إنفراج الأزمة السياسية اللبنانية، بدأ ينعكس ايجاباً على النشاطات الفنية والسياحية. أول الغيث كان الإعلان أمس عن برنامج مهرجانات بيت الدين الدولية لهذا الصيف، بعد غياب المهرجان سنتين بسبب الظروف التي عصفت بلبنان. وزير السياحة جوزيف سركيس قال في مؤتمر صحافي إن المهرجان سيعكس الوجه الحقيقي للبنان عبر استضافته فنانين عالميين. واعتبر الأحداث الأخيرة سحابة صيف يظهر بعدها وجه لبنان الثقافي والحضاري والانساني. وأشارت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية نورا جنبلاط الى أن برنامج الصيف سيكون حافلاً بالحب والفرح والحياة. وتمنت ان تكون الانطلاقة الجديدة خطوة ثابتة على الخريطة الفنية والثقافية. قبل الاعلان عن البرنامج، عُرض فيلم عن أبرز نشاطات المهرجان خلال السنوات السابقة مستعرضاً التحضير للحفلات وتجهيز المسرح، وأبرز الفنانين والفرق المشاركة. فعاليات المهرجان ستنطلق في 11 تموز يوليو المقبل بتحية للراحلة أسمهان في حفلة تحييها المغربية كريمة صقلّي ترافقها فرقة الحفنة الموسيقية من مصر، كما يتخلل الحفلة عرض غنائي سينمائي من انتاج وإخراج مهرجانات بيت الدين عن أبرز محطات أسمهان السينمائية. يذكر أن كريمة صقلّي، تمكّنت من أن تتعمّق في تراث أغنية أجدادها، وهي اليوم مرجع في الأغاني العربيّة الأندلسيّة. وإضافةً الى صوتها الماسي، أضحت رمزاً مغربياً تتجلّى فيه الروحانيّة والانفتاح. الحفلة الثانية مخصصة لعشاق الجاز في 15 تموز المقبل، مع برانفورد مارساليس وفرقته"رباعية الجاز"الحائزة ثلاث جوائز"غرامي"وفي رصيدها اكثر من 170 اسطوانة موسيقية. ويُعرف عن برانفورد حسّه الموسيقي المرهف وأداؤه المبدع على مسارح العالم وقاعات الحفلات بصحبة رباعيّته الشهيرة خلال العقدين المنصرمين، وهو عازف الموسيقى الكلاسيكيّة الذي حلّ ضيفاً على عددٍ من مجموعات الأوركسترا السيمفونيّة، وصاحب المقاربة الموسيقيّة الفريدة للموسيقى الشعبيّة المعاصرة مع فرقة"Buckshot Le Fonque". ويعي برانفورد أنّ الموسيقى الصادقة في كل أهوائها تسير عكس تيّار الجاز الذي تميل تسجيلاته إلى البساطة، لكنّه لا يأبه للأمر، ويقول:"من يستمع إلى الموسيقى بشروطها سيكون من حلفنا". وزير الثقافة البرازيلي جيلبرتو جيل وفرقته الموسيقية 19 تموز أطلق 65 أسطوانة وحقق 12 أسطوانة ذهبيّة وخمس أسطوانات بلاتين وسبع جوائز"غرامي"وباع أكثر من أربعة ملايين أسطوانة، سيقدم للجمهور أحدث أعماله الموسيقية. ويعتبر جيل راية التحديث في موسيقى البرازيل الشعبيّة وحجر أساسها منذ 41 سنة من مسيرته في الأداء والتلحين وعزف الغيتار. وعلى مدى ثلاثة أيام 23-24-25 تموز، سيرقص الجمهور التانغو مع فرقة" كارلوس غارديل تانغو"الآتية من الارجنتين والتي تعتبر من أشهر فرق هذا النوع من الرقص. يقع التانغو في قلب هوية الارجنتين الثقافية، وبحسب الكاتب خورجي لويس بورخيس هو أعظم ما أنتج الأرجنتين وحامل اسمها على وجه الأرض. في 27 تموز تستضيف ساحة الشهداء في بيروت حفلة للفنان اللبناني الأصل ميكا في نشاط مشترك بين مهرجانات بيت الدين ومهرجانات بعلبك. ولد ميكا في لبنان وغادره بعد اندلاع الحرب الأهلية ليدرس في باريس ويستقر بعدئذ في لندن وتنطلق شهرته من عاصمة الضباب. يتميز ميكا الشاعر والمؤلف الموسيقي والملحن والمنتج بحركته ونشاطه على المسرح وجذبه أعداداً كبيرة الى حفلاته، ما دفع ادارة المهرجان الى ايجاد مكان فسيح للنجم الشاب. أنغامه موسيقيّة مبتكرة وعميقة تجمع بين إيقاع سريع حماسي وعناصر غامضة غير متوقعّة من ميلودراما الحياة اليوميّة. وبعد جولة عالمية غنائية موسيقية راقصة، يعود المهرجان الى استقبال الفنان العراقي كاظم الساهر في الأول من آب أغسطس المقبل ليقدم أحدث أغانيه وألحانه. وفي التاسع من الشهر نفسه، تصدح اللبنانية ماجدة الرومي بصوتها الذي وصفته الصحافة الفرنسية ب"الصوت الكريستال". أما الختام 12 آب فسيكون مع اطلاق فنانين لبنانين شابين هما عازف الكمان نسيب الاحمدية والمغني الأوبرالي ماثيو في حفلة مؤلفة من قسمين تجمع الموسيقى والصوت القوي.