حذّر مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان من استمرار تداعيات الأزمة المالية وتأثيراتها السلبية في الاقتصاد الحقيقي. وقال ان"الأزمة المالية متواصلة ولا مؤشر بعد عن استقرار الوضع إلى حين تحسن سوق العقارات". وأشار في كلمة أمام أعضاء لجنة الشؤون المالية والنقدية في البرلمان الأوروبي ان أزمة الرهن العقاري تتميز بكونها"تختلف عن الأزمات التقليدية وبتفجرها في مركز النظام الرأسمالي، ولا يُستبعد تكرارها"، داعياً إلى مراقبة تنفيذ إجراءات الرقابة على الأنظمة المالية والمصرفية. وقال ان البلدان النامية تواجه نقصاً في الغذاء وارتفاعاً في أسعار الحبوب والرز بنسب قياسية على خلفية الأزمة المالية في أسواق البلدان الصناعية. وحذر من تداعيات أزمة الغذاء على استقرار البلدان النامية. وعن انتقال الأزمة من مركزها في الولاياتالمتحدة إلى السوق الأوروبية والاقتصادات الناشئة، لفت الى ان المعايير التقليدية تؤكد تأثر منطقة اليورو بأزمة الرهن العقاري"ويتوقع ان لا تتجاوز معدلات النمو 1.4 في المئة عام 2008". وأضاف:"في ما يتعلق بالاقتصاد العالمي، هناك انفصال بين البلدان الصناعية والأخرى الناشئة. فعلى رغم تراجع النمو نقطة في المنطقة الآسيوية، فإن معدلات النمو ستظل مرتفعة عند 8 في المئة، وما يجعل الاقتصادات الناشئة تغطي 75 في المئة من النمو في العالم". وتساءل اذا كانت الأطراف المعنية اتخذت الإجراءات اللازمة لمعالجة الأزمة ونفذتها، مضيفاً ان"الأخبار السيئة أصبحت وراءنا، لكن لا يعني ذلك نهاية الأزمة إذ تقلصت ثقة أوساط المستهلكين والمستثمرين. ونلاحظ استمرار التأثيرات السلبية للأزمة المالية على الاقتصاد الحقيقي. وبينما يتوقع المتفائلون نهاية الأزمة مع انتهاء العام الجاري، فان متشائمين يتوقعون نهايتها في منتصف 2009". ولفت ستروس ? كان إلى إجراءات"اتخذتها الولاياتالمتحدة، لكن من يضمن تنفيذها؟ وإذا نفذت على الصعيد المحلي فمن يتولى مراقبة مدى تنفيذها على الصعيدين الإقليمي والدولي؟ لذلك هناك حاجة إلى هيئة دولية تسهر على تنفيذ إجراءات مراقبة النظام المالي". وعن أزمة الغذاء التي تهدد مئات الملايين من السكان خاصة في أفريقيا وآسيا، ذكر مدير صندوق النقد الدولي أنها"تثير مشكلة خطيرة في الحاضر والمستقبل، وتهدد الإصلاحات السياسية التي ينفذها الكثير من البلدان وتمثل أيضاً تهديداً للسلم". وشهد ما لا يقل عن 30 بلداً، منها بلدان عربية، انتفاضات ضد ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الأساسية مثل الخبز والزيت والسكر والرز. وتوقع ستروس - كان استمرار أزمة الغذاء، لارتفاع الطلب في آسيا على خلفية تحسن مستوى الدخل واتساع حجم الطبقات الوسطى. فالطبقة الوسطى في الهند مثلاً ارتفع عددها إلى 300 مليون."ويعني اتساعها ان المواطن أصبح يتناول وجبتين بعد ان كان يتناول وجبة واحدة".