عندما تم تكليف الكابتن ناصر الجوهر من القيادة الرياضية بمهمة الإشراف الفني على المنتخب السعودي الأولمبي تخوفت من كيفية التعامل معه، وذلك بعد الإساءات التي طاولته وطاولت تاريخه وقدراته وحمّلته أخطاء لم يكن السبب الرئيسي فيها، وتناست إنجازاته الكبيرة للكرة السعودية، التي حظي من خلالها بثقة ودعم القيادة الرياضية. أما عقب انتهاء مرحلة العمل معه فعلمت منه شخصياً أنه كان يرغب في الاعتذار عن الإشراف على المنتخب الأولمبي خشية التعامل معي، وتخوفه من الأساليب التي انتهجها مع المدربين والأجهزة الفنية، وخشيته من قيامي بتحجيم دوره بناء على ما قرأه ونقل له من البعض! إلا أن الجوهر تحدث معي بعد نهاية عمله ليقول لي إنه فوجئ بالعمل معي ومع الأجهزة الإدارية المميزة بقيادة عبدالله المصيليخ وبقية معاونيه، وكان حديثه الأكثر تأثيراً لنبرة الصدق العالية التي احتواها، وقال لي حينها حديثاً لن أورده حتى لا يكون إظهاراً للذات، لكنها شهادة أعتز بها كثيراً. وهنا أود تسجيل شهادتي في ناصر الجوهر من خلال العمل معه، ومن لم يصدقني فليسأل الأجهزة التي عمل معها، فالجوهر يا سادة يا كرام ممن ينكرون الذات في العمل، ويبحثون عن تسهيل العمل وتسيير مصالح اللاعب والوقوف معه في كل الأمور، ما لم تمس المصلحة العامة والنظام، من دون التفرقة بين اللاعبين. ناصر الجوهر من أكثر الناس الذين شاهدتهم إخلاصاً ووطنية في الوسط الرياضي، فهو يعشق التنظيم والبرمجة، ويسعى لتهيئة اللاعب نفسياً وفنياً، ويبحث عن نجاح العمل والمجموعة، ويتحمل المسؤولية بكل شجاعة وجلد، ناهيك عن قدراته الفنية الكبيرة ومحاولته الاعتماد على اللاعب الجاهز فنياً وطبياً ونفسياً بعيداً عن اسمه أو ناديه، عكس ما يروج له بعض أعداء النجاح وأصحاب المصالح الخاصة، فهو"نعم"الإنسان والمدرب والمخلص لعمله ووطنه، وما وجدته من الجوهر جعلني أعلم سر الثقة الكبيرة التي يحظى بها من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل الخبيرين ببواطن الأمور والحريصين على سمعة ومكانة الكرة السعودية. الجوائز إذا كان كثيرون أشاروا بأصابع الاتهام إلى بعض النجوم في الجائزة الرائعة كفكرة، نظراً إلى ما تمثله من مشاركة بين القطاع الخاص مع الوسط الرياضي في تكريم المتفوقين والمبدعين، إلا أن"جوائز الرياضية موبايلي"واصلت المفاجآت التي تثير الشكوك حول بعض الفائزين بالجوائز للعام الثاني على التوالي، وإذا كنت من أكثر السعيدين بوجود عبدالعزيز الدوسري ووليد عبدالله وأحمد الفريدي على هرم أفضل لاعب صاعد كأفضل نجوم واعدة، إلا أن السؤال يجب أن يكون حاضراً حول أيهم الأكثر تأثيراً هذا الموسم في الإسهام في تحقيق بطولة أو إنجاز لفريقه والمواصلة، كمعيار من معايير التفوق، وإذا كان ماجد العمري خسر الحصول على إحدى الجوائز وهذا لا يقلل من نجوميته الواعدة فإن كثيرين استغربوا عدم ورود اسمي ريان بلال وإبراهيم شراحيلي ضمن قائمة اللاعبين الواعدين، وهنا أعود لأؤكد أنهم كلهم نجوم مميزون يستحقون الثناء والتقدير. وهنا يرى البعض أن بعض المرشحين للجوائز لم يكونوا الأفضل على صعيد لعبتهم، ويستشهدون بإنجازات أصحاب الألعاب الفردية المختلفة. وهنا فإن كثيرين يتفقون هذا العام على فوز الفارس عبدالله بن متعب بأفضل رياضي، خصوصاً بعد تأهله لأولمبياد بكين مع منتخب الفروسية، وتحقيقه ذهبية"الآسياد"والبطولة العربية في القاهرة، وهي إنجازات أفضل من إنجازات"العام الماضي"، فهو أحد الذين أسهموا في رفع راية الوطن في المحافل الدولية، وممن تنتظرهم إنجازات مقبلة في مختلف المنافسات التي يشارك فيها مع الفارس خالد العيد وبقية زملائهما، إلا أننا أيضاً نتوقف ونتعجب حول فوز صاحب المركز الثالث"سفير النوايا الحسنة"، لأن"السفير"لا يكفي إنجازاً، خصوصاً أن هناك أكثر من نجم في السعودية حصل عليه، وإذا كانت"إنجازاته"تؤهله من دون مجاملة أو محاباة للحصول على ثالث أفضل رياضي سعودي للعام فهذا يقودنا إلى أحد أمرين: إما أن تكون هناك مجاملات وربما مصالح للبعض في الجائزة، أو أن الرياضة السعودية ليس لديها نجوم حققوا إنجازات أكثر من صاحب المركز الثالث، على رغم ما قرأته وتابعته عن نجوم عدة، سواء على مستوى ذوي الاحتياجات الخاصة أم العاب القوى أم السباحة وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية من إنجازات. أتساءل لماذا يُظلم نجوم العاب القوى مثل السبع وزملائه ونجوم السباحة وبقية الألعاب الفردية الذين حققوا إنجازات عدة محلياً ودولياً؟ ولماذا يتم تجاهل نجم آسيا الأول ياسر القحطاني على رغم فوزه بلقب أفضل لاعب في آسيا؟ أخيراً، هذا لا يعني التقليل من الجائزة أو اللجنة الموقرة التي تشرف عليها، إلا أن المعايير يجب أن تُراجع وتتطور الآلية، وأن يبتعد البعض عن المجاملات وأن تُعطي اللجنة نسبة أكثر من 45 في المئة. [email protected]