال من بلد إلى آخر هي"تجربة جميلة في حياة أولاد الديبلوماسيين"، مضيفة أنها"مهما كانت صعبة، إلا أنها أضافت الكثير إلى حياتهم". وعاشت يارا التي استقرت أخيراً في المملكة بعد زواجها، وترعرعت في دول كثيرة بحكم عمل والدها في السلك الديبلوماسي، منها إندونيسيا وكوريا ولبنان، وبلدان أخرى. وتقول إن تنقلها سمح لها بأن تتعرف وتتأقلم مع ثقافات ومجتمعات مختلفة،"ما جعل تفكيري مختلفاً"، وذلك على رغم صعوبة التنقل بين المدارس، وتكوين أصدقاء وحياة جديدة في كل مرة نذهب فيها إلى بلد جديد"، في البداية سبب ذلك لها"معاناة"، إلا أنها بعد ذلك"تعودت وصار التعرف وتكوين أصدقاء أمراً عادياً بالنسبة إلي". وتعتبر الحياة في الخارج، على خلاف الحياة في السعودية:"أبسط وأقل تكلفاً، لأنني أستطيع العيش بطبيعتي أكثر"، وعلى رغم أنها"شعرت بسعادة عندما صرت قريبة من عائلتي، لكنهم لا يتفهمون أن وضع الحياة هنا مختلف، وينتقدونني دائماً عندما أتمنى لو أنني أكملت دراستي الجامعية في الخارج التي قطعتها بعد زواجي". وأشارت إلى أن انتقالها الى بلدها"جعلني أتقرب وأتعرف على قريباتي اللاتي كن صديقاتي المقربات"، الأمر الذي"جعلني أكتشف جوانب أخرى من شخصياتهن لم تعجبني على الإطلاق، ما جعلني أشعر بالإحباط".